طلاب عين شمس: الإهمال شديد بمطعم المدينة.. والأرز محروق والخضار به حصى طالبات القاهرة: امتنعنا عن الطعام بعد اكتشاف 160 كيلوجراما لحوما فاسدة.. ومنطقة المدينة غير آمنة ونتعرض لمضايقات البلطجية طلاب جامعة القاهرة: المبانى آيلة للسقوط.. والغرف غير مؤهلة.. والنوافذ بدون زجاج فنتجمد فى الشتاء طلاب الأزهر: الوضع لم يتغير بعد حادثة التسمم.. وامتنعنا عن تناول الطعام بالمدينة طلاب جامعة حلوان: الأمن ضعيف فسُرق 25 لاب توب.. والمياه ملوثة فوقعت حالات إصابة بمرض التيفود فى الفصل الأول تعانى المدن الجامعية بمصر من عدة مشكلات على رأسها تعرض مبانيها ومطابخها لدرجة كبيرة من الإهمال وعدم النظافة وعدم التأهيل للاستخدام الآدمى، على الرغم من المبالغ التى خصصتها وزارة التعليم العالى من ميزانيتها والتى تصل إلى 14 مليارا للإنفاق على تلك المدن. بالنسبة إلى المدينة الجامعية بجامعة عين شمس، شكت الطالبة هدير محمد المقيمة بالمدنية الجامعية من أوقات الطعام التى تتزامن مع موعد المحاضرات، فكثيرا ما يفوتها موعد الغداء، وعندما تطالب بالغذاء بعد ذلك تعاملها العاملات بالمطبخ معاملة سيئة. وأضافت هدير أن جودة الطعام المقدّم ليست كما يجب؛ هذا بالإضافة إلى الإهمال الشديد فى النظافة داخل المطعم، كما أن أنواع الطعام ليست ناضجة، وكثيرا ما يكون الأرز محروقا بجانب وجود حصى فى الخضار. وأضافت نهى أحمد (طالبة بكلية صيدلة) أن الطعام كثيرا ما تأخذه باردا بعد الوقوف فى طوابير طويلة فى مطعم المدينة قرابة نصف ساعة، وأحيانا ساعة كاملة، وإظهار كارنيه المدينة الجامعية للحصول على الوجبات، كما أن «الفراخ» لا تُنظّف جيدا، ولا تنوع فى الوجبات؛ ما يضطرها إلى شراء وجبات من الخارج. أما هبة الله مصطفى (طالبة بكلية تجارة)، فقالت إن أسوأ شىء فى المدينة هو السكن؛ فالسكن غرفة صغيرة تضم 4 فتيات، ومن المستحيل أن تتأقلم 4 فتيات معا؛ فالضوضاء والصوت العالى فى الغرفة يجعل المذاكرة والمعيشة صعبة، بالإضافة إلى سوء التهوية وسهولة انتقال الأمراض داخل الغرفة لكثرة عدد المقيمات فى الغرفة، فتحدث يوميا مشاجرات لا يستطيع أن يعالجها المسئولون ولا المشرفة. أما المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة، فلم تختلف كثيرا عن المدينة الجامعية بجامعة عين شمس؛ فمطابخ المدينة الجامعية تواجه مشكلات عديدة متعلقة أولا بمستوى الأكل وجودته ودرجة طهيه، إضافة إلى مشكلة أخرى تتعلق بأعداد العاملين غير الكافى، غير أن مساكنالمدينة غير مرممة وغير مؤهلة لاستيعاب جميع الطلبة، وكذلك عيادة المدينة غير مجهزة تماما، وكذلك مشكلة الأمن. وقالت الطالبة هاجر محمد المقيمة بمدينة الطالبات بالجيزة، إن الأمن فى المدينة قليل؛ فلا أمن سوى 2 أو 3 أفراد فقط، فلن يتحقق الأمن والأمان المطلوب، لكن الطالبات اعتدن ذلك منذ مجيئهن إلى المدينة. وأمن المدينة أمن مدنى وليس معهم أسلحة، كما أن مكان المدينة غير آمن؛ فالشارع ملىء بسائقى الميكروباصات والبلطجية، الذين يضايقون الطالبات دائما، وعندما تقدمن بشكوى إلى المسئولين بالمدينة قالوا إن الأمن مهمته حماية الطالبات داخل المدينة لا خارجها. وأضافت الطالبة نهى صلاح (بكلية الطب) أن من مشكلات المدينة عدم وجود