استجابة للدعوة التي أطلقها حزب العمل, احتشد آلاف المصلين في الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة هذا اليوم يتقدمهم مسئولي وشباب الحزب في أكبر مؤتمر جماهيري يشهده الأزهر منذ فترة كبيرة, وذلك احتجاجًا على الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك والتي كان آخرها حتى هذا اليوم افتتاحهم كنيسًا لهم أسفل المسجد ليقيموا فيه شعائرهم مما يهدد المسجد بالانهيار المحقق، وندد المحتشدون أيضًا بالقرار الأمريكي الأخير بتقسيم العراق "رسميًا" إلى ثلاث دويلات مما يهدد باندلاع فوضى عارمة في المنطقة تخدم الكيان الصهيوني وحده وتكون مقدمة لافتراس دول أخرى مثل إيران وسوريا والسعودية ومصر. كتب: محمد أبو المجد
حضور إعلامي.. وحصار أمني وقد شهد المؤتمر حضورًا إعلاميًا واسعًا من مراسلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية لتغطية هذا الحدث المهم, علاوة على حصار أمني مشدد على مداخل الأزهر ومخارجه ومحاولة بعض أفراده إثارة البلبلة بين صفوف المشاركين في المؤتمر, وتحدث في هذا اليوم للجماهير الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل، حيث أكد في البداية أن رحى المؤامرة على الأمة العربية والإسلامية هذه الأيام تدور على قدم وساق بواسطة الحلف الصهيوني الأمريكي وفي غياب وانبطاح واستسلام واضح من الحكام والمسئولين العرب, ففي فلسطين أقام اليهود أخيرًا كنيسًا لهم أسفل المسجد الأقصى في ظل صمت رسمي وشعبي تام رغم خطورة تلك الخطوة على الأقصى أكثر من أي وقت مضى!! يريدون تفتيت العراق وأضاف قرقر: بالأمس أصدر المتآمرون قرارًا نهائيًا بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات.. جنوب ووسط وشمال, وهذا هو هدفهم الحقيقي - غير المعلن بعد أن فشلوا حتى في تحقيق المعلن - من دخولهم العراق.. إنهم يهدفون لتفتيت العراق لما كان له من قوة إقليمية بل وعالمية كبرى باتت تهدد الكيان الصهيوني بالخطر, وهو السيناريو الذي أصبح ينتظر دولاً أخرى على قدر كبير من القوة والتأثير في الأمة مثل إيران وسوريا والسعودية والجائزة الكبرى مصر, وهم يحاولون الآن أيضًا تقسيم فلسطين إلى كيانين.. واحد في الضفة الغربية يأتمر بأمرهم وآخر في غزة ليضربوه وهو مخطط للتفتيت سيفشله الشعب الفلسطيني بإذن الله! وأضاف قرقر أن جورج بوش لا زال يدعي كذبًا حرصه على وحدة العراق ورفضه تقسيمه, رغم أن الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي يباركون خطة التقسيم والتفتيت التي يقودها "جوزيف بادن" مع حفنة من الخونة والعملاء في العراق الذين دخلوا مع الغزاة على الخط ليحققوا من ورائهم مكاسب زائفة, ولكنهم سيرحلون إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم تشيعهم لعنات الشعوب المؤمنة المجاهدة. مخطط الفتنة وأوضح قرقر أن المالكي – عميل العراق الكبير – خصص 17 % من عائدات النفط العراقي لإقليم كردستان الشمالي في خطوة مهمة لمخطط الفتنة والتقسيم, فبعدما كانت العائدات البترولية توزع بعدل على جميع أقطار العراق في عهد صدام حسين, سيستأثر الشيعة الآن بعائدات النفط في الجنوب حيث يكثر بشكل ملحوظ, وكذلك يحصل الأكراد على عائداته في الشمال حيث يكثر أيضًا, أما السنة في الوسط الذي لا يتركز فيه البترول فلن يحصلوا على أي شئ مما سيترتب عليه نشوب فتنة كبيرة بين تلك القوى الثلاث تنتهي فعليًا بتقسيم العراق, وقد تشجع تلك الخطوة الأكراد في تركيا وإيران على طلب الاستقلال أسوة بأكراد العراق, ومن هنا ينجح مخطط الفوضى العارمة في المنطقة وستنتقل آثارها تباعًا إلى باقي الدول العربية والإسلامية ليبقى الكيان الصهيوني هو الوحيد صاحب اليد الطولى بعد أن يذوب في المنطقة ويصبح وجوده أمرًا واقعًا مسلمًا به.. وتلك هي نظرتهم لما يطلقون عليه "الشرق الأوسط الجديد"!! توقيت غريب وأبدى أمين مساعد حزب العمل استغرابه من إقرار خطة تقسيم العراق في هذا الوقت الذي يقف العراقيون فيه على أعتاب النصر بعد أن نجحت المقاومة في فرط عقد التحالف الصليبي اليهودي في العراق تحت ضرباتها المتتالية حتى انسحب البريطانيون من البصرة وأخذ الأمريكيون يلملمون أشلاءهم رويدًا رويدًا ولكنهم يريدون إشعال الفتنة في العراق قبل خروجهم حتى يتصور العالم أنهم كانوا حماة الأمن والاستقرار فيه رغم الأحداث التي يشهدها العراقيون يوميًا. المقاومة انتصرت وأكد قرقر أن الأمريكان كانوا يهدفون أيضًا إلى سرقة البترول العراقي ومده بأنابيب إلى ميناء حيفا المحتل في الكيان الصهيوني ثم يبيعوه بأسعار هائلة لتدخل الأرباح في الخزانة الصهيونية ليزداد جيشهم تغولاً وشراسة على أبنائنا وإخواننا في فلسطين, ولكن المقاومة العراقية الباسلة أفشلت هذا المخطط أيضًا بتفجير أنابيب البترول تباعًا كلما حاول الأمريكان البدء في هذا الأمر. وأشار قرقر إلى أن الدلائل تزداد يومًا بعد يوم على قرب هزيمة أمريكا في العراق, فها هي أمريكا تعلن تعاقدها مع الحكومة العراقية العميلة على صفقة أسلحة متطورة, ولكن الحقيقة أن تلك الأسلحة هي التي سيخلفها الجيش الأمريكي خلفه بعد هروبه المتوقع ولكنه يريد التغطية على الأمر بالإيحاء بالصفقة, علاوة على أنهم يريدون تسليح عملائهم بعد خروجهم ليكونوا قادرين على مواجهة المقاومة التي ستنفرد بهم بعد هروب المحتل. .. وتوحدت ضد المحتل وحيا قرقر الخطوة التي قام بها 22 فصيلاً عراقيًا مقاومًا بالتوحد تحت قيادة نائب الرئيس العراقي السابق "عزة إبراهيم" لتكون شوكة في حلق المحتل, ولتؤكد أن الأمريكان فشلوا حتى في تحقيق هدفهم المعلن وهو إسقاط نظام صدام حسين نهائيًا! وفي الشأن الداخلي أكد أمين عام مساعد حزب العمل أن الفساد الذي استشرى الآن في مصر في كل القطاعات له علاقة وثيقة أيضًا بالأيادي الصهيونية والأمريكية التي لا تريد لهذا البلد ولا بأهله خيرًا, والأمل الوحيد بات في يد قوى الشعب الحقيقية لتغيير هذا الواقع والذي بدأ بالفعل على يد العمال والفلاحين وسيستمر حتى تحرير مصر من المرتزقة والأذناب.