أثار تشبيه رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشى مظاهرة لأنصار حزبه بحشد المسلمين الذى فتح مكة انتقادات فى تونس، ونظمت حركة النهضة التى تقود الائتلاف الحاكم ليل السبت- الأحد مظاهرة حاشدة بساحة القصبة بتونس العاصمة توافد عليها أنصارها من كامل محافظات الجمهورية لدعم الشرعية الانتخابية والوحدة الوطنية، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشى، فى كلمة أمام الآلاف من أنصار الحزب أن "هذا الحشد العظيم يذكرنا بحشد فتح مكة لرسول الله وقد كان فتحا سلميا وتصالحيا وحد الجزيرة العربية". وواصل الغنوشى فى كلمته "أتذكر كيف اجتمعنا منذ أربعين عاما فى مسجد سيدى يوسف وكنا ستة أنفار أغلبهم من طلاب الثانوية من تلك النواة الصغيرة انطلقنا كما انطلق الإسلام من غار حراء"، وأحدث التشبيه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، وكتب خالد عبيد وهو مؤرخ ومختص فى التاريخ السياسى المعاصر على صفحته على فيسبوك "أخيرا دخلت تونس إلى الإسلام.. والحمد لله على هذا الفتح المبين، فهل سينتهى خطاب التكفير وتقسيم التونسيين إلى مسلمين وكفار فى جوامعنا المحايدة جدا".
وتعيش تونس أزمة سياسية خانقة بين السلطة والمعارضة فى أعقاب اغتيال السياسى المعارض محمد براهمى فى 25 يوليو وتصاعد الأعمال الإرهابية فى البلاد، وتأتى مظاهرة "الشرعية" للحزب الحاكم ردا على اعتصام الرحيل الذى دخل يومه التاسع بساحة القصبة أمام مقر المجلس الوطنى التأسيسى بباردو وينظمه العشرات من النواب المنسحبين والآلاف من المحتجين للمطالبة بحل المجلس والحكومة المؤقتة.
وقالت حركة النهضة أنها جمعت 200 ألف متظاهر فى ساحة القصبة أمس، واتهم سمير بالطيب احد النواب المنسحبين من المجلس التأسيسى حركة النهضة بتوظيف المال العام لتجييش الشارع، وقال بالطيب لإذاعة محلية "هذه فضيحة كبرى تذكرنا بزمن بن على.. حركة النهضة وظفت حافلات وزارة النقل لنقل المحتجين ووزعت الأموال وأرسلت الرسائل النصية القصيرة".