أكدت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الأحد أن شيخ الأزهر أمر بحفظ الطلبات المقدمة إليه لإسقاط عضوية الدكتور يوسف القرضاوي وطلبات عزله من هيئة كبار العلماء، وذلك على خلفية هجومه على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. وأضاف إنه "لا بد من اتخاذ موقف حاسم مع القرضاوي الذي تخطى الإساءة لشيخ الأزهر إلى المؤسسة الأزهرية الأولى في العالم الإسلامي". وتابع المصدر المسئول أن تصريحات القرضاوي تجاه الأزهر والدولة المصرية أثارت استياء الكثير من كبار العلماء في مؤسسة الأزهر، قائلاً إن "عددًا كبيرًا داخل الأزهر يصرون الآن على الإطاحة بالشيخ القرضاوي وإبعاده عن الأزهر نهائيًا"، مشيرًا إلى وجود توجه قوي من قبل قيادات الأزهر لعزل القرضاوي من عضوية هيئة كبار العلماء. وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر: إن "كل ما يقوله القرضاوي ليس من الإسلام في شيء"ٍ، بحسب قوله ، مشيرًا إلى أن القرضاوي، (87 عامًا)، أصبح غير مسئول عما يصدر منه الآن. و كان القرضاوي، الذي يقيم بقطر ويشغل موقع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد قال في وقتا سابق أن "الفساد تفشى في مختلف المؤسسات المصرية، وفي مقدمتها الأزهر"، وقال :" ان الطيب يتخذ من عمامة المؤسسة الدينية غطاء لمآربه". وتضمنت انتقادات القرضاوي كلمات شديدة اللهجة. يشار إلى ان هيئة كبار العلماء هي أعلى مرجعية دينية تابعة للأزهر الشريف بمصر تم إحيائها في 17 يوليو 2012 بعد أن حلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حين أصدر قانون رقم 103 لعام 1961. عُدل القانون في يونيو 2012 في عهد شيخ الأزهر أحمد الطيب ووافق عليه رئيس الوزراء كمال الجنزوري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة القائم بأعمال رئاسة الجمهورية آنذاك. ومن ثم نصت المادة (32) مكررا على اختصاصات الهيئة التي من ضمنها انتخاب شيخ الأزهر وترشيح مفتي الديار المصرية والبت في الأمور الدينية. كما نصت المادة الرابعة من دستور 2012 على أخذ رأي الهيئة في الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية. وتتألف الهيئة من عدد لا يزيد على أربعين عضواً من كبار علماء الأزهر من جميع المذاهب الفقهية الأربعة ويرأسها شيخ الأزهر. ويشترط فيمن يختار عضوًا بالهيئة ألا تقل سنه عن خمسة وخمسين عاما وأن يكون حائزًا شهادة الدكتوراة وبلغ درجة الأستاذية في العلوم الشرعية أو اللغوية وأن يكون قد تدرج في تعليمه في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر.