- انتشار الأمراض وعشوائية التربية علي رأس المعوقات - مصر تستورد لحوم بأكثر من 2 مليار جنيه - دعم مستلزمات الانتاج وتفعيل القوانين عوامل هامة للتنمية أكد د. أسامة الشريف المدير الفني بإحدي المؤسسات البيطرية أن الثروة الحيوانية في مصر قادرة علي علي تحقيق نهضة حقيقة للاقتصاد المصري بعد أن تم إهمالها في فترة النظام البائد . وأضاف الشريف في حوار خاص ل"التغيير" أن حجم الثروة الحيوانية بلغ نحو 120 مليار جنية ورغم ذلك كان هناك تعمداً واضحاً لإهدارها وعدم الإهتمام بها ، مؤكداً علي الدور الهام للطب البيطري في تنمية هذا القطاع إذا ماتم الاهتمام به من جانب الدولة ، وإلى نص الحوار: - بداية نود التعرف علي أهمية الطب البيطري بالنسبة للثروة الحيوانية؟ أهمية الطب البيطري نابعة من أهمية الثروة الحيوانية ذاتها باعتبارها قطاع استيراتيجى بالنسبة للدولة و مصدر للبروتين الحيوانى الذي بيحتاجه كل مصرى يوميا كما يساهم هذا القطاع بشكل كبير فى نهضة الاقتصاد المصرى. كما تلعب الثروة الحيوانية دور هام فى الأمن الغذايى إذ تقوم بتوفير حاجة البلاد من اللحوم الحمراء و الألبان ومنتجات الدواجن والأسماك ، ولذلك فإن قطاع الثروة الحيوانية يمثل مصدراً للعيش ودخل لعديد كبير من سكان الريف المصرى. كذلك تقوم على الثروة الحيوانية صناعات تحويلية مثل صناعة منتجات الألبان ، صناعة الأسماك ، صناعة الأدوية البيطرية ، الأعلاف ، تصنيع اللحوم ، صناعة السماد العضوى ، صناعة دباغة الجلود ، ولذلك فإن تطوير قطاع الإنتاج الحيواني والاهتمام بالطب البيطري باعتباره الذي يرعي هذا القطاع سيكون له أثراًهاماعلى خلق فرص العمل و تخفيض نسبة الفقر خاصة في المناطق الريفية. - ماهي أبرز المعوقات التي واجهت الثروة الحيوانية ولازالت تواجهها حتي الآن؟ الثروة الحيوانية واجهت الكثير من المعوقات ولازالت تواجهها أيضاً وعلي رأسها انتشار الكثير من الأمراض بين الحيوانات والتى تنتقل عن طريق الاختلاط بحيوانات حية قادمة من الخارج أو عن طريق غياب الرقابة على الأسواق ، فضلاً عن الارتفاع الجنونى فى الخامات العلفية الرئيسية والتى تنعكس بشكل مباشر على المنتج العلفى النهائى مثل الذرة الصفراء وفول الصويا. كذلك فإن ارتفاع تكلفة إنشاء الحظائر وأجور العمالة كان له دوراً كبيراً في ذلك بالإضافة إلى العشوائية فى التربية حيث أن أكثر من 80% من الثروة الحيوانية فى أيدى صغار الفلاحين والمربين ، فضلاً عن عدم إبراز نشاط الجمعيات التى ترعى تنمية الثروة الحيوانية وقصور وعى وثقافة المربين. - هل معني ذلك أن هذه المعوفات هي السبب في تراجع الانتاج المحلي والاتجاه إلى الاستيراد من الخارج؟ بالتأكيد فالدولة تقوم باستيراد لحوم من الخارج بأكثر من 2 مليار سنوياً رغم امتلاك الدولة للعديد من المقومات التي تجعلها قادرة على تحقيق اكتفاء ذاتي من اللحوم ، إلا أن النظام البائد تعمد إهمال هذا القطاع الهام الذي يعتبر ثروة حقيقية وكان هناك تعمد لتدمير الثروة الحيوانية لصالح مستوردى اللحوم الحيه، فضلاً عن مشكلة ضيق الاعتمادات المالية المخصصة لهذا القطاع كسبب لتراجع البحث العلمى فى مصر. - فماذا عن حجم الثروة الحيوانية بالنسبة للاقتصاد المصري؟ حجم الثروة الحيوانية في مصر يتجاوز ال100 مليار جنيه وقد يصل إلى 120 مليار جنيه ، ومن هنا تنبع أهمية هذا القطاع بالنسبة للاقتصاد المصري ودوره في تحقيق طفرة اقتصادية هائلة إذا ماتم الاهتمام به خلال الفترة المقبلة. - فما هي أهم العوامل التى تساعد على النهوض بالثروة الحيوانية؟ لابد أولاً من توفير ودعم مستلزمات الانتاج وأهمها الخامات العلفية مع العمل على إيجاد بدائل أخرى للأعلاف التقليدية وتوفير الأمصال واللقاحات والأدوية وذلك للحيلولة دون الإصابة بالأمراض الوافدة والتغلب على الأمراض المستوطنة. كذلك نحن في حاجه إلى اختيار سلالات نقية تستخدم فى التلقيح للحصول على صفات إنتاجية عالية مثل زيادة إنتاج الألبان وتحسين جودة اللحوم ، وأن استيراد الحيوانات الحية من بلد المنشأ تحت رقابة بيطرية صارمة فيما يسمى بالاستيراد الآمن. كذلك لابد من العمل على زيادة الوعى لدى صغارالمربين بأهمية الطب البيطرى فى الحفاظ على الثروة الحيوانية سواء عن طريق الندوات أو وسائل الإعلام المختلفة ، مع تفعيل القوانين البيطرية للحد من انتشار الأمراض والإنشاء غير الصحى للحظائر وتجريم ذبح الإناث وغش الأعلاف والأدوية ، وإيجاد حلول للمشكلة التسويقية لدى المربين. أيضاً تطبيق نظام الترقيم للحيوانات الحية وذلك لتيسير ما يعرف بعملية التتبع لجميع الحيوانات. - ماهي أبرز الأمراض الشائعة والتي تؤثر بشكل مباشرعلى قطاع الثروة الحيوانية؟ تأتي الحمى القلاعية علي رأس هذه الأمراض وهي مرض فيروسى يسبب حمى وتقرحات حول الفم والشفاه واللسان ويؤدي إلى قتل الحيوانات الصغيرة وخسائر خطيرة فى الإنتاج. هناك أيضاً الطاعون البقرى وهمرض فيروسى يؤدى إلى نسبة نفوق 100% بين الأبقار والجاموس وفقدان إدراراللبن. كذلك البروسيلا وهي مرض جرثومى معد يؤدى إلى الاجهاض والعقم ونقص إنتاج الحليب مما يسبب خسائر فادحة فى المزارع الكبيرة. وللتغلب على هذه الأمراض فلابد من عزل الحيوان المصاب وحرق الجثث النافقة ومتعلقاتها وتطهير الأماكن والمزرعة وإعطاء التحصينات اللازمة فى مواعيدها المناسبة وتطبيق ما يسمى بالأمان الحيوى فى المزارع. - كيف تري دور البنوك كجهات ىمويلية في تنمية هذا القطاع؟ البنوك عليها دوراً كبيراً في ذلك غلا انها قصرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية سواء فى عمل دراسات جدوى حقيقية لمشاريع الثروة الحيوانية وتسهيل إجراءات القروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال مع المتابعة الفنية لها وضمان التسويق للمنتج النهائى سواء كان ألبان أو لحوم.