أثارت خطوة تجمع مجموعة من رافضي الانقلاب في ميدان التحرير اليوم الثلاثاء، تعليقات شتى حول مغزى ذلك التحرك المفاجئ، وأهدافه، وتأثيراته المستقبلية، وهل هي محاولة لعودة الميدان إلى حضن الثورة الأصلية، "25 يناير"؟ ومدى ارتباطه بزيارة كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى القاهرة. ضربة للانقلاب واعتبر الناشط السياسي هيثم أبو خليل مدير مركز "ضحايا" لحقوق الإنسان أن تمكن الثوار من ميدان التحرير سيضحى بمثابة "ضربة قوية للانقلاب"، مطالبا بتوخي الحذر من البلطجية ورجال الشرطة المتنكرين بزي مدني. وكتب أبو خليل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم الثلاثاء: "لو تمكن الثوار من ميدان التحرير الليلة ستكون ضربة كبيرة للانقلاب ... لكن الحذر كل الحذر من المواطنين الشرفاء الذين هم أصلاً بلطجية وشرطة بزي مدني لأنهم من سيقومون بالاعتداء علي الموجودين داخل الميدان وتصوير الأمر أنه تحرك شعبي عفوي !!! بدأت الثورة من ميدان التحرير ... وإن شاء الله ستنتصر الثورة منه". ليس بديلا لرابعة واعتبر آخرون أن دعوات تجمع الثوار إلى التحرير لا تعني استبدال التحرير بقيمة ورمزية ميدان رابعة العدوية، وإنما محاولة ليرى العالم عن كثب الأعداد الحقيقية لرافضي الانقلاب، لا سيما في ظل إعلام غالبيته العظمى مجرد أبواق تردد ما تمليه سلطات الانقلاب لا تتمتع بالاستقلالية، بل أن المشاركين في مظاهرات الثلاثاء أخذوا يشيرون بعلامة رابعة، وارتدى العديد منهم قمصانا تحمل الإشارة، في إشارة واضحة أن "رابعة في قلوبهم". عودة الميدان إلى أصحابه وأشار الصحفي "عماد الدين السيد"إلى أن سيطرة رافضي الانقلاب على ميدان التحرير "تقضي على الشرعية المزعومة" التي سماها "شرعية دولة السيسي"، ويعيد الميدان إلى أصحابه الحقيقيين، ويرجع مجددا رمزا أصيلا لثورة يناير، وليس لانقلاب 30 يونيو. وأضاف السيد أن "العسكر يجاهدون لمنع هذه اللحظة طوال الأيام الماضية حتى أنه منع المترو من التوقف فيه وأغلق مداخله بالدبابات والمدرعات والعساكر". زيارة آشتون يأتي ذلك متزامنا مع زيارة كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى القاهرة، والتي بدأت اليوم الثلاثاء في زيارة لمصر تختتمها الخميس المقبل، بما قد يدفع سلطات الانقلاب لتخفيف القيود الأمنية، حتى لا تبدو أمام آشتون في صورة القامعة لحريات التظاهر، أو محاولة يائسة لتجميل وجهها التي تشوه تماما إثر المجازر العديدة التي ارتكبت ضد رافضي الانقلاب، ومن هنا تأتي فكرة التجمع بأعداد كبيرة في الميدان. كسر حاجز الخوف وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي أنباء خروج مسيرات من بعض الميادين واتجهت إلى التحرير، وتمكنت من دخوله، لكن بلطجية كالعادة تم تسليطهم على الثوار، ، بعد أن تدخلت أيضا تشكيلات أمن مركزي أيضا لفضه،ونقلت قناة الجزيرة مباشر مصر عن أحد منظمي مظاهرات اليوم قوله: " حققنا هدفنا بكسر حاجز الخوف من سلطة الانقلاب، ونقلت عن شاهد عيان تأكيداته أن البلطجية استخدموا أسلحة بيضاء لفض المظاهرة، لكن الخلاصة أنها خطوة إيجابية وصفها أحد رافضي الانقلاب في تعليق له على فيسبوك" بقوله: "اللى حضر 25 يناير 2011 فى التحرير بالليل حيحس بنشوة احداث انهردة، ما أشبه الليلة بالبارحة،بلطجية.مخبرين...اشتباكات..ترقب.. كل واحد واقف بيتلفت حواليه.....محدش بيكلم حد....الشباب بيتلموا من كل المداخل".