أثير الجدل كثيرا خلال الفترة الماضية حول ما تبثه بعض القنوات من كراهية وتحريض علي الآخر وبالرغم من إقامة بعض الدعاوي القضائية ضدها وضد بعض العاملين فيها. إلا أن ذلك لم يوقف الفوضي الإعلامية التي جسدتها تلك النوعية من القنوات, حتي جاء قرار وزير الداخلية مساء أمس الأول بغلق قنوات الحافظ ومصر25 والرحمة والناس والشباب, لتصحيح أوضاع كثيرة في مصر منها الاعلام وبعد صدور هذا القرار, ارتفعت بعض الأصوات تعتبر غلق تلك القنوات تضييقا علي الحريات. وقد استطلعنا أراء خبراء الاعلام والقانون والدين حول هذا الموضوع. فأجمع الكل علي صحة هذا القرار. يقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها: إنني مع هذا القرار قلبا وقالبا وفي هذا التوقيت بالتحديد فنحن أمام حالة خاصة والشرعية الثورية تستلزم إصدار قرارات فورية وسريعة لصالح تهدئة الرأي العام والبعد عن الإثارة والتهييج, وفي ظل الشرعية الثورية التي نعيشها حاليا في مصر يعد هذا القرار صائبا وفي توقيته المناسب فقد جاءت تلك القنوات لتنشر الفكر المتطرف وكان لابد من وقفها تلبية لهذه الشرعية والتي تجلت في طلب القوات المسلحة لوضع ميثاق شرف إعلامي ومن هنا كان لابد من نظرة فاحصة علي تلك القنوات, فنحن في أمس الحاجة لخطاب إعلامي متزن في هذه المرحلة الانتقالية يبتعد كل البعد عن تهييج الرأي العام للحفاظ علي ثورة التصحيح التي قادتها القوات المسلحة وأعتقد أن تلك الوقفة وهذا القرار يعد عظة وعبرة للالتزام بأخلاقيات وميثاق الشرف الإعلامي لكل وسائل الإعلام. وأضاف: هناك العديد من القنوات الدينية المحترمة التي تبث منذ فترة ولم يشملها هذا القرار وهذا معناه أن القرار شمل القنوات التي تضر بمصلحة الوطن والتي كانت تسعي دائما لإثارة الفتنة الدينية وإصدار فتاوي بعيدة تماما عن صحيح الدين ومعظم من يعملون فيها غير مؤهلين للعمل الاعلامي وهم أيضا ليسوا شيوخا مؤهلين للدعوة. ويقول د.حسام عيسي أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس: يعد غلق هذه القنوات إجراء استثنائيا فلا يصح أن يتم ترك أبواق إعلامية تدعو للنزول الي الجهاد ويترك فريق يحاول إشعال الحرب في مصر فقد تحولت للأسف بعض وسائل الاعلام الي الدعوة الي الاقتتال وهذا بالطبع أمر غير طبيعي وكان لابد من تصحيحه خاصة ونحن نعيش مرحلة استثنائية تستوعب القرارات الاستثنائية بل تستوجبها كضرورة للحفاظ علي الانسانية وتساءل: كيف تستمر هذه القنوات في العمل وفي هذا التوقيت الذي نبني فيه مصر فهي قنوات تكفر المصريين وتحرض علي القتال. واتفق الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا مع نفس الرأي قائلا: لا يعد غلق قنوات الحافظ ومصر52 والناس والرحمة ردة لحرية الإعلام إطلاقا فقد كانت تلك القنوات تمثل سبة في جبين الدين لما كانت تبثه وتنقله من بذاءات وتكفير للجميع ورمي للمحصنات لقد كانت مخالفة لكل ما قاله رسول الله وتساءل: كيف كان يدعو من يعمل علي شاشتها مثلا ومن خلالها وبصورة فجة الي عدم تهنئة المسيحيين في عيدهم وغيرها من الخرافات, مثما خرج شخص علي شاشتها أيضا ليقول' قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار' وكيف كانوا يتحدثون عن الفنانات بالسوء بالألفاظ الخارجة التي لا صلة لها بالدين الإسلامي فقد علمنا سيدنا النبي محمد ان المؤمن ليس بالبذئ فقد كانت تلك القنوات مليئة بالبذاءات والتجاوزات من قبل أناس لا يفقهون شيئا في الدين بل هم أسوأ من يمثل الدين الإسلامي حتي أن الناس يئست من الشتائم التي دأبوا عليها والكراهية وإثارة الفتنة التي كانوا يعرضونها ولذلك فانا اعتبر هذا القرار وقفة كان لابد منها حتي تردع هذه النوعية من القنوات التي نشرت سوء الأخلاق ونحن في أحوج الأحوال لتسود الأخلاق وليس سوء الأخلاق.