جاءت نتائج تقرير استطلاعي حول توجهات العراقيين بمختلف طوائفهم، مفزعة لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولفت مراقبون أمريكيون الى أن نتائج الاستطلاع تؤكد تهاوي إستراتيجية شحن الاحتقان الطائفي التي قام عليها الاحتلال منذ الغزو. وجاء التقرير في سبعين صفحة، وأعده مركز الدراسات الإستراتيجية الدولي برئاسة انطوني كوردسمان، بالتعاون مع وحدة استطلاعات الرأي في شبكة “آي بي سي” من العراق. ويشير المراقبون الى أن نتائج الاستطلاع ليست سارة لإدارة بوش، الذي قدم طلبا للكونجرس بزيادة ميزانية الحرب ب 46 مليار دولار، دعماً لحروبه، ليقفز إجمالي مطالبه الى 196 مليار دولار. وأظهر التقرير أن العراقيين يشعرون بشدة بوجود العنف في المناطق التي تقطنها أغلبية عربية، بينما جاءت شكوى الأكراد من العنف أقل. الجديد أن التقرير سجل ظاهرة جديدة- لما بعد الغزو- وهي التقارب التدريجي بين مواقف الشيعة والسنة إزاء عدم تقبل بقاء الوجود الأمريكي بالعراق، وأظهر التقرير انخفاضاً كبيراً في ثقة العراقيين بالحكومة العراقية، وأظهر ارتفاعاً في اعتقادهم بأن العنف والتطهير العرقي سيزدادان وأن سعة صدر العراقيين الذين كانوا يتطلعون إلى حدوث تطور قد نفدت تماماً كالحال لدى الشارع الأمريكي. وأظهر التقرير انخفاضاً ملحوظاً في توقعات العراقيين بالنسبة لتحسن الوضع الأمني أو تحسن ظروفهم المعيشية وهي التوقعات التي سجلت في العامين 2004 2005 نسبة ثلاثة أرباع سكان العراق. ثم تراجعت في مارس 2007 لتبلغ 40%، أصبحت الآن 23% فقط. وبالنسبة لرد العراقيين على سؤال حول النظام السياسي الذي يفضلونه، تجاوزت نسبة من يريدون عراقاً موحداً وحكومة مركزية ببغداد 79% لدى السنة و56% لدى الشيعة و9% لدى الأكراد، وذلك مقابل 79% من السنة و41% من الشيعة و20% من الأكراد في مارس وهي نتيجة تدلل على زيادة مطردة في أعداد من يرفضون تقسيم العراق لدى الشيعة والعكس لدى الأكراد. وحول رؤية العراقيين لتأثير تواجد القوات الأمريكية على الموقف الأمني في العراق، رأى 92% من السنة أن الموقف الأمني أصبح أسوأ، وكذلك 70% من الشيعة و15% من الأكراد، أبدوا الموقف ذاته. وقد سجل هذا التقرير الاستطلاعي تدهوراً في مدى قبول العراقيين لأداء الحكومة العراقية حيث منح 34% فقط حكومة المالكي تقدير مقبول مقابل 46% منحوها التقرير ذاته في مارس. وفي الوقت الذي لم ترد فيه بعد ادارة بوش على نتائج هذا التقرير، فإن المعلقين في واشنطن رأوا في سطوره أنباء أكثر إزعاجاً حيث دشنت الأرقام التي سجلها التقرير بداية تهاوي استراتيجية شحن الاحتقان الطائفي والمستمرة منذ الغزو، حيث أظهرت الأرقام ازدياد انضمام الشيعة للوضع الطبيعي لما قبل الغزو لتأييد آراء يؤيدها السنة تجاه الاحتلال، والأمر الآخر هو تزايد نسبة العراقيين الرافضين للتقسيم، لتنحصر نسبتهم في الأكراد.