عيادة داخلية لإسعاف المريضات سريعا، وعندما طالبن بتوفير صيدلية رفض المسئولون بحجة أن المدينة قريبة من مستشفى الطلبة فلا ضرورة للصيدلية. أما عن وضع الطالبات بمدينة رعاية الطالبات ببولاق الدكرور، فأعلنت الطالبات امتناعهن عن تناول الغداء داخل المدينة بعد اكتشاف اللجنة المشرفة على التغذية بالمدينة الجامعية، 160 كيلوجراما لحوما فاسدة، فتخلصت منها بالحرق داخل المدينة، كما تظاهرن بالمدينة احتجاجا على الوقعة وخوفا من تسممهن، مثلما حدث فى المدينة الجامعية بالأزهر، وطالبن بإقالة مدير المدينة الجامعية. وأكدت الطالبة شيماء شكر أمينة اتحاد الطالبات، رفضهن النزول إلى المطعم لاستلام وجبة الإفطار، بعد اكتشاف توريد لحوم فاسدة، وقررت الطالبات الإضراب عن الطعام؛ لأن المدينة الجامعية تشترى أرخص وأسوأ ما فى السوق وتقدمها إلى الطالبات. فيما أكد أحمد عبد الحميد (طالب بكلية الطب البيطرى ومقيم بالمدينة الجامعية للطلاب بجامعة القاهرة) أن السكن لا يتوفر فيه مراوح؛ فيضطر فى الصيف إلى النوم فى الشرفة، والنجارة سيئة داخل السكن؛ فالسرائر تقع على الأرض، والمراتب رقيقة جدا، فلا يستطيع النوم عليها، والأبواب لا تقفل، وكثيرا ما يتعرض للسرقة رغم وجود الأمن. واتفق معه محمد محمود (طالب بكلية الحقوق) على أن المراتب لا تصلح للنوم، كما أن هناك إهمالا فى نظافة السكن والحمامات، بالإضافة إلى وجود مبان آيلة للسقوط لم ترمم حتى الآن، كما أن العيادة الموجودة بالسكن غير مجهزة لإسعاف المرضى ولا أطباء بها. من جانبه، قال أحمد وحيد أمين مساعد اتحاد الطلاب، إن من أهم المشكلات التى يواجهها الطلاب بالمدينة الجامعية للطلبة، هى التغذية وسوء طهى الطعام وعدم تنوعه، بالإضافة إلى سوء معاملة عمال المطبخ، وعندما يشكون لمدير عام المدن يكون رده أنهم لا يدفعون سوى 65 جنيها مصاريف شهرية، فليس من حقهم الاعتراض على الطعام، بالإضافة إلى أن المبانى بها رطوبة شديدة تسبب لهم الأمراض، والسباكة سيئة داخل المبانى؛ هذا عدا عدم الاهتمام بنظافة المبانى، والحمامات كثير منها بدون حنفيات. وأكد وحيد أن معظم أبواب السكن بدون أقفال ولا مقابض، والنوافذ بدون زجاج حتى فى الشتاء، على الرغم من أن الجامعة ادّعت صرف أكثر من 16 مليون جنيه فى تطوير وترميم مبانى المدينة. وأضاف وحيد أن الطلاب اضطروا إلى التظاهر يوم الثلاثاء الماضى للمطالبة بتحسين أوضاعهم بالمدينة الجامعية وللمطالبة بتوفير سيارة إسعاف داخل المدينة؛ لأن أحد الطلاب توفى الشهر الماضى ولم يتمكنوا من إسعافه بسبب عدم وجود سيارة إسعاف بالمدينة. فيما قال م. حسن عبد الحى مدير عام إدارة التغذية بالمدن الجامعية، إنه أدخلت أصناف جديدة فى قائمة الغذاء من أجود أنواع المعلبات والأطعمة، لكن سبب عدم التنوع الأصناف هو أن بعض الأطعمة تتعرض للتعفن سريعا، فلا يجوز طهيها؛ لأن المطبخ مسئول عن إطعام ما يقرب من 15 ألف طالب، فلا يجوز تعريضهم للضرر. وأضاف عبد الحى أنه «نادرا ما يجد الطعام مطهيا جيدا. والسبب يرجع إلى قلة عدد الطباخين والعاملين، وزيادة عدد الطلاب؛ فعدد الطباخين بمدينة الطلاب 32 طباخا، وفى مدينة الطالبات 28 طباخا، لكن مع ذلك فالطعام نظيف، فلا حالة واحدة أصيبت بتسمم بسبب الطعام؛ فأى طعام