قبل إغلاق باب تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية -أمس السبت- بقليل، ترشح للانتخابات الرئيس السابق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني. وتزامن قدوم رفسنجاني لمقر وزارة الداخلية للتسجيل بالانتخابات، مع وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مرافقاً للشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد هذه الأيام، والتي يختلف عليها المحافظون أنفسهم، وهو مدير مكتبه سابقاً وصهره أسفنديار رحيم مشائي. وجاء ترشح الشخصيتين لينبئ بتنافس حاد، سيجتاح الساحة السياسية الإيرانية، لكن ملامح الصورة ستتضح أكثر بعد إقرار مجلس صيانة الدستور لأهلية هؤلاء المرشحين وغيرهم لخوض الانتخابات، لتبدأ بعدها فترة الحملات الانتخابية بشكل رسمي. صادق زيبا توقع انسحاب المرشحين الإصلاحيين لصالح رفسنجاني (الجزيرة نت) المنافس الأقوى وخلال الأيام الخمسة الفائتة، كانت أبرز الأسماء المرشحة تتلخص بالمحافظين المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، والمتمثلين بالائتلاف الثلاثي وهم (علي أكبر ولايتي مستشار المرشد، وعمدة طهران محمد باقر قاليباف، ورئيس مجلس الشورى السابق غلام علي حداد عادل)، فضلاً عن ممثل جبهة السائرين على خط الإمام وهو وزير الخارجية سابقا منوتشهر متكي، والمفاوض النووي سعيد جليلي عن جبهة الثبات المحافظة، إضافة إلى الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي. وقدم الإصلاحيون كذلك عدداً من المرشحين، بعد إخفاقهم في ترشيح الرئيس السابق محمد خاتمي، وكان أهمهم أمين حزب مردم سالاري مصطفى كواكبيان، والمفاوض النووي السابق حسن روحاني كمرشح مستقل، ولكنه يحسب كشخصية إصلاحية معتدلة. ويتوقع أن يسحب معظم الإصلاحيين ترشحهم بعد دخول رفسنجاني للسباق، وأن يؤيدوه بالكامل، لكونه الشخصية الأقوى التي تصب التوقعات لصالحها في النهاية. ورغم أنه يعد شخصية وسطية معتدلة، تجمع صفات بين المحافظين والإصلاحيين، إلا أن سياساته قريبة من الفكر الإصلاحي، وهو ما أكد عليه أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران المقرب من الإصلاحيين صادق زيبا كلام. وأضاف زيبا كلام للجزيرة نت أن المرشح الإصلاحي الذي سيبقى في ساحة التنافس لن يحصل على أصوات كافية، ولن يصل إلى نهائيات سباق الرئاسة، رغم أنه يرجح دعمهم الكامل لرفسنجاني كرئيس مستقبلي. وأوضح أن بعض الأصوليين التقليديين سيدعمون رفسنجاني، إلا أن بعض المحافظين لازالوا يرجحون مرشحين آخرين، بسبب رفضهم لسياسة رفسنجاني الخارجية المنفتحة، وحتى دعمه الاستثمار في القطاع الخاص على حساب الحكومي، حسب قول أستاذ العلوم السياسية. ولا يتوقع زيبا كلام أن يواجه ملف رفسنجاني أية انتقادات في مجلس صيانة الدستور، والذي يحقق بأهلية المرشحين، وعدم تجاوزهم للقوانين في الجمهورية الإسلامية، فيما يرى أن الجدل قد يثار فيما يتعلق بتأييد ترشح مشائي.