عرضت إيران للمرة الأولى اليوم السبت صاروخا جديدا طويل المدى، أطلقت عليه اسم "قدر"، مؤكدة أن مداه يصل إلى 1800 كيلومتر وبإمكانه بلوغ الكيان الصهيوني وكل القواعد الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال عرض عسكري ضخم بمناسبة ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، وغداة تهديدات واشنطن وباريس بفرض عقوبات عليها. وتم عرض نموذج من الصاروخ مع نموذج من صاروخ شهاب-3، الذي يبلغ "مداه 1300 كلم"، وفي الماضي أكد المسؤولون العسكريون الإيرانيون أنهم زادوا مدى شهاب-3 إلى ألفي كلم، ورافقت العرض العسكري لهذا العام -خلافا للعام الماضي- العديد من الكتابات المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل، وكتب على عربات عسكرية شعارات مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" أو "لا يعترف أي إيراني ولا أي مسلم بوجود إسرائيل". وأبرزت أخرى تصريحات للإمام الخميني -مؤسس جمهورية إيران الإسلامية- معادية لإسرائيل، وجاء في إحدى هذه الكتابات كذلك "يجب إزالة إسرائيل من الخارطة"، وهي العبارة التي أطلقها في 2005 الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأثارت موجة احتجاج في الغرب.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم "إن العقوبات لن تنجح في إيقاف التقدم النووي الإيراني، وصرح أحمدي نجاد بذلك بعد يوم من إعلان القوى الكبرى بأنها أجرت محادثات "جادة وبناءة" بشأن فرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة على إيران".. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن أحمدي نجاد تكراره أيضا لدعوته للولايات المتحدة والدول الأجنبية الأخرى بمغادرة العراق المجاور.
و حذر الرئيس محمود أحمدي نجاد، في كلمة خلال الاستعراض العسكري، أن التهديدات والحظورات الاقتصادية لن تثني بلاده عن التقدم في مجال التقنية، وتتصادف المناسبة فيما تناقش الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إمكانية فرض حظر اقتصادي ثالث، أكثر صرامة من سابقيه، في ضوء رفض حكومة طهران وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وصرح نجاد، الذي من المتوقع أن يشارك في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، قائلاً "أولئك الذي يعتقدون أن الأساليب المهترئة مثل الحرب النفسية أو الدعاية السياسية، وما يدعى بالحظر الاقتصادي، سيؤثر ويمنع خطى إيران السريعة نحو التقدم، مخطئون."
وتابع نجاد كلمته قائلاً "لأولئك الذين حرموا إيران، وفي أوج الحرب، حتى من سلك شائك عليهم أن يروا الآن كل تلك الأجهزة المستعرضة اليوم التي بنتها أيادي جبارة وعقول خيراء في القوات المسلحة الإيرانية."
وحذر من مغبة الجهود الأمريكية للضغط للمزيد من العقوبات على إيران قائلاً "تعلموا من أخطاء الماضي، ولا تعيد ارتكاب الاخطاء."
كما عرضت طهران خلال الاستعراض العسكري طائرتين من طراز "البرق" المصنعة محلياً. وتقول الجمهورية الإسلامية إنها استفادت من الحظر الأمريكي، الممتد على مدى 28 عاماً، وفيما يشير بعض الإيرانيين إلى تلك الفترة كسنوات شدة، ترى الأغلبية أنه ساهم في جعل إيران مكتفية ذاتياً.
وفي هذه الأثناء حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من شن حرب على إيران، وقال أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى عرقلة تزود الغرب بالنفط وحصول حركة نزوح للاجئين من إيران إلى روسيا.
وقال لافروف لقناة "روسيا" التلفزيونية إن منطقة الخليج تعتبر "منطقة أساسية لتزويد معظم الدول الغربية بالنفط وإن أي خلل في هذا المجال سيتسبب في أزمة خطيرة". وأضاف أن الحرب ستتسبب أيضا بنزوح لاجئين من إقليم أذربايجان الإيراني "إلى روسيا والتي ليس لها حدود محمية مع هذا الإقليم" حيث لا يوجد نظام للتأشيرات بين سكان هذا الإقليموروسيا.
وتقول وكالة نوفوستي الروسية إن لافروف يرى أن الاتفاقات الأخيرة لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدل على أن قيادة البلد تتفهم خطورة الوضع بشكل كامل. وطالبت إيرانالأممالمتحدة بإرسال مفتشيها إلى إسرائيل للتحقق من قدراتها النووية بينما اتهمت الدولة العبرية الجمهورية الإسلامية بالكذب، وذلك خلال نقاش حاد في مؤتمر للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قرار ضد الصهاينة
وكانت دول عربية وإسلامية قد طلبت إجراء النقاش بعد أن تخلت عن مشروع قرار يصف إسرائيل بأنها تمثل "تهديدا" نوويا في مواجهة مناورة غربية محتملة لعرقلة إجراء تصويت. وخلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 149 دولة عضوا شجبت دول عربية وإيران "استمرار ازدواجية المعايير والصمت الدولي" تجاه الانفراد النووي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وهاجموا ما قالوا انه اعتراف من رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت بامتلاك الدولة العبرية ترسانة نووية وذلك في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الألمانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وجاء رد إسرائيل على لسان سفيرها لدى وكالة الطاقة "إسرائيل ميخائيلي" بالقول إن: "بعض المتحدثين يواصلون الكذب بشأن تصريح رئيس وزراء إسرائيل الذي لم يقل ما يقولون انه قاله."
من جانبه قال السفير الإيراني لدى الوكالة على اكبر سلطانية إن "هذا أمر غريب.. رئيس وزراء إسرائيل يعترف بامتلاك أسلحة نووية والآن نسمع أن هذا كذب"، مضيفا أن "السبيل الوحيد أمام المجتمع الدولي لكي يعرف الحقيقة هو أن يكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال مفتشين إلى منشآت إسرائيل النووية والتيقن من الحقيقة وتقديم تقرير تفصيلي للمجتمع الدولي."