انتشرت بعد الثورة مفاهيم ومصطلحات جديدة لم نعهدها من قبل ,كمفهوم الأخونة مثلاَ , لن أتحدث اليوم عن الأخونة ,ولكنى سأتحدث عن الأسلمة ,المصطلح الجديد الذى اتخذه الاعلام والاعلاميون سخرياً في برامجهم, وهذا المفهوم ينسب إلى الإسلام . ففي أحد البرامج مثلا تتحدث المذيعة عن أسلمة الإعلام وبرامج الأطفال, وتسخر من هذا المفهوم هي وضيفتها الغير مسلمة, وتتحدث عن المفهوم وتشرحه بانه إعادة انتاج هذه البرامج بما لا يخالف الشريعة الاسلامية وحذف الأغاني منه. وتتحدث بأسلوب كان تنقية البرامج من المخالفات هو امر مدعاة للسخرية والاستهزاء, وكان من يقومون بعملية التنقية يريدون أن يجعلونا متخلفين كما ينادى هؤلاء الاعلاميين دائما, وكان الأغاني هي حضارة هذه الامة التي لا تستطيع ان تبتعد عنها, وتصف الضيفة الأغاني على انها جزء من مكونات الشخصية المصرية التي لا تستطيع ان تنفصل عنها . وإن سألت تلك المذيعة وهذه الضيفة عن الافلام الاباحية, التي تنشر علناً على الفضائيات ,لقالوا لك بكل ثقة انها حرية رأى وإذا لم يعجبك فلا تشاهدها, يريدون الحرية لمن يدعوا الى الفجور والاباحية, ولا يريدون الحرية لمن يهذب المنتجات التي يشاهدها اطفالنا, انهم يريدون الحرية لهم فقط ,وتكون حقا لهم ومحظورة على غيرهم . عندما يشاهد اطفالنا هذا العبث, ويعتقد ان الأغاني هي جزء من الشخصية المصرية وان ادخال المفاهيم الاسلامية على البرامج والتلفزيون هو عودة لعصور التخلف , بعد ان تدخل هذه السموم في رؤوسهم ,هل سيفكر هؤلاء الاطفال مستقبلا في تحرير الاقصى, أو في هم الامة الاسلامية او يفكرون في هم الوطن . عندما يكبر هؤلاء وهذه السموم والافكار المشوهة في عقولهم لن يكونوا إلا مجرد أداة للغرب يحركهم كيفما يشاء .