نجده مضرا على صحة الطلبة يُعدَم؛ لأننا مسئولون عن أرواح هؤلاء الطلبة». وأكد العميد باهى على عطية رئيس قطاع الأمن بالمدن الجامعية، أن مسئولية أمن المدينة هو تأمين المدينة من الداخل، والفصل بين الطلاب والمسئولين فى حالة التظاهرات، وأضاف: «أناشد قسم شرطة الجيزة تشديد الأمن ووضع دوريات عند مدينة الطالبات بالجيزة ومدينة طالبات الرعاية؛ لحمايتهن من الخارج من المضايقات والسرقة والخطف من البلطجية لكن بدون جدوى»، وأضاف أن نائب رئيس الجامعة وعد الطلاب بتنفيذ مطالبهم ووفر لهم سيارة الإسعاف التى طالبوا بها فى تظاهراتهم الأخيرة. وعن المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، أكد مصطفى حسن أحد الطلاب بالمدينة الجامعية بالأزهر، أن الوضع لم يتغير كثيرا بعد حادثة التسمم، إلا أن الطلاب امتنعوا عن تناول الغذاء بسبب سوء الطعام الذى يقدم إليهم، من خبز ممتلئ بالطوب والرمل، ومعلبات فاسدة وفول مسوس، مشيرا إلى أنهم حينما يعترضون يمنع عنهم الطعام ويحرمون من دخول المدينة الجامعية. وأضاف عبد الله أحمد (طالب بكلية الشريعة والقانون) أن المدينة بها إهمال شديد، فلا يوجد طعام صحى ونظيف، ولا نظافة بالسكن والحمامات، ولا رعاية صحية، بالإضافة إلى أن الغرف غير مؤهلة للاستعمال الآدمى؛ فمن المفروض أنه يكون لكل طالب مكتب وكرسى وسرير ودولاب للاستعمال الشخصى، لكن ذلك غير متوفر بالسكن الجامعى. أما عن المدينة الجامعية بجامعة حلوان، فقال حسين محمد عبد السميع الطالب بكلية الهندسة، إن أهم مشكلة فى المدينة هى مشكلة الأمن؛ فهو ليس لديه خبرة ولا إمكانات وغير مؤهل للتعامل مع الطالب الجامعى، وغير مسلح ولا يقدر ولو على فض الاشتباكات. وأضاف علاء شعبان (طالب بكلية الهندسة) أنه يعانى من الخدمات السيئة بالمدينة؛ فالمطبخ غير نظيف، والطعام غير مطهو جيدا، وكثيرا ما يقدم الأرز نيئا؛ لذلك حدثت حالات تسمم كثيرة فى الفصل الأول، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالسكن، والحمامات لا أبواب بها ولا حنفيات. واتفق معه علاء محمد الهوارى (طالب بكلية الصيدلة) على أن الخدمات فى المدينة سيئة، وكذلك النظافة، والأمن الضعيف لا يوجد ليلا لحماية المدينة؛ حيث سُرق 25 جهاز لاب توب فى الفصل الأول من داخل السكن، وعندما أُبلغ رئيس المدينة بوقائع السرقات قال إنها مسئولية الطلاب فى حماية متعلقاتهم الشخصية لا مسئولية الأمن، بالإضافة إلى عدم وجود كهرباء بالسكن الخاص به، وعدم وجود «كانتين» داخل المدينة؛ فكثيرا ما يضطر إلى الخروج من المدينة إلى محطة حلوان لشراء معلبات بعد إغلاق المطعم. وقالت علياء أحمد (طالبة بكلية الطب) إنها تعانى من المياه الملوثة الساخنة الموجودة داخل السكن، ومن الطعام غير النظيف؛ حيث وقعت حالات إصابة بمرض التيفود فى الفصل الأول بسبب التلوث «وعندما طالبنا المسئولين بتوفير (فلاتر) لتنقية المياه رفضوا. وكذلك الأمن بالمدينة ضعيف جدا؛ فرغم وجوده على البوابات، تمكن رجل غريب من التسلل إلى سكن الطالبات. وعندما سلمناه إلى الأمن قال الأمن إنه مختل عقليا، وكان موجودا بالمدينة منذ الصباح، بالإضافة إلى عدم وجود مراوح بالسكن، وغير مسموح لنا بإدخال أجهزة كهربائية؛ فنحن نُعامل معاملة الجيش».