جميع الصحافيين منذ مابدأت الصحافة لم يبلغ منهم كلمة " الاستاذ " مثلما بلغها هيكل. الأمانة تقتضي، انه فعلا الاستاذ الذي ما ان تدور جملته الاولى في كتبه وفي حواراته حتى يتم اقفال اي أمل بالتوقف عن متابعة قراءاته او سماعه .. هنالك سحر في مايكتبه، في لغته، وفي معانيه، وفي مقاصده، وفي ذكائه المتوقد الذي يتقن كتابة الجمل مثلما يضع الموسيقي نوتته، بل أكاد اقول ان موسيقى لغته لحن اوركسترالي. الصحافي الوحيد الذي يمكنه القول دائما للصحافيين ان ماتبقى لكم في ذمتي الكثير، لكني أضعه بذمة التاريخ كي لا اسأل عنه وانا حي. في مزرعتي التي احترقت فيها مخطوطات مهمة، كان الزمن هناك مدون لكم، ولأجيال تريد التعرف علي، اي على زمني ومسيرة شعب وأمة. لا احد يختلف مع هيكل سوى أولئك الذي ناصبوه المواقف لاسباب خاصة بهم .. أجاز هيكل لنفسه ان يظل وفيا للجميع، وأتخذ صفة مراقب للواقع المصري منذ ما أكلت دموع المصريين جنازة عبد الناصر، يومها ودع هيكل قلمه الناصري، ليفتح الباب لقلم في تاريخ مصر والعرب والعالم، ولكن من بابه الناصري الذي مايزال يغرد به، ويقينا انه حين اعتذر عن الكتابة كان يقترب أكثر منها، لأنه وهي تجربة واحدة بدأت بأول كلمة وتننهي عند تسليم الروح الى بارئها. كل الحب لزمن هيكل، للكبار الذي عايشهم، وهنا السؤال الذي يظل مشروعا: كيف استطاع التعايش مع الصغار بعد رحلته مع أولئك الكبار، لكن على مايبدو فان الصغار يعلمونك ايضا كيف يكون صمتك جميلا في زمنهم ! .. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا