يبدو أن الأقلية العلمانية في مصر تتخذ من المثل الشعبي ( كلم الغجرية تبليك.. واللي فيها تجيبه فيك) شعارًا لها، فهي تتبع هذه الطريقة دومًا ودون ذرة من حياء أو احترام لعقول الناس.. فهم يتصورون – كما تفعل الغجرية تماما- أن الصوت العالي، والكلام الفاحش المتبجح، وصفاقة الوجه والافتراء عبر الآلة الإعلامية كفيلة بتحسين الصورة، والحفاظ على الوضع والمصالح، وقلب الحقائق. آخر النماذج الفجة على الأسلوب الغجري لعلماني مصر هو تعليقهم على حوادث الاغتصاب البشعة التي شهدها ميدان التحرير في ظل ثورتهم المصطنعة.. فقد وقعت نحو 23 حادثة اغتصاب، فضلًا عن التحرش الجنسي الذي دنس أرض ميدان شهد واحدة من أعظم ثورات العالم وأنقاها.. ففي البداية اختاروا الصمت والتجاهل لوقائع الاغتصاب والتحرش، ولما بدأ الناس يتساءلون.. أين المنظمات النسوية والحركات التحررية من حماية النساء؟.. أين الهيئات الحقوقية ورموز التيار العلماني من مجرد الإدانة والاستنكار؟.. أم أن محاولات افتعال ثورة وحشد الناس بكل وسيلة استلزمت الصمت عن سلوك البلطجية ومسجلي الخطر وأبناء الشوارع في الميدان، حتى لا يكون في الإدانة اعتراف بأن من يشغبون على التجربة الإسلامية الآن هم على النقيض تماما من الثوار الذين خلصوا مصر من استبداد العلمانية المباركية في ثورة يناير الشريفة؟! وتفتقت العقلية الغجرية عن الطريقة المثلى للتعليق على الأحداث وهي طريقة بسيطة جدا لا تستلزم إلا احتراف الكذب وتوفر وسائل إعلام لا تستحي، فقاموا بشن حملة على الإخوان المسلمين بزعم أنهم وراء حوادث الاغتصاب والتحرش في ميدان التحرير، هكذا بمنتهى السهولة كما ترميك الغجرية بآثامها وتنسل! لا دليل سوى البهتان، ولا منطق أو احترام لعقول المصريين الذين شاهدوا لافتات ( ممنوع دخول الإخوان) في الميدان ومحيطه، والذين رأوا نوعية المتواجدين في الحشد المصنوع ومدى اختلافهم مع أبناء التيار الإسلامي، ولكن سليطات اللسان من العلمانيات مدعيات الوصاية على المصريات وهن أبعد الناس عن واقعهن وهمومهن- لا يخجلن من ترديد الأكاذيب حول الإسلاميين وترهيب المرأة، فنساء التيار الإسلامي وهن أضعاف مضاعفة مقارنة بثلة العلمانيات لا يعتبرن من جنس "المرأة" في نظرهن، مهما بلغ نبوغهن العلمي والعملي وتاريخهن في الصبر والنضال. ليست هذه هي المرة الأولى التي يبلغ فيها دل العلمانيين هذا المدى السخيف، ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال ماداموا يستيقنون ضعف حجتهم وهزال شعبيتهم. ألم يزعم العلمانيون من قبل أن الإخوان هم من قتلوا أنفسهم أمام الاتحادية؟! ألم يزعموا أنهم من حرقوا مقراتهم وضربوا رموزهم؟! ألم يرددوا أن الإخوان هم من قاموا بموقعة الجمل ليطردوا أنفسهم من ميدان التحرير؟! فما العجب إذًا أن يرموا حقارة حشدهم على الإسلاميين.. وينشئوا كذبة ثم يصدقوها بأن التيار الإسلامي يخشى المرأة؟!.. إنه ليس إفلاسًا فحسب، بل وعوارًا يجعلهم لا يرون إلا المرأة التي يريدون، ويعمون عن ملايين النساء اللاتي ملأن الميادين، وصمدن في الطوابير الانتخابية ليعبرن عن اختيار مؤلم للعلمانيين.