الصمود كلمة من السهل ان تقولها ولكن ليس من السهولة بما كان ان تطبقها عمليا فأنا صامدة وانت صامد مشافهة اما اذا اردت ان ترى تلك الكلمة نابضة بالحياة مفعمة بالامل الممزوج بالاصرار فعليك ان تذهب الى ميدان النهضة او ميدان رابعة او اى ميدان من ميادين الصمود ومن هنا من ميدان النهضة انقل لكم الصورة بدقة محاولة توضيح حجم المارد العملاق الغاضب فرغم حلمه وصبره الذى يضرب به الامثال العملاق الغاضب الذى ثار فى نفوس المصريين ايقظته مظاهر اعدام الحرية من تكميم للافواه وغلق القنوات (ذات التوجه الدينى) واعتقال الشرفاء والفضيحة الاعلامية الحصرية لللاعلام المصرى الذى حقق انفرادا منقطع النظير فى الكذب والتدليس وتغيير الحقائق بصورة تعكس مدى ضيق افق هؤلاء الاعلامين واستخفافهم بالعقلية المصرية الفذة التى حاذت اعجاب العدو قبل الصديق كنا نقول مسبقا هناك مؤامرات تحاك فى الخفاء الا ان هؤلاء جميعا اسفروا عن وجوههم القبيحة ونواياهم الخبيثة فى الحرب التى شنوها على الاسلام والمسلمين وحلمهم الوليد فى مشروع اسلامى يحل مشاكل الدنيا قبل الاخرة ازعجتهم الفكرة فهؤلاء اذا ذكر الله اشمئذت قلوبهم واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم فاذا قلت علمانية او ليبرالية استبشروا واذا قلت مشروع اسلامى ضاقت صدورهم وزاغت ابصارهم ورموك بالجنون .فى ميدان النهضة اذا اقتربت من الناس يفترشون الارض ويلتحفون السماء وجوههم يملؤها اليقين واوقاتهم تملؤها الطاعة فهذا يقرأ فى مصحفه وذاك تسابق اصابعه حبات المسبحة بينما تتمتم شفتاه بالتسبيح والتحميد والتهليل فى حين رفع آخرون اكفهم الى السماء يلهجون بالدعاء الى الله ان ينصر الحق واهله وان يهلك الباطل واهله وينتقم من قتلة الساجدين وسفاكى دماء الاطفال والنساء.هناك اخوة يحملون اكفانهم يسألون الله الشهادة .واخوة يرشون رذاذ الماء على اخوانهم ليخففوا عليهم حر الشمس فى مشهد لاتراه الا فى مكةالمكرمة فى ايام الحج .واذا انتقلت الى النساء المجاهدات فالصورة لاتختلف كثيرا عنها عند الرجال الا ان بعضهن قد جلسن يحفظن ابنائهن القرآن وبعض الاخوات ارتدين رداءا ابيض على هيئة الاكفان مكتوب عليه (شهيدة تحت الطلب),وهكذا لايتوقف الابتكار فى الميدان فالشباب اخذوا يعلقون الزينات بينما يرددون الهتافات والتكبير وكذلك الفتيات ,وقد اجريت بعض المقابلات مع بعض اخواتى المعتصمات (أم محمد من منطقة العمرانية) تقول: اتيت مع مسيرة الجمعة الماضية اغلبها من النساء والاطفال وماكان عددنا كبيرا منطلقبن الى ميدان النهضة ونردد الهتافات المطالبة بعودة رئيسنا الشرعى المنتخب وبعد مسافة قصيرة فوجئنا بإطلاق النار وكلما توجهنا الى اتجاه حذرونا من اطلاق النار وكانت النتيجة اننا تفرقنا ورغم ذلك لا ادرى كيف تجمعنا فى النهاية عند مداخل ميدان النهضة فقلت لام محمد :ومارأيك فى المنشورات التى يلقيها الجيش بالطائرات فردت بعفوية على الفور: ( بيضيع وقته,لقد اصبح فيها دم )وهى تقصد الشهداء الذين سقطوا على ايدى رجاله .والآن فى يوم الاثنين مليونية الصمود انطلق بكم فى مسيرة انا شاهدة عيان عليها اوثقها للتاريخ حتى يعلم الاجيال القادمة اننا لم نضحى ابدا بثورة 25 يناير ولم نبيعها كما باعها الخونة ,وقد انطلقت بنا المسيرة السلمية (من ميدان الجيزة ) مضينا نردد الهتافات المطالبة بعودة الرئيس الشرعى ونرفع صور شهداء مذبحة الساجدين وصور اخرى للدكتور(محمد مرسى )رئيس الجمهورية (رغم انوفهم),اقول: كلنا كنا مسلحين (بالصور) ونطلق المدافع من حناجرنا مرددين (الله اكبر) و(ارحل ياسيسى) و(بعد صلاة الفجر...قتلوا اخواتنا غدر),واخذ بعض التاس يبادلوننا الهتافات من الشرفات ومضت المسيرة حتى مررنا من شارع المحطة بالجيزة اخذنا نهتف (انزل يا مصرى) ولم نخرب شيئا ولم نعتدى على احد وبعد خروجنا مباشرة من شارع المحطة الى شارع البحر الاعظم وماهى الا دقائق حتى فوجئنا بمهاجمة البلطجية ووقد كانوا فى البداية يقذفوننا بالحجارة والزجاج ثم اخذ دوى طللقات الرصاص ينهال من كل مكان والمسيرة السلمية التى لم تكن مسلحة (الا بصور الدكتور مرسى والشهداء) اخذت تتقهقر بنسائها واطفالها مع صمود بعض الرجال الذين اصيبوا اصابات متنوعة مابين اصابات بالرأس من جراء قذفهم الحجارة واصابات بالخرطوش وحاول الرجال تأمين خروج آمن للنساء ,وقد حاول بعض الناس ان يتسلق اسوار نادى نقابة الاطباء تحت دوى طلقات الرصاص ,وبالطبع لم يستطع اغلب النساء وكبارالسن تسلق الاسوار .واخذ الاخوة يستحثون النساء على المسير بسرعة فكنا نسرع احيانا ونجرى احيانا اخرى تحت دوى طلقات الرصاص وصيحات التكبير من المتظاهرين السلميين وقد سمعت بعض النساء تردد فى صورة هستيرية (حسبنا الله ونعم الوكيل) وبعضهن كن يسألن عن صغارهن فى فزع وظللنا نمشى فى اطول طريق يتخيله انسان يمشى وهو يشعر بأن شرطة بلاده (المنوطة بحمايته) متواطئة بل ومشاركة فعليا فى ترويعه والهجوم عليه,لم اذكر لكم اننا كنا نضرب بالحجارة والخرطوش امام قسم الشرطة والمؤسف ايضا انهم عثروا على احد بلطجية الشرطة ومعه بطاقته التى تثبت انه ظابط شرطة ,بل ووجد الكثير من بلطجية النصارى وعموما فالدور المشبوه لكليهما لايخفى على احد ,واقول للذين يحاولون ذبح ثورة 25 يناير لن نسمح لكم بذبح ثورتنا او قتل الديمقراطية على مذبح الحريات الذى اقامه الفلول بمعاونة الخونة فهم مازالوا لايعرفون الشعب المصرى الذى لاتفلح معه تلك الاساليب وهم يقعون الآن فى نفس جرائم وآثام 25 يناير والنتيجة المحتومة هى النصر بإذن الله, وقد تعلمنا من اخطائنا السابقة التى لن نعود اليها مجددا بإذن الله , واختم بقول الله تعالى "يآ أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"