أعلن محمد السخاوي أمين تنظيم حزب العمل أن تحديد العدو وتحقيق الوحدة بين شعوب المسلمين لمواجهته أصبح أمرًا ضروريًا بعد أن أخذت عجلة مخطط التقسيم والتفتيت في الدوران بسرعة لتدهس أحلام وآمال أمتنا في غد أفضل ونصر قريب. وجدد السخاوي – في ذكرى يوم القدس - تأكيد وجهة نظر حزب العمل بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني واعتبار أرض فلسطين وقفًا إسلاميًا لا يجوز التفريط في شبر واحد منه، وعدم التنازل عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة للاجئين والذي فرط فيه معسكر العملاء في فتح مؤخرًا. كتب: محمد أبو المجد
وأكد أن المخطط الذي ينفذه حاليًا العدو الأمريكي الصهيوني لم يستثن دولة عربية أو إسلامية من التقسيم سواء كانت من محور الشر كما يسمونهم الأمريكان أو كانت دولة صديقة منضوية في حلف الولاياتالمتحدة والصهاينة، مشددًا أنه يجب علينا تبعًا لهذا الأمر أن نغير من سياستنا الخارجية تجاه ذلك العدو لإفشال مخططه الشيطاني بحق هذه الأمة. وقد جاءت هذه التصريحات على لسان أمين تنظيم حزب العمل في المؤتمر الأسبوعي للحزب بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان أو كما يطلق عليها البعض التي توافق ذكرى يوم القدس.
خطبة الجمعة وكان خطيب الجمعة قد تحدث في خطبته عن الدروس التي يجب على المسلم أن يستفيدها من شهر رمضان بعد أن أوشك على الانتهاء، وأكد في خطبته أننا ونحن نستقبل العيد يجب أن نتذكر أن العيد الحقيقي هو يوم أن تعود القدس إلى أحضان الإسلام بعد أن يهب المسلمون لإنقاذها من يد الصهاينة، وعندما تعود أرض العراق وأفغانستان والسودان والصومال حرة لشعوبها بعد ان يخرج منها المحتل.
الخطر داهم وأشار محمد السخاوي إلى المقال التي كتبه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الحكومية السابق عاطف الغمري يوم الأربعاء الماضي بعنوان "الوثائق الأمريكية والصهيونية لتفتيت الدول العربية" وكذلك المقال الذي كتبه رئيس تحرير الأهرام الحالي أسامة سرايا اليوم تحت عنوان "شبح التقسيم يزحف على العرب"، مؤكدًا أن الأمور باتت واضحة للعيان بأن مخطط تقسيم وتفتيت الدول العربية أصبح يمضي بشكل صريح وفج جعل صحفيي الدولة يكتبون محذرين من خطره بعد ان كان الحديث عنه خط أحمر. وأضاف السخاوي أن هذا الأمر يحتم على مصر باعتبارها القوة الكبرى والتاريخية لأمة العرب والمسلمين أن تعيد صياغة شكل سياستها الخارجية وتحديد العدو بشكل دقيق وهو أمريكا والكيان الصهيوني وحشد الجهود لمواجهته وإفشال مخططه، موضحًا أن أهم هذه الجهود هو العمل على تحقيق الوحدة بين الدول العربية والإسلامية التي ضربها الأعداء في مقتل، بالإضافة إلى محاولة التغلب على المفاهيم الخاطئة التي زرعها فينا العدو بأن إيران أخطر علينا من الكيان الصهيوني وهو ادعاء باطل؛ لأن العدو الأول والأكبر هم اليهود كما اخبر بذلك المولى عز وجل: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا...".
وهكذا يدور المخطط وأكد السخاوي أن المخطط الخبيث يستهدف بشكل كبير تركيا وإيران باعتبارهما قوتان إسلاميتان كبريتان وكان لهما دور مؤثر في تاريخ الأمة وذلك في مقدمة لخنق باقي الدول وتنفيذ المخطط بها وهي مصر والسعودية بمكانتهما العظيمة في قلب كل عربي ومسلم، إضافة إلى استمرار دوران المخطط في العراق التي صدر قرار رسمي من الكونجرس الأمريكي بتقسيمها، ولبنان التي تثار فيها القلاقل والاضطرابات الأمنية والسياسية والطائفية من آن لآخر، وفلسطين التي يصر معسكر الخيانة والعمالة من قادة فتح بتقديم قضيتها لقمة سائغة لليهود في سبيل الانتقام من المجاهدين الذين كفوا أيديهم الخبيثة عن الشعب في قطاع غزة.
الإصلاح الداخلي مهم وأوضح أمين تنظيم حزب العمل أن هناك معوقات كبيرة تنتظر مشروع الوحدة العربية والإسلامية لمواجهة مخطط التفتيت والتقسيم وأهمها ثقافة الاستبداد والتوريث التي تسود في عدد من بلاد المسلمين وعلى رأسها مصر علاوة على سياسة توسيع الفوارق الطبقية بين فئات الشعب بشكل جنوني مما يكرس للانقسامات الداخلية في المجتمع بشكل يصعب معه تحقيق الوحدة الإسلامية الكبرى.
وأضاف السخاوي قائلاً: نريد تحقيق الحرية لهذا الشعب والعدل بين فئاته الذي هو مبدأ إسلامي أصيل بدليل قوله تعالى: "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم.."، وتقليل الفوارق بينه؛ وذلك لإفشال مخطط الحلف الصهيو أمريكي الذي سيأكل الجميع أغنياء وفقراء وحكامًا ومحكومين، فعندما يطلع علينا أحد رجال الأعمال في التليفزيون قائلاً إن رأس مال إحدى شركاته يتعدي بكثير رأس مال جميع البنوك المصرية مجتمعة!! فماذا تنتظر من ملايين المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر والذين تجاوزت نسبتهم 48% في بعض الإحصائيات الرسمية بعد أن يسمعوا مثل هذا الكلام؟! وطالب السخاوي في ختام كلمته الشعوب بأن تكون على وعي كاف بما يحاك لها بليل وبنهار أيضًا لتدمير مقدراتها والإجهاز على حقها في العيش بحرية وكرامة على أراضيها، والحكام بالاستعداد لهذا السيناريو المتوقع حدوثه في دولهم في أي وقت والتترس بشعوبهم الذين سيحمونهم في وقت الشدة إذا انحازوا إليهم.