فى المشهد الساخن الذى تعلو مؤشراته كى تعلن اقترابها من درجة الغليان. والذى فيه تتقاطع الكلمات وترتفع الأصوات فيعلو بعضها فوق بعض. ولأن كبارا يتصارعون وعقلاء يتشاجرون؛ تضيع الأصوات العاقلة وتتوه الكلمات الرشيدة فتصعد أصوات ما كان لها قبل ذلك أن تسمع، وتظهر وجوه ما كان يسمح لها من قبل أن تتمادى فى الظهور، فى المشهد الملتهب أيضا يسرق الصغار التافهون الضوء من الكبار فيتسللون إلى المنابر ويخطفون عيون المصورين؛ مثلما ينسى الكبار حجمهم الحقيقى فيرفعونهم إلى ما فوق أقدارهم ويبوءونهم مناصب لم يحلموا مطلقا أن يرتفعوا إليها، مثلما يدافعون عنهم نكاية فى من هم معهم يختلفون. كثيرون يراقبون المشهد ويصمتون منتظرين.. وكثيرون أيضا بدءوا ينتبهون للمتسللين ويفطنون لمن ركبوا الموجة ومن اندسوا فى وسطهم ومن يزايدون. وقد كانت مجرد إشارة لهم تطمئنهم بالبقاء فى مناصبهم كافية لأن تضعهم مع الطرف الآخر خدما له -وبالطبع غير مخلصين- لأنهم تعودوا أن يكونوا عبيدا للسيد القادم ومطايا للملوك الجدد. لقد دعوت من قبل -هنا على هذه الصفحة- إلى لقاء جمعى.. مؤتمر يضم المثقفين الحقيقيين والفنانين المبدعين وحدهم بعيدا عن المتمسحين والمتسولين والمتنطعين.. مؤتمر لا يحفل إلا بالقيمة ولا يحتفى بغير من يملكونها وهم -فى الجهتين- موجودون ومستعدون للحوار، لأنهم يسبقهم التسامح وتضمهم الرغبة فى إيجاد إطار للمصالحة والجلوس معا فى دائرة للتوافق النبيل. الخائن إذًا هو من يرفض، ومن يصر على القطيعة ومن يكرس الخلاف، لا من يحترم الاختلاف ويثبته حقا مشروعا للآخرين. - «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة: 8). - «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ) (البقرة: من الآية251). - نسميها حديقة حينما تتعدد فيها الزهور. - الماء القذر لا يصلح للوضوء؟! - الثوب المتسخ لا يغسله غير ماء نظيف. - العقلاء لا يتحدثون وسط الضجيج. - المصلحون لا يضربون الفاسدين بالفاسدين. - إذا تشاجر العقلاء.. ارتفع صوت التافهين. - سوف يخجل العلماء عندما يتذكرون دعمهم للجاهلين. - إذا أنت رفعت الوضيع فوق قدره.. أنزلك إلى ما دون قدرك (الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه). - (هبله ومسكوها طبلة).. مثل شعبى صالح لكل العصور. - الاعتراف بالحق فضيلة، كما أن المكابرة فيه نقيصة.