تعوق المشكلات الكبيرة قدرات المجتمعات على التطور و النهوض ، وتحول بينه وبين تحقيق النتائج المرجوة منه ؛ ومع أن الجميع يرغب في حل المشكلات وتجاوزها، ولكن قليلون هم الأشخاص الذين ينجحون في تجاوز تلك المشاكل بصورة فائقة ؛ نظرا لتعقدها و تراكمها ، وعدم سلوك الساعين إلى الحل المسلك المناسب لحلها . البداية كانت في الشعور بحجم المشكلة التى يعاني منها قطاع عريض من المجتمع , إنها الأزمة المرورية الخانقة التي تؤثر على الجميع فتعطل مسارهم و تعيق أعمالهم بل ربما تصل إلى تمثيل خطورة على الحياة ذاتها حين تمنع أو تؤخر وصول العون لملهوف أومريض أو محتاج . بدأ أصحاب المبادرة بتحديد الفَجوة الحاصلة بين الواقع وبين الصورة التي يفترض أن يكون الواقع عليها , مع علمهم بأن المشكلة متشعبة الأطراف يتحمل عبئها جهات متعددة , وعلمهم بحاجتها إلى تكاتف و ترابط بين الجهات و الوسائل المطلوبه لحلها . إنهم مجموعة من الشباب الذي أدرك و شعر بأهمية دوره في إصلاح مجتمعه , نظروا حولهم فوجدوا أن الجهات الحكومية مهما بلغ عددها و حجم عتادها فإنها لن تستطيع وحدها أن تحصر و تحاصر أسباب تلك المشكله التي تؤرق المجتمع بأسره و تتزايد يوما بعد يوم . قرر المبادرون أن يساهموا بقدرٍ و لو يسير في تقديم الحل , بدأوا في دراسة و تحليل الأسباب , ثم وضعوا التصور الذي يمكنهم من المساعدة . ولأنها مبادرة , فقد قرر أصحابها عدم إقتصار دورها وواجبها عليهم وحدهم , و فكروا في طريقة لإسناد العمل إلى الجمهور , فوجدوا أن استخدام التكنولوجيا الحديثة سيحقق الغاية ويساعد في تفعيل أكبرعدد من أعضاء المجتمع في المساهمة بالحل . و يصف الشباب أصحاب المبادرة مبادرتهم بأنها مبادرة شعبية لمراقبة سلوك و مخالفات السائقين سواء سائقي الملاكي أو الأجرة أو سيارات الخدمات الخاصة في مصر والإبلاغ عن مخالفاتهم التي تتسبب بشكل كبير في تعطيل الحركه المرورية في الشوارع و الميادين المختلفه . و من هنا كانت التسمية التي إختاروها لمبادرتهم .. " إي- مخالفة " .. "E-Mokhalfa" تعتمد فكرة المبادرة ببساطه على الدمج بين الإيجابية و وسائل التكنولوجيا من خلال تطبيق إليكتروني يتم تحميله على الهواتف المحمولة ليصبح في متناول يد الجميع في كل وقت و في أي مكان , بحيث يمكن لمستخدمي التطبيق بمجرد مشاهدة السلوك السيء أو المخالف للقواعد المرورية السليمة من جانب السائق أن يقوم بتسجيل مخالفته فورا بأرقام لوحات سيارته و نوعها و مكان المخالفة و طبيعتها . ما يحدث بعد ذلك أن هذه المخالفات يتم تسجيلها على هذا التطبيق ثم يتم رفعها و تجميعها على الموقع الإليكتروني المرتبط بهذا البرنامج و من ثم يصبح بمقدور الجميع و من يهمه الأمر مشاهدتها على الفور سواء على الموقع الخاص بالمبادرة أو التطبيق أو مواقع التواصل الإجتماعي . الجميل في الأمر أيضا أن فريق عمل المبادرة استمر على مدى شهور متواصله في العمل على إنجاز مشروع " إي- مخالفه " دون إنقطاع حتى تم الإنتهاء من الإعداد , إيمانا منهم بصدق و أهمية فكرتهم , و إصرارا وعزيمة على بلوغ و تحقيق أهدافهم . ويؤمن القائمون على المبادرة أيضا بأن كل فرد من أفراد المجتمع يتحمل عبء المساعدة في حل المشكلات المحيطة به دون إنتظار أن تتنزل المعجزات من السماء لكي تزيلها , آملين أن يتجاوب و يتعاون الجميع مع مبادرتهم الفاعلة بإيجابية و حيوية , مؤكدين على شعارهم الدافع لتنفيذ فكرتهم .. " خير لك أن توقد شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام " .