مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الشعب " تكشف :أحد قادة "الإنقاذ" زار إسرائيل .. وجلس مع نتنياهو .. وأكد أن الوجود اليهودي بالقدس حقيقة ثابتة
نشر في الشعب يوم 26 - 03 - 2013


كتب: تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
جلس مع نتنياهو في القاهرة وعاقبته نقابة الصحفيين
وصف الحديث عن الاحتلال بأنه «كلام تاريخى قديم ، يقوم على الشحن العاطفى وتخدير المشاعر!!
برر الاحتلال الصهيوني قائلاً " الوجود اليهودى بالقدس على مر التاريخ حقيقة ثابتة ".
ردد كلمات أحد حاخامات اليهود بأن أورشليم ذكرت في التوراة 680 مرة
وقت كتابة هذا التحقيق ،كان الدكتور أسامة الغزالى رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الإنقاذ حرب له «تسع» صفات:
أولها : أنه كان عضوا بارزا فى حزب الحكومة المسمى زورا الحزب الوطنى «الديمقراطى»، وعضوا قياديا فى أهم لجان ذلك الحزب الحاكم الجاثم على صدونا منذ ثلاثين عاما من فرط الديمقراطية. وهى اللجنة «الملاكى» لنجل المخلوع حسني مبارك المعروفة باسم «لجنة السياسات» التى «عينه» والده مبارك رئيسا لها فور إنشائها إمعانا فى الديمقراطية؛ وذلك طبعا قبل أن يعلن الدكتور أسامة مؤخرا استقالته من هذا الحزب الحاكم، وينتقل إلى صفوف المعارضة ،عقب عدم تعيينه رئيسا لتحرير جريدة «الأهرام»، أو رئيسا لمجلس إدارتها قبل أن يذهب المنصب إلى منافسه الدكتور عبد المنعم سعيد، ذى الرأى الصديد، والمدافع الصنديد عن حكم رجال الأعمال والأنجال مهما كان زاخرا بالفساد والاحتيال، وأشهر مقاولى التطبيع والتجويع فى مصر.
وطبعا، راعت حكومة الحزب الوطنى العيش والملح، ولم تنس دفاع الدكتور أسامة زمان عنها، فمنحته بعد الاستقالة «مكافأة نهاية خدمة».. وهذه المكافأة تمثلت فى موافقتها «السريعة جدا» على أن ينشئ لنفسه ولأصدقائه ومعارفه، حزبا خصوصيا سماه «حزب الجبهة» وهو الحزب الذى ترأسه الدكتور أسامة، وضم فى رئاسته ولجانه القيادية كثيرا من أفراد عائلته، بمن فيهم السيدة «حرمه»، علما بأن مبارك كان يمنح كل حزب فى زمنه «نفحة» مالية سنوية يسميها «دعما» حكوميا. ومن فرط الشفافية لا تعلن الحكومة ولا الأحزاب عن قيمة هذه «النفحة» التى تسمى دعما؛ لهذا يقول البعض إنها نصف مليون جنيه سنويا، والبعض الآخر يقول إنها تزيد عن ذلك بكثير!!.
لحظة من فضلك
نعود إلى ما بدأناه.. نعود إلى الصفات «التسع» التى كان الدكتور أسامة الغزالى حرب يتمتع بها وقت البدء فى كتابة هذا السطور.. قلت إن أولها أنه كان عضوا بارزا فى حزب الحكومة المسمى زورا الحزب الوطنى «الديمقراطى»، وعضوا قياديا فى لجنة نجل الرئيس مبارك المسماة «لجنة السياسات».
وثانى هذه الصفات هى أنه كان رئيسا لتحرير مجلة «السياسة الدولية » التى تصدر عن مؤسسة الأهرام.
وثالثها أنه كان عضوا «مُحَصنا» أيضا.. أقصد عضوا «مُعَينا» فى مجلس الشورى بقرار جمهورى من الرئيس محمد حسنى السيد إبراهيم مبارك.
