أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني الجمعة جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الى الاثنين 21 يناير في تأجيل هو الثاني عشر على التوالي فيما فيما واصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى جهوده لتسويق الحل العربي للازمة. وقال علي حمدان المتحدث باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري لوكالة فرانس برس "تم ارجاء جلسة السبت الى ظهر الاثنين 21 يناير واضاف ان بري قرر ارجاء الجلسة بعد لقائه موسى الذي يواصل جهوده منذ الاربعاء لتسويق الحل العربي للازمة على ان يقدم تقريرا بنتيجة اتصالاته الى اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في 27 يناير الجاري. وتابع حمدان "قرر رئيس المجلس ارجاء الجلسة لان المفاوضات مستمرة". وكانت مصادر الاكثرية النيابية والمعارضة استبعدت في وقت سابق ان تنعقد جلسة انتخاب الرئيس السبت بسبب استمرار التباين بين الفريقين. وقال النائب سليم عون عضو التيار الوطني الحر برئاسة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون لوكالة فرانس برس "بكل تأكيد لن تنعقد الجلسة لان الاتفاق السياسي لتأمين نصابها لم ينجز". واضاف "لم يتبق امامنا الا اقل من 24 ساعة وهذا غير كاف لانجاز التفاهم السياسي". بدوره استبعد النائب الياس عطاالله رئيس حركة اليسار الديموقراطي احد مكونات قوى 14 اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية انعقاد الجلسة. وقال لوكالة فرانس برس "المؤشرات كلها تدل على ان مصير جلسة السبت هو كسابقاتها". واعتبر ان احالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موسى على ميشال عون للتفاوض معه كممثل للمعارضة "دليل على ان القرار السياسي ما زال سلبيا ودليل على وجود رغبة في ابتداع عراقيل". وكان موسى التقى مساء الخميس نصرالله الذي ابلغه ان عون هو المعني بالتفاوض عن المعارضة بحسب بيان لحزب الله. من ناحيته اعتبر مدير المركز اللبناني للدراسات اسامة صفا ان الوقت لم يحن بعد لانتخاب الرئيس وان مشاورات موسى "لم تنضج" بدون ان يستبعد استمرار الفراغ الرئاسي فترة طويلة لارتباط ظروف لبنان بالاوضاع الاقليمية. وقال صفا لوكالة فرانس برس "الوقت مبكر لانتخاب رئيس. لم ينضج التحرك الذي يقوم به موسى وهو لن يؤدي الى نتيجة قريبا" معتبرا ان المعارضة "ليست متحمسة جدا للمبادرة العربية". وتوقع احتمال استمرار الفراغ الرئاسي "حتى الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2009". وحمل عطاالله سوريا مسؤولية تصلب المعارضة رغم مشاركة دمشق في وضع الخطة العربية وموافقتها ودعمها العلني لها. وقال "عراقيل المعارضة نتيجة لعدم اقتناعها بان الموقف السوري يسير باتجاه الحل (...) الاتفاق الذي انجز في القاهرة كان لفظيا لا ترجمة عملية له على الارض". وتتضمن الخطة التي اقرها وزراء الخارجية العرب نهاية الاسبوع الماضي ثلاث نقاط تدعو الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا "فورا" والاتفاق الفوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها "لرئيس الجمهورية كفة الترجيح" في اتخاذ القرارت و"بدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات". وقد ظهرت تباينات بين الاكثرية والمعارضة بشأن هذه النسب في الحكومة. في هذا الوقت واصل موسى لقاءاته في بيروت مع الاكثرية والمعارضة لتسويق الحل العربي وانتخاب رئيس والتقى الجمعة عددا من الاطراف ابرزهم سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية (قوى 14 اذار/مارس) مؤكدا على الاثر وجود "نقاط تقارب وتباعد". ولم تثمر حتى الان الجهود الصعبة التي يبذلها موسى منذ الاربعاء الفائت والتي عقد خلالها نحو 15 اجتماعا شملت قادة الاكثرية والمعارضة اضافة الى القادة الروحيين ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة والعماد سليمان الذي كرسه الحل العربي مرشحا توافقيا. وركزت الصحف اللبنانية على صعوبة مهمة موسى الذي لم تنجح محاولاته العديدة السابقة في حل الازمة. وكتبت "النهار" الموالية "الخطة العربية على حبل مشدود بين الاولوية التي تطرحها الخطة لانتخاب سليمان فورا والصعوبة التي تواجهها في تجاوز اصرار المعارضة على مرور الانتخاب بالاتفاق على تفاصيل تأليف الحكومة". ولفتت "اللواء" الموالية الى "ان وقائع لقاءات موسى لم تكشف وجود تبدل ايجابي في آلية التعاطي لتبديد العراقيل" ورأت ان ذلك "لا يبشر بوجود رغبة سورية فعلية بترجمة ما تم التفاهم عليه علنا" في القاهرة. وشغرت سدة الرئاسة الاولى في لبنان مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في 24 نوفمبر 2006.