أعلن الجيش الأمريكي الاثنين مصرع سبعة من جنوده زاعما أن مقتلهم جاء في حادث سير قرب العاصمة بغداد، لترتفع حصيلة قتلاه في سبتمبر الجاري إلى 28 قتيلاً، ومن المؤكد أن مقتل الجنود الأمريكيين جاء على يد المقاومة العراقية. يأتي هذا في الوقت الذي قالت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين في عددها على الانترنت ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تستعد لبناء قاعدة عسكرية قرب الحدود العراقية الإيرانية في محاولة لكبح تدفق الأسلحة الإيرانية على المقاومة العراقية. ويأتي مقتل السبعة جنود بعد ساعات من إعلان القوات الأمريكية وفاة أحد جنودها متأثراً بجراح أصيب بها الأحد خلال هجوم في محافظة "التأميم." وأوضح في بيان أن الجندي الذي ينتمي إلى قوة مهام الصاعقة أصيب ب"نيران قذيفة" أثناء مشاركته في دورية عسكرية في المحافظة الواقعة شمالي العراق.
ويرفع الضحايا الثمانية حصيلة الخسائر البشرية بين صفوف القوات الأمريكية، منذ الغزو عام 2003، إلى 3770 قتيلاً، سقط منهم 28 خلال سبتمبر الجاري.
يُشار إلى أن حصيلة قتلى القوات الاحتلال الأمريكي بالعراق، خلال شهر أغسطس الماضي، بلغت 77 قتيلاً، مما يضعه كصاحب أدنى معدل لتساقط قتلى بصفوف الجيش الأمريكي في 2007، بانخفاض قتيلين عن الحصيلة المسجلة في يوليو/ تموز السابق.(المزيد)
ورغم أن خسائر يوليو/ تموز الماضي تُعد واحدة من أدنى المعدلات خلال العام الجاري، إلا أنها ما زالت أكبر بكثير من المعدلات خلال نفس الشهر من السنوات الماضية، حيث لم تتجاوز في يوليو/ تموز من العام 2006 ما مجموعه 43 جندياً، فيما بلغت في العامين 2004 و2005، 54 قتيلاً.
وبدأ التصاعد في أعداد القتلى الأمريكيين اعتباراً من شهر أغسطس من العام الماضي (2006) الذي سجل سقوط 65 قتيلاً، ارتفع في سبتمبر التالي إلى 72 قتيلاً، ثم قفز إلى 106 قتلى في أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام.
وتراجع عدد القتلى الأمريكيين في نوفمبر الماضي، مسجلاً 70 قتيلاً، قبل أن يقفز مرة أخرى في آخر شهر من العام الماضي، مسجلاً 112 قتيلاً في ديسمبر/ كانون الأول 2006.
ومازال يوم السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني من العام 2005، أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية، حيث شهد مقتل 37 جندياً، بينهم 31 من عناصر المارينز، قضوا في تحطم مروحية كانت تقلهم على يد المقاومة العراقية.
قاعدة أمريكية هذا ومن ناحية أخرى فقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين في عددها على الانترنت ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تستعد لبناء قاعدة عسكرية قرب الحدود العراقية الإيرانية في محاولة لكبح تدفق الأسلحة الإيرانية على المقاومة العراقية.
ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال ريك لينش قائد الفرقة الثالثة مشاة بالجيش قوله ان وزارة الدفاع تعتزم بناء نقاط تفتيش محصنة على الطرق السريعة الرئيسية المؤدية من الحدود الإيرانية الى بغداد وتركيب ماكينات للأشعة السينية وأجهزة استشعار لرصد المتفجرات عند المعبر الحدودي الرسمي الوحيد بين البلدين.
وأفاد التقرير بأن القاعدة ستقام على بعد نحو أربعة أميال من الحدود الإيرانية وستستخدم لمدة عامين على الأقل. وذكر مسؤولون أمريكيون للصحيفة ان من غير الواضح ما اذا كانت ستكون بين عدد صغير من المنشآت التي ستبقى في العراق بعد أي انسحاب أمريكي على نطاق واسع في المستقبل.
ويأتي التقرير في نفس يوم الاثنين الذي يقدم فيه قائد القوات الامريكية في العراق ديفيد بتريوس والسفير الامريكي لدى العراق رايان كروكر تقريرهما عن العراق للكونجرس الامريكي.
ويعتزم الرئيس الامريكي جورج بوش الواقع تحت ضغط متزايد لتغيير استراتيجيته في العراق إلقاء كلمة بشأن الحرب الاسبوع الحالي. ومن غير المرجح أن يعلن عن تغيير كبير في الاستراتيجية في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام والتي أسفرت عن مقتل الالاف من الجنود الأمريكيين.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان ويثينجتون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين انه لا يمكنه التعليق على تفاصيل التقرير ولكنه أضاف "ستستمر قوات الائتلاف وشركاؤها العراقيون في الضغط على العدو بما في ذلك تعطيل أي خطوط للامداد في محاولة لخفض العنف وحماية الشعب العراقي."
وقال لينش للصحيفة "نواجه مشكلة كبيرة مع الذخيرة الايرانية التي تتدفق على العراق. هذا التدخل الايراني مصدر ازعاج ويجب وقفه." ويتهم مسؤولون أمريكيون ايران باثارة العنف لزعزعة استقرار العراق وهي مزاعم تنفيها ايران، وقال الميجر توبي لوجسدون الضابط الامريكي المشرف على المشروع للصحيفة ان القاعدة الجديدة ستكون بها أماكن إقامة لما يصل الى 200 جندي على الاقل الذين قد يصلون في نوفمبر القادم.