تأتى زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، المقررة لمصر خلال شهر يونيو المقبل، لتضاف إلى سلسلة زيارات رؤساء الولاياتالمتحدة للقاهرة التى تحظى بأهمية خاصة عند المصريين، يتساوى فى ذلك أهل السياسة مع رجل الشارع، باعتبار المكانة الدولية المرتبطة بواشنطن، ووسط هذه الزيارات هناك عدد من الزيارات حفظها التاريخ نظراً للظروف التى صاحبتها والأحداث التى شهدتها وتأتى فى المقدمة زيارة ريتشارد نيكسون عام 1974 باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس أمريكى للقاهرة، والتى اعتبرها البعض إعلاناً لدخول مصر عصر الانفتاح، وخلالها ركب نيكسون والسادات سيارة مكشوفة وقوفاً لتحية الجماهير على الجانبين، وكانت نوافذ وشرفات الشوارع مليئة بالبشر الذين يصفقون ويهتفون لنيكسون ولأمريكا، وانهمرت أوراق الورود فوق السيارة المكشوفة من النوافذ والشرفات. واستفزت مظاهر الاحتفاء بالرئيس الأمريكى الشاعر أحمد فؤاد نجم، فنظم قصيدته الشهيرة «شرفت يا نيكسون بابا». وقد لا يعلم البعض أن نيكسون لم يكن أول رئيس أمريكى يزور القاهرة، فقد سبقه بشكل غير رسمى الرئيس روزفلت الذى وصل بالتزامن مع رئيس الوزراء البريطانى، ونستون تشرشل، والزعيم السوفيتى جوزيف ستالين، إلى القاهرة فى جنح الليل ذات يوم من عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فى اجتماع لقادة الحلفاء فى فندق «مينا هاوس» بعيداً عن أنظار العالم، ليضعوا شروط الهدنة، وخطوط السياسة العالمية الجديدة، وقد كانوا يريدون الاجتماع فى هدوء بعيداً عن عيون العالم والصحافة الدولية، حتى إن الملك فاروق أراد أن يستضيفهم فرفضوا.. ولكنه أصر على الاجتماع بهم فقرروا استقباله فى الفندق لمدة قصيرة دون لفت الأنظار، لذا ذهب إليهم الملك فى جنح الليل بلا موكب رسمى. وكان ثالث رئيس أمريكى يزور مصر هو جيمى كارتر، الذى زار إسرائيل ثم مصر فى منتصف مارس 1979، قبل أيام من توقيع اتفاقية كامب ديفيد مباشرة، وحرص كارتر على أن يصل إلى القاهرة بعد الفجر بقليل بدون استقبال رسمى، لأن المخابرات الأمريكية كانت تخشى عليه من هؤلاء الرافضين للصلح مع إسرائيل، سواء داخل مصر أو خارجها. ومما يذكر فى هذه الزيارة التى بدأت مع خيوط الشمس الأولى، أن ذهب كارتر إلى منزل السادات بالجيزة، وجلسا فى الحديقة، وطلب كارتر نفس الإفطار الذى تناوله نيكسون فى زيارته لمصر.. فقد روى نيكسون له حكاية الفطير المشلتت مع العسل والطعمية الساخنة والعيش البلدى، وهى الحكاية التى وردت فى مذكرات كارتر الأخيرة. وفى مارس 1996، قام بيل كلينتون بزيارة جديدة إلى مصر، وسمحت له قمة مكافحة الإرهاب فى شرم الشيخ، بتعزيز صورته كصانع سلام، كما كانت هذه الزيارة خير دعاية للمدينة السياحية، ومازالت صورته الشهيرة وهو يلعب الجولف فى أحد فنادق المنتجع ماثلة فى الأذهان. وآخر الزيارات الشهيرة هى الأخيرة التى قام بها جورج بوش «الابن»، لشرم الشيخ أيضاً فى ديسمبر الماضى، لحضور منتدى دافوس، وأشهر ما ارتبط بها عدم حضور كل من بوش والرئيس مبارك كلمة الآخر فى المنتدى، انعكاساً لتوتر العلاقات بين البلدين حينها.