طرح الدكتور رفيق حبيب، المفكر القبطي، سيناريو لإفشال الانقلاب العسكري الذي قال إنه يستهدف إعادة شبكات نظام مبارك للمشهد السياسي وتقوية الدولة العميقة لتصبح شريكاً أساسياً في الحكم أياً كانت السلطة المنتخبة مع جعل هذه الدولة العميقة تحت قيادة عسكرية مركزية، معتبراً أن الهدف المركزي للانقلاب - أي جوهر خطته - تقنين نظام سياسي يقوم على نموذج الدولة القومية العلمانية. وقال حبيب في دراسة جديدة تحت عنوان «استعادة الثورة.. سيناريو إفشال الانقلاب»: إن المرحلة الأولى من المواجهة مع الانقلاب العسكري تتركز أساسًا في إفشال السياسة البوليسية القمعية وإفشال عودة جدار الخوف مرة أخرى، مشددًا على أن استمرار الصمود في الشوارع والميادين يعني الفشل التدريجي للسياسة القمعية، وسياسة القتل والمذابح. وأضاف أن المرحلة الثانية من المواجهة مع الانقلاب العسكري تتمثل في مرحلة الصمود والاستمرار، أي مرحلة التأكيد على أن القوى الرافضة للانقلاب العسكري، لن تتعامل معه باعتباره أمراً واقعياً بل سوف تظل ترفضه وتعتبره خروجاً على الشرعية، الأمر الذي سيؤدي لعدم استقرار الانقلاب ولا يصبح حالة واقعية تم قبولها ولو بالصمت عليها. أما المرحلة الثالثة لمواجهة الانقلاب، وفقاً لما ورد بالدراسة، فهي تتحقق في التمدد الزماني والمكاني والشعبي لحركة مقاومة الانقلاب العسكري، فكلما تمددت حركة الاحتجاج السلمي زمانيًا وجغرافيًا وتمددت أيضًا عبر قطاعات واسعة من المجتمع، أصبحت حركة مواجهة الانقلاب عمليًا حالة عامة في المجتمع واضحة ومؤثرة، مما يجعل الانقلاب يواجه بحالة متنامية من الرفض الشعبي، وقادرة على التمدد المستمر. وأكد حبيب في دراسته على ضرورة تعريف الناس بحقيقة الانقلاب العسكري، وكيف تم التخطيط له وتزوير حجم الحشود وكيف وظفت قطاعات من المجتمع لتأييد ما ترفضه أصلاً وكيف تم تغييب وعي قطاعات من المجتمع لدرجة سمحت لقادة الانقلاب بسلب إرادة فئات من المجتمع. واعتبر حبيب، أن الصراع يدور أساسًا بين هوية علمانية وهوية إسلامية، معتبراً أن فرض الهوية العلمانية يحتاج إلى عسكرة الدولة لحماية الهوية العلمانية المفروضة على المجتمع، إذ أن المجتمع المصري لا يقوم على هوية قومية عرقية، ولهذا يصبح الاختيار الأساسي بين دولة علمانية عسكرية ودولة مدنية إسلامية، أي بين دولة عسكرية تفرض هوية على المجتمع لا تعبر عنه ودولة ديمقراطية تحمل الهوية التي تعبر عن المجتمع والتي تمثل اختيار التيار السائد فيه. النص الكامل للدراسة: http://ar.scribd.com/doc/157997035/استعادة-الثورة