في سجل التاريخ الأمريكي تعاقب العديد من الرؤوساء يحمل كل منهم شخصيته المميزة، وفلسفته الخاصة التي تنعكس بدورها على النظرة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. ورغم العداء الذي اتسمت به العلاقات بين البيت الأبيض والقاهرة في العهد الناصري الذي كان يعتمد على فكرة القومية العريية والاستقلال عن الغرب، إلا أن فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات شهدت تقاربا مع أمريكا، لا سيما في أعقاب حرب أكتوبر، وكللت تلك العلاقات باتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني التي توسط فيها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. ثم أخذت العلاقة في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك شكلا أشبه بالتبعية الأقرب إلى الخضوع التام للرغبات الأمريكية، حيث باتت مصر بمثابة عروس ماريونت تحركها واشنطن كيف تشاء. وبعد أن اجتاحت موجات الربيع العربي الشرق الأوسط، وهلت نسائمها على مصر، لم يجد البيت الأبيض مفرا سوى الانصياع للمعطيات الجديدة، بالرغم من تولي رئيس إسلامي سدة الحكم في مصر، من منطلق الحفاظ على المصالح الأمريكية الممتدة في الشرق الأوسط. ورغم آلاف التصريحات الأمريكية التي قيلت حول مصر، إلا أن القليل هو ما يظل راسخا في الذاكرة، ترصد "التغيير" أهمها في الاقتباسات التالية: "ناصركان شخصًا غير مرغوب فيه" الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيسكون في وثيقة سرية أمريكية عن اجتماعات نيكسون مع وزير خارجيته هنري كيسنجر بعد توقيع مصر والكيان الصهيوني اتفاقية وقف إطلاق النار في الكيلو 101 مساء يوم 18 عام 1974، وذكرت الوثيقة أن الرئيس نيكسون قال عن الراحل جمال عبد الناصر إنه كان شخصاً غير مرغوب فيه لأنه اتخذ مواقف عدائية وراديكالية من "إسرائيل"وكذلك من أمريكا بعد بناء سد أسوان. " الإدارة الأمريكية لم تحسن تقدير السادات لافتقاده الكاريزما، ولكنه أفضل من ناصر لأنه لا يدين للراديكالية في شيء حتى في كراهيته لإسرائيل". الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في نفس الوثيقة السرية "لقد تمنيت عندما وقفت أمام السد العالى، لو أن الولاياتالمتحدة - وليس الاتحاد السوفيتى - هى التى ساعدت فى بنائه إننى أعرف الآن أكثر مما كنت أعرفه عن الطموح المصرى وعن رغبة التقدم، والجهود المبذولة من أجله، فى مصر". الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في زيارة لمصر عام 1963 التقى نيكسون خلالها بكثيرين، بينهم الرئيس جمال عبد الناصر، واستمع إلى وجهات نظرهم كاملةً ومفصلةً وأبدى تفهماً عميقاً لها. "السادات كان كريما مع إسرائيل في معاهدة كامب ديفيد" الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في اتصال مع فضائية الحياة في 25 أكتوبر 2012، والذي لعب دور الوسيط لإبرام معاهدة السلام بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الصهيوني مناحم بيجن، معتبرا أن السادات قدم تساهلات لإتمام المعاهدة خاصة في بنود زيادة القوات المسلحة المصرية بسيناء، مشيرًا إلى أنه من حق مصر المطالبة بتعديل الاتفاقية "السادات أعظم رئيس في تاريخ البشرية وعلاقتي معه كانت صداقة عائلية"، " أكثر شئ جعل السادات زعيماً هو شجاعته وقدرته علي رؤية الأحداث العالمية وليس المحلية والإقليمية فقط وقد كان الرجل مستعداً للتضحية بنفسه وشعبيته في العالم العربي من أجل السلام في المنطقة وكان دائماً يقول الحقيقة وكان إنساناً سخياً ومتفهماً أثناء فترات التفاوض" كارتر متحدثا عن علاقته الوطيدة بالرئيس السادات " مبارك يحاول توريث نجله جمال " تقارير تناقلتها وسائل إعلام أمريكية حول غضب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن من قيام الرئيس المخلوع حسني مبارك في زيارة لواشنطن عام 2004 باصطحاب نجله جمال ومحاولة التهيئة لتوريث الحكم، وأشارت التقارير إلى الغضب الشديد الذي انتاب بوش، وطلب من مبارك تعيين نائب رئيس. "هنالك لحظات قليلة في حياتنا نكون خلالها شهودا على لحظات تاريخية، وهذه واحدة من اللحظات التاريخية، لقد تحدث الشعب المصري، وأنصت له الجميع". الرئيس الأمريكي باراك أوباما متحدثا في 11 فبراير 2011 يوم تنحي المخلوع. "المصريون ألهمونا، وكذبوا مقولة أن تحقيق العدالة لا يأتي إلا من خلال العنف" أوباما متحدثا عن سلمية الثورة المصرية في بدايتها. "كلمة " Tahrir" تعني الحرية إنها الكلمة التي تتحدث باسم شيء ما في أرواحنا يبكي من أجل التحرر" أوباما يعلن فخره بميدان التحرير رمز الثورة المصرية «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» «إِنَّا جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» الرئيس أوباما مستشهدا بالآية الكريمة خلال خطابه الشهير في مصر إلى العالم الإسلامي عام 2009، وهو ما ألب الرأي اليهودي ضده آنذاك واعتبره متعاطفا مع الإسلام. " لا نرى الأوضاع في مصر ب«نظرات وردية" نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن في المؤتمر السنوى أمام «لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية» في 5-3-2013 "من ليس معنا فهو ضدنا".، "يجب إخافة الطغاة في كل مكان" الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش متحدثا عن نغير وجهة النظر الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في أعقاب اعتداءات11 سبتمبر " ممارسة مصر للديمقراطية ستنعكس على دول الربيع العربى التي تتأثر بدورها الريادى" كارتر معلقا على المرحلة الانتقالية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير.