جاء فتى إلى أحد الحكماء قديما وقاله له أريد أن أعلم سر السعادة فطلب الحكيم من الفتى أن يذهب إلى أحد القصور الجميلة على قمة جبل ، وأخبره أن يقوم بجولة داخل القصر ثم يعود لمقابلته بعد ساعتين وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت : امسك بهذه الملعقة فى يدك طوال جولتك واحذر أن ينسكب الزيت ، وبالفعل أخذ الصبي الملعقة وهو يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينه على الملعقة وبعد أن عاد للحكيم سأله ماذا رأي فى جولته ، فارتبك الفتى واعترف أنه لم يرى شيئا لان همه الأول عدم سكب الزيت من الملعقة ، فآمره الحكيم أن يعود ويتأمل جمال القصر ويحكي له ماذا رأي ذهب الفتى إلى القصر وبالفعل شاهد أروع المشاهد .. فقد لاحظ ما لم لايحظه من قبل من سجاد فارسي جميل فى غرفة الطعام وحديقة غنّاء ومجلدات عظيمة فى المكتبة وعندما ذهب إلى الحكيم هذه المرة أخبره بما شاهده ولكن الحكيم استوقفه قائلا أين قطرات الزيت التي عهدها إليه وعندما نظر الفتى إلى الملعقة وجدها خاوية فأخبره الحكيم تلك النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك ، سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمع بها دون أن تسكب قطرات الزيت فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء وقطرتا الزيت وهما الستر والصحة السعادة الحقيقة هي أن تدرك كل الأشياء فى الحياة بحكمة وعقل بدون أن تفقد توازنك او تنساق خلف هواك.