وقعت تصادم جديد مساء أمس الاثنين بين قطارين أحدهما للركاب والآخر للبضاعة شمالي القاهرة الأمر الذي أدى الى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين بجراح في ثاني حادث من نوعه مأساوي ومميت بالسكك الحديدية خلال أسبوعين بمصر. وأعلنت مصادر أمنية مصرية أن الحادث وقع قرب مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، مشيرة إلى أن الصور مفزعة للغاية من موقع الحادث حيث العربات محترقة ومنقلبة على جانبي الطرق، فيما تسحب فرق الإنقاذ الضحايا من تحتها. وقالت المصادر إن عمال الإنقاذ انتشلوا جثتين من الحطام لسائقي القطارين وإنهم يعملون لإخراج ثلاث جثث أخرى محصورة تحت عربتين منقلبتين لثلاثة ركاب. وأكد أهالي المنطقة أن هذا الحادث كان متوقعا بسبب عدم استجابة المسئولين لمطالبهم ونوابهم في البرلمان لتحويل هذا الخط الذي وقع فيه الحادث إلى خط مزدوج، مشيرا إلى أن مسلسل الكوارث سيستمر في حال عدم قيام السلطات بمحاسبة حقيقية للمقصرين. ولم تتكشف على الفور معلومات عن سبب التصادم الذي وقع يوم الاثنين لكن المصادر الامنية قالت ان القطارين كانا يسيران في اتجاهين مختلفين على نفس القضبان وتصادما بمقدمتيهما، وقالت المصادر انه أمكن تفادي مقتل كثيرين لان قطار ركاب الدرجة الثالثة الذي يأتي في وقت متأخر من الليل كان خاليا الى حد كبير.
ووقع التصادم بعد أسبوعين فقط من اصطدام قطاري ركاب في القليوبية مما أسفر عن مقتل 58 شخصا في واحدة من أسوأ كوارث القطارات منذ أربعة أعوام، وقد أعلن وزير النقل محمد منصور بعد الحادث عن أن السكك الحديدية في مصر تحتاج إلى إعادة تأهيل جدية وان المبالغ المرصودة لهذا القطاع غير كافية على الإطلاق. وقال حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب بعد تفقّد مكان الحادث مساء الاثنين 21 أغسطس 2006: "إن هناك إهمالاً شديدًا وتقصيرًا واضحًا من المسؤولين في هذا القطاع، وهو ما أودى بحياة العشرات وإصابة المئات، ولابد من وضع نهايةٍ لهذه الكارثة التي من المُمكن أن تتكرّر في المستقبل، مشيراً إلى أنه يجب مُحاسبة المسؤولين، حتى لو كان الحادث نتيجة خطأ بشري".