أكد د. حسين جمعة الخبير العقاري أن استمرار انهيار العقارات خلال الفترة الحالية يأتي نتيجة سوء الحالة الفنية التي تشهدها هذه العقارات سواء بسبب بنائها بدون ترخيص ، فضلاً عن بؤر الفساد التي خلفها النظام المخلوع في جهات كثيرة على رأسها المحليات ، حيث كان منح التراخيص يتم بالرشاوي رغم عدم مطابقة هذه المباني للأوصاف . وأضاف ل"التغيير" أنه رغم عدد العقارات الذي انهارت خلال الفترة الحالية إلا أن هناك ما يزيد على 300 ألف عقار مهدده بالإنهيار أيضاً ، وهى عقارات صادر لها قرارات إزالة كلية أو جزئية، وعقارات أوراقها متداولة في المحاكم، بالإضافة إلى المنازل العشوائية غير المرخصة في الأحياء الشعبية ومدخرات السيول وبجوار السكة الحديد، كما أنه من المتوقع زيادة هذا العدد مع الزيادة المستمرة في منظومة المخالفات والتوسع في العشوائيات، التي وصل عددها إلى 1200 منطقة في قلب القاهرة بجانب ما تم تنفيذه من مخالفات أثناء الثورة ، وإذا حدث زلزال بقوة 5 ريختر سوف تنهار بسببه 70% من الثروة العقارية. وطالب بضرورة أن يكون هناك تحركاً قوياً من جانب المسؤلين ، كما أننا نحتاج لتوحيد الاختصاصات للجهات المنوط بها الثروة العقارية فنجد علي سبيل المثال التمويل العقاري يتبع المالية والشهر العقاري من اختصاص وزارة العدل والأحياء تتبع الإدارة المحلية والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية يتبعها الأحياء, ونقابة المهندسين تتبع وزارة الري, في حين أن الحربية والداخلية والري والزراعة لهم أراضي زراعية ينطبق عليها قانون مختلف عما سبق ، وهو ما أستطيع أن اسميه بالتهريج العقاري بسبب أن العقار دمه مشتت مابين جهات ووزارات وقوانين فضلا عن الهيئات المختلفة. وأشار إلى أنه نتيجة ما سبق من تشتت فعندما يسقط عقار لا نستطيع تحديد الجهة المسئولة عنه , مشيراً إلى أن الحل قد يكون بسيط جدا ويسهل تحقيقه لحل حالات الإعياء التي أصيب بها هذا القطاع الهام وهو توحيد الاختصاصات من خلال إنشاء هيئة عليا للثروة العقارية تكون تابعه بشكل مباشر لمجلس الوزراء وهو ما يؤدي إلي فض الاشتباكات بين الجهات العقارية المختلفة ليكون للعقار جهة واحدة مسؤولة عنه وملتزمة بتنميته. وأكد أننا نحتاج أيضاً إلى التخلص من بؤر الفساد التي خلفها النظام المخلوع في جهات كثيرة على رأسها المحليات، وجهات منح الأراضي بالتخصيص المجامل، لذلك فالأجهزة المسئولة لابد من أن تتضافر جهودها للوصول إلى وضع آليات لتقنين وضع الأراضي والعقارات. كان اليوم الأربعاء شهد انهيار عقارين في الاسكندرية والقليوبية سقط فيه عشرات الضحايا والمصابين خاصةً وأن هذه العقارات تم غقامتها بدون ترخيص.