قام معهد الخرطوم الدولي للغة العربية بالخرطوم ومؤسسة العون الإنساني للتنمية بتخريج 137 طالبا وطالبة من معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية في كينيا. وجرى احتفال التخرج -الذي أشرفت عليه مؤسسة العون الإنساني- بمشاركة وفد كبير قدم من الخرطوم للإشراف على تخرج الطلاب. كما حظي الحفل بحضور العديد من رموز قادة المؤسسات الإسلامية في نيروبي الذين أشادوا بدور المعهد في تعزيز اللغة العربية والثقافة الإسلامية في كينيا عبر برامجه التدريبية والتعليمية. وقال مدير معهد الخرطوم البروفسور عبد الرحيم علي في كلمة ألقاها بالمناسبة "إن اللغة العربية أصبحت في الوقت الحالي مطلوبة ليست في إطار المجتمع المسلم الذي تربطه صلات ثقافية بها فحسب وإنما على المستوى العالمي"، مشيرا إلى أن مفهوم الزهد في الدنيا الذي كان يوصف به مدرسو اللغة العربية في عهود الاستعمار قد تلاشى, حيث عادت العربية بوصفها لغة حضارة إلى سابق عهدها. وفي هذا السياق يقول المشرف التعليمي لمشروع تدريب مدرسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية ومدير كلية المعرفة بكينيا عبد السلام محمد للجزيرة نت "إن الهدف من المشروع هو رفع مستوى تدريس اللغة ومادة التربية الإسلامية في المدارس الخاصة والحكومية في كينيا"، مشيرا إلى وجود نقص حاد في هذا المجال. ويضيف أن المشروع يسعى إلى تدريب مدرسين أكفاء في آدائهم التعليمي يقومون بسد هذا النقص وتطوير مهاراتهم بالإضافة إلى منحهم شهادة دبلوم وسيط معترفة بها -محليا- لتجاوز عقبة عدم الاعتراف التي تواجه خريجي المدارس والجامعات الإسلامية في كينيا. ونقلت الجزيرة نت عن محمد قوله إن مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية يدرسها في الكثير من المدارس الحكومية مدرسون غير مسلمين، وهذه القضية هي من أكثر القضايا التي يثيرها قادة الأقلية المسلمة عند الحديث عن التعليم الديني في المدارس الرسمية. ويعود تاريخ وجود اللغة العربية في كينيا إلى العصور الأولى للإسلام حيث عرف شرق أفريقيا عددا من الإمارات الإسلامية التي اندثرت لاحقا لكن آثارها الثقافية والحضارية ما زالت ماثلة في العديد من المناطق. وتحتوي اللغة السواحيلية على مفردات عربية تتراوح بين 25% و40% من معجمها، مما يشير إلى حضور اللغة في هذه المنطقة. وكانت اللغة السواحيلية تكتب بالحرف العربي قبل استبداله بالحرف اللاتيني أواسط القرن الماضي. وتشهد اللغة العربية إقبالا واسعا من قبل الأقلية المسلمة في كينيا (35% من سكان كينيا البالغ عددهم 41 مليونا). وقد بدأت لغة الضاد تعود تدريجيا إلى الساحة بعد انتشار ظاهرة التدين القادمة من الدول العربية والإسلامية.