استنكر عدد من القوى السياسية والأحزاب والسياسيين اعتقال الناشط السياسي أحمد ماهر منسق حركة 6 أبريل، مؤكدين تضامنهم معه ومطالبين بالإفراج الفورى عنه، وذلك بعد حبسه 4 أيام وترحيله إلى سجن طرة بتهم التحريض على التظاهر أمام منزل وزير الداخلية والتجمهر وتعطيل حركة المرور وإهانة رجال الضبط. تضامن كوميدي طالب حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بالإفراج عن المهندس أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، والذي أمرت نيابة مدينة نصر أول، الجمعة، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق لاتهامه ب«مقاومة السلطات وإهانة رجال الدولة والتظاهر أمام منزل وزير الداخلية بالملابس الداخلية». وقال الدكتور مراد محمد علي، في بيان نشرته الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على «فيس بوك»، الجمعة: «قد نختلف مع بعض ممارسات حركة 6 أبريل (مثل التظاهر بالملابس الداخلية)، ولكننا لا نقبل أن يتم القبض علي أحمد ماهر كناشط سياسي، ولا نعتقد أن اعتقاله من المطار يلائم التهم الموجهة إليه». وأضاف البيان: نتمني أن يتم الإفراج عن أحمد ماهر فوراً، وأن يتم مراعاة أن الرجل كانت له مواقف جيدة كثيرة. من جهتها وصفت حركة شباب 6 أبريل، مطالبة حزب الحرية والعدالة بالإفراج عن المهندس أحمد ماهر، مؤسس الحركة، بأنه "تضامن كوميدي"، وأعلنت الحركة، في بيان لها على فيس بوك، السبت :"التضامن الكوميدي ده المفروض ردنا عليه يكون إيه؟ لما الحزب الحاكم صاحب الرئاسة والحكومة يأمر بالقبض على ناشط سياسي معارض، ويتضامن معاه بعدها، زي بالظبط كدة لما شباب الإخوان نزلوا تظاهروا إنهاردا هاتفين "يا حكام البلاد.. إفتحوا باب الجهاد". وأضافت الحركة: هو مين بيحكم إيه؟ ومين بيطالب مين بإيه؟ و مين بيتضامن مع مين؟. موضوع غير مريح وقال نائب رئيس حزب "الوسط" عصام سلطان، على صفحته الشخصية على فيسبوك صباح اليوم السبت: "إن الموضوع كله من أوله إلى آخره غير مريح، والنائب العام يستطيع تصحيحه وإخلاء سبيل أحمد ماهر فورًا". كما أبدى حاتم عزام، نائب رئيس الحزب، رفضه احتجاز ماهر، قائلاً: "حتي لو اختلفت معه على أسلوب التظاهر"بالملابس الداخلية" ومكان التظاهر "أمام المنازل"، وهو غير مقبول ومدان من وجهة نظري، لكنه يظل تظاهراً سلمياً، يجب ألا نري بعد ثورة 25 يناير من يُقبض عليهم بتهم سياسية، فنشاط أحمد ماهر السياسي أسهم بشكلٍ فاعل في إنجاح الثورة في مواقف كثيرة..أفيُقبض عليه بعد نجاحها بذات التهمة التي ساهمت في إنجاحها؟! هذه سخافة يجب أن تصحح فوراً، المبادئ لا تتجزأ". قمع النشطاء أما حزب "الوفد" فأصدر بياناً نشر على صفحته الرسمية على "فيسبوك" قال فيه "يعرب الحزب عن دهشته إزاء ما تم مع ماهر من انتظاره عند عودته من الخارج وإلقاء القبض عليه، بينما تم السماح له بالسفر دون أية معوقات، فإنه يرى أن مثل هذا القرار يؤكد التوجه العام لدى حكومة الرئيس محمد مرسى نحو قمع نشطاء المعارضة، تماما كما كان يفعل النظام المخلوع الذى ثار المصريون للإطاحة به". وتابع الحزب، في بيان له مساء اليوم، تم نشره على الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "كما يؤكد قرار حبس أحمد ماهر، الذى خاطر مثل آلاف الشباب بأرواحهم ومستقبلهم للتخلص من النظام السابق ولتحقيق أهداف ثورة يناير من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، يؤكد