قضت اللجنة الثلاثية ، التي تقيم الآثار المترتبة على إنشاء سد النهضة على كل من مصر والسودان، 5 أيام متواصلة فى توتر نفسى خلال مناقشتهم التقرير النهائى لتقييم السد ومدى تأثيره على حصة مصر من المياه، وبعد 65 ساعة عمل انتهى الخبراء الدوليون والمحليون من صياغة التقرير النهائى الذى تم الاتفاق عليه من قبل الخبراء الدوليين المشاركين فى أعمال اللجنة. أما الموقف الذى أثر فى الحالة النفسية لأعضاء الوفد المصرى المشارك فى أعمال اللجنة بشكل كبير كان هو تسرب بعض التقارير المهمة التى تخص القضية، وتناولها بشكل لا يخدم الصالح العام ولا يخدم القضية، وإنما يؤثر على المفاوضات التى ستجرى فيما بعد. وقال الدكتور شريف المحمدى، رئيس الوفد المصرى، "بداية أؤكد للمواطن المصرى أنه لا يمكن الحكم على سد النهضة بالسلب أو بالإيجاب حالياً، ولكن حالة الانزعاج العامة التى يعيشها الشعب المصرى منذ تحويل مجرى نهر النيل غير مطلوبة". وأوضح رئيس الوفد المصرى طبيعة عمل اللجنة الفنية الثلاثية الدولية التى تبحث تأثيرات السد على حصة مصر من مياه النيل قائلاً "إنه من ضمن الشروط المرجعية والمتفق عليها لعمل هذه اللجنة أنها تقدم رأيا علميا فنيا، وتوصياتها بناء على الدراسات التى تقدم، والتى تعتبر هى أساس العمل، فيما يتعلق بتأثيرات السد على حصة دولتى المصب مصر والسودان من مياه النيل، كما أنها تقوم بمراجعة التقارير المقدمة من الجانب الإثيوبى، وتقديم رأيها العلمى فى الدراسات التى تم إجراؤها وأوجه القصور بها، وإذا كان هناك حاجة لإجراء دراسات فى مجالات أخرى من عدمه، ولا تقوم بإجراء أى تعديلات فى التصميمات الفنية للسد، وعلى هذا الأساس تم تقييم آثار السد". وأكد الخبير المائى أن تحويل إثيوبيا لمجرى نهر النيل فى هذا الوقت تم فهمه بشكل خاطئ، بسبب إجرائه فور عودة الدكتور محمد مرسى من إثيوبيا، على الرغم من أنها كانت ستحدث باعتبار أنها إجراء هندسى وخطوات أولية فى عملية بناء السدود. وأوضح رئيس الوفد المصرى، أن تحويل المجرى كان جزء من الخطة الإثيوبية التى كانت تعلمها اللجنة الدولية لتقييم السد، لكن بعض وسائل الإعلام تداولتها بشكل أساء الفهم لدى المواطن المصرى، ونتجت عنه حالة الغليان فى الشارع لدينا، وهو ما سيؤدى إلى استكمال أعمال اللجنة، حيث لاقى هذا الغضب حالة "استغراب" لدى أعضاء اللجنة لأخذ الأمر بهذا الشكل فى الشارع المصرى، وتناوله فى بعض وسائل الإعلام. وقال المحمدى، إن اللجنة الثلاثية كانت فرصة جيدة لتكوين رأى علمى حول السد بشكل كامل، مشيراً إلى أنها وُفقت فى عملها وصدر عنها تقرير نهائى بعد مناقشات طويلة عن السد يوضح مدى تأثيراته الكلية، رافضاً الإعلان عن نتائج التقرير الفنية لعدم حدوث مشاكل، لكن سيتم تقديم هذه التقارير لحكومات الدول الثلاث، لاتخاذ الطريقة المثلى والقرار الصائب نحو كيفية التحرك، والتى ستكون مبنية على أساس علمى باعتبار الفوائد والأضرار التى يمكن أن تقع على كل دولة. وأشار المحمدي إلى أن أعضاء اللجنة قاموا بزيارة أخيرة لموقع السد، قائلاً إن "موقع السد كبير جداً وبه مجموعة كبيرة من العاملين يقومون بتكسير الصخور الموجودة فى موقع السد"، كما أكد أن هناك عددا من المشاكل فى الإنشاءات. وأكد أنه لا يمكن لمصر أن تأخذ قرارا فى الوقت الحالى بكيفية التحرك، سواء بالتفاوض أى بأى صور أخرى إلا بعد تسلمها التقارير النهائية حول نتائج عمل اللجنة، وبعدها دراسة نتائج التقرير من قبل الخبراء المصريين، ثم يتم اتخاذ القرار النهائى.