كشفت القيادة العسكرية في الولاياتالمتحدة أن الجيش الأميركي يعاني من حالة "فقدان توازن" بسبب الحرب التي يخوضها في العراق وأفغانستان. وقال رئيس أركان القوات البرية الأميركية الجنرال جورج كيسي الاثنين الماضى إن الجيش سيحتاج من ثلاث إلى أربع سنوات ليستعيد نمط عمله الطبيعي بعد عمليات الانتشار المتكرر التي قام بها خلال ست سنوات من التدخل العسكري في أفغانستان والعراق. وأوضح كيسي أن متطلبات "الصراع المستمر" فرضت على القوات الأميركية بذل مزيد من المجهود في الإطار الزمني الراهن وذلك على حساب الاحتفاظ بقوة جميع المتطوعين وبناء جسور للمستقبل. ولفت الجنرال الأميركي إلى أن ضغوطا تواجه جيشه رغم خطة خفض عدد القوات الأميركية المقررة السنة المقبلة.
جيش مرهق وأعباء متزايدة وكانت أعباء تراكمت على الجيش الأميركي في وقت سابق من هذا العام عندما قرر الرئيس جورج بوش تعزيز مستوى القوات الأميركية في العراق كجزء من الجهود لمواجهة العنف المتصاعد في أنحاء البلاد. ولمواجهة متطلبات زيادة القوات فقد عمد الجيش إلى تمديد فترة إقامة الوحدات العسكرية في العراق إلى فترة 15 شهرا بدلا من 12 شهرا كالمعتاد. وقال الجنرال كيسي إن فترة ال15 شهرا تلك هي "مؤقتة". وأوضح "نحن نحلل ذلك، وننظر في مدى تأثير ذلك على جاهزيتنا". وقد تسببت فترات الانتشار الطويل خارج الولاياتالمتحدة فى تقليل مدة التدريب الكافي الذي تحتاجه القوات الأميركية لإتقان أساليب الحرب التقليدية أو الحالات التي قد تطرأ خارج حرب العراق. يشار إلى أن عدد القوات الأميركية في العراق وصل إلى أعلى معدلاته وفقا لخطة الرئيس بوش في إرسال قوات إضافية إلى العراق، وكان بدأ تنفيذ الخطة في فبراير الماضي وبلغت ذروتها في يونيو، وزادت القوات الأميركية بنحو ثلاثين ألف جندي.