ضيق حكومة الرئيس مرسى بالحركات المدافعة عن الحرية والديمقراطية، والتى سمحت له أساسا بتولى منصبه الرئاسى وخروج أعضاء جماعته من السجون ورفع صفة المحظورة عنها. علامة استنكار كبيرة استنكر رئيس حزب "الأصالة" السلفي المهندس إيهاب شيحة، ترقب وصول أحمد ماهر، منسق حركة 6 أبريل، والقبض عليه من المطار، وتصريحات وزير الداخلية، ورفض الطعن على متهمي موقعة الجمل بخطأ النيابة، بالإضافة إلى التعديل الوزاري الجديد. وقال شيحة، في بيان له اليوم الجمعة،'سيدي الرئيس المنتخب عند وضع هذه الأمور مع بعضها فإنها تعطى منتج إدارة فى منتهى السوء، فاختلف مع أحمد ماهر و6 أبريل من هنا للسنة القادمة، وكنت ضد اتهام وزير الداخلية، وأؤيد النائب العام الجديد، وأعلم أن الوزارة من حقك التام تغييرها أو الإبقاء عليها، لكن ما يحدث مع كثرة علامات الاستفهام والتعجب يصل بنا لعلامة استنكار كبيرة جداً وأنت المسؤول وحدك أمام شعبك''. يذكر أن العشرات من أعضاء حركة شباب 6 أبريل، نظموا وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس محمد مرسي بالتجمع الخامس، الجمعة، احتجاجاً على إلقاء القبض على أحمد ماهر، منسق عام الحركة، وحبسه 4 أيام بسجن طره على ذمة التحقيقات. غباء من السلطة استنكر القيادي بحزب "المصريين الأحرار" أحمد خيري، القبض على أحمد ماهر، منسق حركة 6 أبريل، حيث كتب عبر حسابه الخاص على تويتر: "القبض على أحمد ماهر.. عندما تتغابى السلطة". كما أدان عدد من الناشطاء السياسيين اعتقال ماهر، فقالت أسماء محفوظ، عبر حسابها الشخصي على تويتر:"أحمد ماهر مش بلطجى ومش خاين ومش إخوان، أحمد ماهر بطل ثورى والتاريخ يشهد، الحرية لأحمد ماهر الحرية ل6 أبريل الحرية للثورة المصرية".، كما اقترحت محفوظ التحريض العام على التظاهر أمام منزل وزير الداخلية، تضامنًا مع أحمد ماهر، على حد تعبيرها. وقال الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس حزب مصر الحرية: إن "إعادة تفعيل أدوات النظام السابق مستمرة من خلال قمع الحريات والنشطاء عبر توظيف مشبوه للأدوات القانونية"، معتبرًا حبس الناشط السياسي أحمد ماهر نموذجا، ومن قبله أحمد دومة وآخرون. ومن جانبه قال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن "خروج رجال مبارك من السجن ودخول نشطاء محسوبين على الثورة إليه يعني أن القانون أحول أومن يطبقه أحول، هذا قتل للثورة ونصر للثورة المضادة"، بحسب تعبيره. وتابع معتز قائلا عبر حسابه على فيسبوك مساء: "حاولت أوصل لأحمد ماهر ولكن فشلت، نحن أمام وضع خطير ليس بسبب أحمد كشخص ولكن بسبب فقدان البوصلة السياسية والعشوائية القانونية والرسائل الضمنية"، بحسب قوله. وأضاف مستنكرا "ما هو مش ممكن؟ أتصل بست جهات رسمية في الداخلية والعدل علشان أعرف السر وراء القبض على أحمد ماهر، وفي الآخر أوصل إلى لا شيء؟ إيه اللي بيحصل ده؟". واعتبر ممدوح إسماعيل النائب البرلمانى السابق، أن القبض على أحمد ماهر فى المطار تعنت أمنى لا مبرر له، وأضاف متسائلا "لو كان له ضبط وإحضار فى حصار منزل وزير الداخلية، فلماذا لم يتم إعلانه به من وقتها، ولماذا الانتظار حتى المطار؟". يذكر أن "الحبس الاحتياطى والتنكيل بالمعارضين".. كان عنوان المقال الأخير الذي نشره الناشط السياسى أحمد ماهر قبل اعتقاله والذى تناول فيه ذكرياته في معتقل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.