أوضح الكاتب عادل عامر قيمة الحب فى حياة الانسان باعتباره وسيلة هامة لتحمل مصاعب الدنيا والتغلب على كافة المشكلات التي تواجهه الحب هو ذلك الشيء الذي لا يستطيع أن يستوعبه أكبر عقل , بينما يستطيع أن يستوعبه أصغر قلب الحب ربيع المرأة وخريف الرجل الحب هو تاريخ المرأة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل هنالك أناس يضيعون في سبيل الحب عقولهم ,, وهناك آخرون يضيعون في سبيل العقل حبهم قد تنمو الصداقة لتصبح حباً ، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة عندما نحب لا نكون حكماء وعندما نكون حكماء لا نستطيع أن نحب أروع ما يمكن أن يتمناه الإنسان أن يعيش الحب ويتذوقه، فحينما تحب شخصاً أكثر من سائر الأشياء والأشخاص في العالم كله، وتدرك أنه أطيب وأحلى وأروع وأعز وأعظم وأثمن من تحبه في العالم، وتعتني به وتشاركه مشكلاته ومتاعبه، وتُشبع رغباته، وتسد حاجاته، وتجد لذتك في البذل له دون انتظار لعائد أو مكافأة، ستختبر عذوبة الحياة لأنك أعطيت أحلى ما عندك وأغلى مشاعرك. وهذا هو مفهوم الحب السامي، الحب الناضج. أن تبذر الحب والعطاء من حولك، فيمتلئ قلبك بالحياة، الحب قيمة دينية عليا والإنسان كما هو عقل وإرادة ، هو مشاعر وعواطف ووجدان ، وهو نفس وروح ، كما هو جسد وأجهزة مادِّيّة ، تعمل وفق قوانين بيولوجية وفسيولوجية . والحبّ حالة نفسيّة وعاطفية تنبع من أعماق الإنسان لتمنحه السعادة والهناء، وربطه بالمحبوب ارتباط الانسجام والرضي والتوافق، حتى يكاد المحبّان أن يتّحدا، إذا ترسّخ الحبّ، وتحوّل إلى شعور باحتواء المحبوب. فيشعر المحبّ ، فيما وراء الوعي أن لا إثنينيّة بينهما . فهما حقيقة واحدة ، وذاتان مندمجان في ذات النفس . والحبّ هو رابطة روحيّة، وإحساس نفسي ، وشعور وجداني يعيش في أعماق النفس ، ويتّخذ أشكالاً شتّى من التعبير ، كالثناء والتقبيل والتحيّة والمصافحة والنصيحة والمعانقة ورفع الأذى ، والهديّة والمصاحبة في السّير والزيارة، والاحتفاظ بالصّورة ، وبتبادل كلمات الود، والعيش في مكان مشترك . ويتجسّد الحبّ في مجالين اثنين هما : المجال الحسِّي; وهو الحبّ المألوف في عالَم الانسان ، وثانيهما المجال الروحي : وهو الحبّ الرّوحي المتمثِّل في حبّ الانسان لله وللقيم والمعاني المجرّدة ، كقيم الحق والعدل . ولأهمية الحبّ في الحياة، وقيمته في سعادة الفرد والأسرة والمجتمع ، اعتبر الاسلام الحبّ قيمة عُليا في رسالته ، وهدفاً سامياً من أهدافه ، يسعى بشتّى الوسائل لتحقيقه ، وتكوينه في النفس البشرية ، وإشاعته في المجتمع ، وبناء الحياة على أساس الحبّ والمودّة وكم وقف القرآن مع الّذين لا يعرفون قيمة الحبّ الإلهي ، يؤنِّبهم ويهدِّدهم، بأ نّهم إن أعرضوا عنه، فسوف يأتي بآخرين يحبّهم ويحبّونه . فهو سبحانه يريد أن يبني الحياة على أساس الحبّ بينه وبين خلقه ، وفيما بين الخلق أنفسهم ; لذلك نجده يستنكر على الانسان أن يحبّ غير الله كحبّه لله . لحب هو روح الوجود، وإكسير القلوب، وصمام الأمان لبني الإنسان. إذا كان قانون الجاذبية يمسك الأرض والكواكب والأفلاك أن تصطدم فتتساقط أو تحترق وتزول، فقانون الحب هو الذي يمسك العلاقات الإنسانية أن تتصادم فتحترق، وتستحيل إلى دماء. هذا هو الحب الذي عرف الناس قيمته في القديم والحديث. وقالوا: لو ساد الحب ما احتاج الناس إلى العدل ولا إلى القانون. وقديماً قال صوفي شاعر كبير (هو الصوفي الكبير جلال الدين الرومي، وهذه الفقرات من شعره الصوفي الوجداني، وقد نقل هذه الفقرات السيد أبو الحسن الندوي في كتابه «رجال الفكر والدعوة في الإسلام» ص 288وما بعدها): "إن الحب يحول المر حلواً، والتراب تبراً، والكدر صفاءً، والألم شفاءً، والسجن روضة، والسقم نعمة، والقهر رحمة، وهو الذي يلين الحديد، ويذيب الحجر، ويبعث الميت، وينفخ فيه الحياة ...". "إن هذا الحب هو الجناح الذي يطير به الإنسان المادي الثقيل في الأجواء، ويصل من السمك إلى السماك، ومن الثرى إلى الثريا "بارك الله لعبيد المادة وعباد الجسم في ملكهم وأموالهم!! لا ننازعهم في شيء. أما نحن فأسارى دولة الحب التي لا تزول ولا تحول "حياك الله أيها الحب المضني! يا طبيب علتي وسقمي! يا دواء تخوفي وكبري! يا طبيبي النطاسي! يا مداوي الآسي! وأخيرا نقول إن الإنسان قبل الحب شيء وعند الحب كل شيء وبعد الحب لا شيء.