أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأربعاء، أن القوات السورية أسقطت قنابل حارقة على مناطق مأهولة بالسكان، ودعت السلطات لوقف استخدام مثل هذا السلاح الذى يسبب معاناة إنسانية قاسية بشكل خاص. وأضافت المنظمة أن أغلب الأسلحة التى عُثر عليها هى لنوعين من الأسلحة السوفييتية، أحدهما يخرج 48 قطعة ذخيرة حارقة صغيرة على مساحة تماثل مساحة ملعب كرة القدم. وتحتوي الأسلحة الحارقة على مواد سريعة الاشتعال مثل: "النابالم أو الترميت أو الفوسفور الأبيض"، ويمكن أن تشعل النيران فى المباني أو تسبب حروقاً أو أضراراً شديدة بالجهاز التنفسي. وقال ستيف جوس، مدير إدارة الأسلحة فى هيومن رايتس ووتش، التى تتخذ من نيويورك مقراً، إن هذه الأسلحة تسبب للمدنيين معاناة قاسية بشكل خاص ودماراً كبيراً للممتلكات عندما تستخدم فى مناطق مأهولة بالسكان. وذكرت المنظمة أنها استندت فى هذه النتائج إلى مقابلات مع شهود، ومن خلال تحليل شرائط مصورة نشرها نشطاء على الإنترنت. وخلصت إلى أن مثل هذه القنابل ضربت 4 مناطق على الأقل، وهى بلدتان قرب العاصمة دمشق وبلدة فى محافظة إدلب بالشمال وبلدة فى محافظة حمص. وجاء فى تقرير "هيومن رايتس ووتش" أنه يصعب علاج الحروق خاصة فى مناطق الصراع التى تفتقر للمنشآت الطبية اللازمة، ومن الممكن أن يكون العلاج ذاته مؤلماً جداً. وتابعت المنظمة، استناداً لنيك جنزن جونز، وهو محلل مستقل متخصص فى شؤون السلاح، أن أغلب القنابل التى تستخدمها القوات الحكومية السورية تحتوي على مادة الترميت. وتحدث نشطاء عن إسقاط قنابل من مقاتلات ميج روسية وانفجارها فى الهواء قبل خروج كرات من اللهب منها على منطقة مساحتها أوسع. ولم توقع سورية على معاهدة الأسلحة التقليدية لعام 1980، والتي تشمل قيوداً على استخدام الأسلحة الحارقة فى المناطق التى يسكنها عدد كبير من المدنيين.