رغم تطمينات الحكومة، يبدو أن بعض سكان حي الجهاد في بغداد، حيث تعيش غالبية سنية، يأخذون على محمل الجد منشورات تحمل رسالة تقشعر لها الأبدان، تنذرهم: ارحلوا الآن أو انتظروا عذابا أليما. وحملت المنشورات توقيع "جيش المختار" الذي أعلن تشكيله قبل أسابيع واثق البطاط، الأمين العام ل "حزب الله – النهضة" العراقي الذي يقال إنه يرتبط بصلات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني. وجاء ضمن المنشور: «إن ساعة الصفر قد حانت.. ارحلوا أنتم وعوائلكم.. لأنكم العدو». ونفى البطاط في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، مسؤولية تنظيمه عن توزيع تلك المنشورات التهديدية الصريحة، والتي من المفترض أن تكون قد انتهت عام 2008، ونجاة العراق من السقوط في أتون الحرب الأهلية. وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» يبدي العراقيون خشية كبيرة من أن يدفع المتشددون في كلا الجانبين البلاد إلى جولة جديدة من العنف تؤدي إلى ضياع المكاسب المحدودة التي حققها العراق خلال السنوات الأخيرة. ويفكر كثير من السنة في حي الجهاد الذين تلقوا رسائل التحذير بالرحيل عن المنطقة، إذ يقول وليد ناظم، مالك متجر للهاتف الجوال: «أصيب السكان بالهلع. وجميعهم تنتابهم الهواجس بسبب هذه المنشورات». ويضيف رب العائلة البالغ من العمر 33 عاما الذي يخطط للرحيل عن المنطقة لأنه لا يثق في قدرة الشرطة على حماية عائلته: «في بلد يغيب فيه القانون مثل العراق، لا يمكن لأحد أن يتجاهل تهديدات كهذه».