منذ أن بدأ باسم يوسف في الظهور على القنوات الربحية و أنا قد كففت عن مشاهدته ،، كنت أشاهده من قبل على اليوتيوب و أنا متعلقة بالفكرة البسيطة و الاستديو الصغير و الانتماء للثورة و الكلمة الصادقة في وقت كان جميع الإعلاميين كاذبين، ثم تغيرت الأحوال و صار الاستديو الصغير ، ملعب كبير ، و صارت قناة اليوتيوب البسيطة قناة ربحية خلفها رجال أعمال لا يهدفون سوى لجمع الأموال و تحقيق مصالحهم ، و تحولت اللهجة الكوميدية الطريفة إلى ايحاءات مبتذلة و صور خادشة للحياة و ألفاظ بذيئة. وكانت النتيجة أني كما قلت بالأعلى توقفت عن مشاهدته مع أغلب البرامج و القنوات الإعلامية حتى ما تُسمى بالإسلامية منها لأن "تطرفي و راديكاليتي و شري كما يحلو للبعض تسميته" تحتم علي ألا أدخل في منظومة تغييب العقول و تحفيز النفوس لحروب سطحية في مقابل إبعادنا عما يجب أن نتأهل له فعليا ،، لكن الان و بالمصادفة سمعت جزءا من حلقة باسم يوسف التي يشاهدها أخي باهتمام، تابعتها في صمت ، تابعتها في صمت شديد ، لأني أعتقد إي شخص يقول أنه منتمي لكل ما يتعلق برسالة الإسلام و تحقيقها على الأرض لابد و أن يصمت حين يتابع مثل هذا الكلام ،، الان لن يتقبل الإسلاميون سوى الشتيمة المطلقة لباسم يوسف، و محاولة رد الصفعة التي وجهها للإعلام الإسلامي على اعتبار أننا في حرب و في الحرب يجب أن ترد الصفعة دون أن تفكر حتى في السبب الذي جعلك تنالها من الأصل. لن يتقبلوا أي انتقاد للطريق الأسود الذي أوصلنا لهذا المنحدر ، حيث صار إعلام الشيوخ هدف مضحك لكل من يبحث عن فكاهة أو تناقض أو نفاق. لكني صراحة لا أطيق التجمل و الرفق في موضع الاستهتار و الأخطاء المتعمدة. كل من جعل خالد عبدالله و أمثاله أبطال لمجرد أنهم يسبون البرادعي "بغض النظر عن هل البرادعي و النخبة العلمانية تستحق هذا أم لا" ساهموا في نجاح حلقة باسم يوسف ،، كل من سكت عن قول الحق و هلل لخالد عبدالله رغم أن تاريخه معروف في نفاق مبارك و أبنائه و نزوله أيام الثورة ليحذرنا من المظاهرات و يطلب عودتنا إلى البيوت ، تسبب في السخرية التي نلناها جميعا اليوم ، كل من صمت عن السباب و الابتذال و الانحطاط اللفظي لمجرد أنه صادر من قناة تقول على نفسها إسلامية بينما رفع لواء الأخلاق الحميدة في وجه القنوات الليبرالية ، ساعد باسم يوسف على أن يظهر بصورة منطقية منصفة ،، كل من اعتبر أن مواجهة بذاءات أهل تويتر و شتائم النشطاء و انحطاط أهل الإعلام يكون بأن نصير مثلهم ، ساهم في أن يتحول دعاة الإسلام إلى نسخة مشوهة ممن يرتاحون كثيرا مع الوضع اللاأخلاقي ، بدون أن يدرك أن هؤلاء الشتامين يستطيعون الحياة في هذا الوسط بينما نحن لا نستطيع، و من يستمر في هذا الوسط المقزز يفقد روحه و سمته و نقاء قلبه ، و هذا ما حدث لكثير من الإسلاميين بالفعل ،، لا تركيز لي مع باسم يوسف ، هو شخص لايعبر سوى عن نفسه و عن أفكاره و عن تحيزاته و قد قبل أن يكون متعصب لوجهة معينة و يعمم كل المساوئ التي يراها من شخص على تيار بأكمله ، أنا لا اهتم أصلا بباسم يوسف و لا انتظر منه أي شئ ،، لكن يسوءني كثيرا أن يتحول من ننتظر منهم تغيير الواقع السئ و الوضع المحبط و نشر ثقافة دين يحيي الإنسان و دعوة راقية طالت كل العالم بالأخلاق ، إلى باسم يوسف اخر، فيتعصبوا مثله ، و لا ينتقدوا أخطائهم مثله ، و يقبلوا بالتعميم مثله ، ثم يتفوهون بالبذاءات و الألفاظ الغير محترمة مثله و يدافعون عن المخطئين مثله ، ثم بعد هذا يعتبرونه عدوا للدين. من يتخلى عن قيمه و يصير مثل من يعتبره عدوا لدينه ، انهزم أمام عدوه و لم ينتصر ،، أما باسم يوسف نفسه ، فنصيحة إليك ، أنت تفقد نفسك ، و تفقد أجمل ما كان فيك.