كشفت السلطات الصينية الجمعة عن ضبط كميات كبيرة من مسحوق لبن الأطفال الملوث بالمواد الكيماوية، والذي تسبب في مقتل ستة أطفال وإصابة مئات الآلاف بالتسمم قبل عامين. وقالت مصادر صينية رسمية إن هيئات سلامة الأغذية قامت بمصادرة نحو 64 طناً من اللبن الخام الملوث بمادة "الميلامين"، ومواد كيماوية أخرى، بالإضافة إلى 12 طناً من منتجات الحليب المجفف. وأظهرت الاختبارات على عينات من الحليب المجفف ارتفاعاً بمقدار 500 مرة عن مستوى الحد الأقصى المسموح به من المواد الكيماوية، وفق ما ذكر جهاز مراقبة الجودة لمقاطعة "قانسو"، حيث اكتشف الحليب المجفف الملوث لأول مرة. وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الشرطة تتبعت مصدر الحليب المجفف إلى مصنع "دونغيوان" لمنتجات الألبان، والذي يقع في محافظة "مينخه" بمقاطعة "تشينغهاي" المجاورة. يذكر أن بعض مصنعي منتجات الألبان يقومون بإضافة مواد كيماوية صناعية إلى منتجات الحليب، بهدف التحايل على اختبارات محتويات البروتين في منتجاتهم، حيث تظهر تلك المواد احتواء اللبن على نسبة عالية من البروتين. وتسبب هذا الإجراء في وفاة ما لا يقل عن ستة أطفال رضع صينيين في عام 2008، بالإضافة إلى تعرض 300 ألف طفل آخر للإصابة بالتسمم نتيجة تناول اللبن الملوث. إلا أن وكالة الأنباء الصينية لم تكشف ما إذا كانت هناك حالات وفاة أو إصابات جديدة بين الأطفال، دفعت بالسلطات إلى تتبع مصدر الحليب المجفف. وفي أعقاب تفجر "فضيحة حليب الأطفال الملوث" اعتقلت السلطات العشرات من مصنعي ألبان الأطفال، وقدمت 21 شخصاً إلى المحاكمة عام 2009، تم الحكم بإعدام اثنين منهم، فيما تلقى آخرون عقوبات بالسجن. وكانت منظمة الصحة العالمية WHO قد حذرت من ظهور حالات إصابات بين الأطفال الرضع في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، نتيجة تناول حليب "ملوث"، تم استيراده مؤخراً من الصين. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، فضيلة الشايب، إن السلطات الصينية أبلغت المنظمة بأن شحنات من الحليب الملوث، تم تصديرها إلى عدد من الدول الآسيوية، منها بنغلاديش وميانمار واليمن، إضافة إلى دول أفريقية أخرى، منها بوروندي والغابون. ودعت المنظمة تلك الدول إلى فحص جميع منتجات الألبان التي تم استيرادها من الصين، للتأكد من خلوها من مادة "الميلامين." سي ان ان