ورابعها أنه- أى أسامة الغزالى حرب- كان عضوا «معينا» أيضا فى المجلس الأعلى للصحافة؛ ليس بصفته رئيسا لتحرير مجلة السياسة الدولية، وإنما بصفته «شخصية عامة ومهمة» أيضا، بل سمعته بنفسى يصف نفسه بذلك فى ندوة عقدت بجامعة القاهرة فى الثامن من ديسمبر عام 1997، وقال فيها بنص تعبيره إنه «قريب ومؤثر ومشارك فى صنع القرار الرسمى فى مصر».. هكذا بالحرف !!
وخامس تلك الصفات أنه كان عضوا مؤسسا أيضا فى «سبوبة» المطبعين والمتصهينين المصريين المسماة «جمعية القاهرة للسلام»!!.
وسادسها أنه كان عضوا -ولا يزال- بنقابة الصحفيين المصريين التى سبق أن قررت جمعيتها العمومية عدم التطبيع مع العدو الصهيونى، إلا بعد عودة الحقوق العربية المغتصبة، وطالبت كل أعضائها بالالتزام بهذا القرار، وإلا سوف يحالون إلى التحقيق.
وسابعها أنه أيضا من فرط إيمانه الشديد بالديمقراطية، وبوصفه عضوا قياديا فى الحزب الوطنى «الديمقراطى» جدا؛ تناسى أن أبسط قواعد هذه الديمقراطية أن تلتزم الأقلية فى سلوكها بقرار الأغلبية؛ أى بقرار جموع الصحفيين، حتى لو كان هذا القرار مخالفا لرأى الأقلية التى منها الدكتور أسامة حرب وغيره من أبواق وسماسرة التطبيع مع العدو الصهيونى، لكن الدكتور أسامة تناسى كل ذلك، وأصبح واحدا من أشهر الصحفيين «المطبعين» الذين لم يحترموا قرارات الجمعية العمومية لنقابتهم ولم يلتزموا بها، مثلما سنرى بعد قليل!!.
وثامنها- أى ثامن صفات الدكتور أسامة الغزالى حرب وقت كتابة هذا التحقيق وحتى الآن - أنه أيضا واحد من «القلائل» الذين انعقد من أجلهم مجلس نقابة الصحفيين فى جلسة تاريخية شهيرة انعقدت فى 21 مارس عام 1997 برئاسة نقيب الصحفيين وقتها الأستاذ إبراهيم نافع، وقرر المجلس فى هذه الجلسة بالإجماع أن يوقع على الدكتور أسامة عقوبة «لفت النظر» هو والدكتور طه عبد العليم، والدكتورة هالة مصطفى، وعبد الستار الطويلة، وشوقى السيد، ومحمد على إبراهيم؛ بسبب مخالفتهم قرار النقابة بعدم التطبيع مع الصهاينة، واجتماعهم مع بنيامين ناتنياهو -وكان وقتها رئيسا لوزراء إسرائيل- أثناء إحدى زياراته إلى القاهرة. وجرى هذا الاجتماع طبعا بالمخالفة لقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التى تمنع على أعضائها المشاركة فى مثل هذه الاجتماعات، والتى تلزم كل أعضائها بالامتناع عن كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى. ورغم ذلك لم يكتف الدكتور أسامة حرب بجلوسه مع نتنياهو فى القاهرة، ولم يكترث ب«لفت النظر» الذى وجهه إليه مجلس النقابة عام 1997، وسافر إلى الكيان الصهيونى الغاصب المسمى إسرائيل عام 1999.
وتاسع هذه الصفات أن الدكتور أسامة تناسى كل ما سبق ورشح نفس نقيبا للصحفيين المصريين فى انتخابات عام 2005، فعاقبه الصحفيون وأسقطوه سقوطا «مدويا»؛ إذ لم يحصل إلا على (223) صوتا من أصل (4414) صحفيا.. نعم، أربعة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر صحفيا مصريا هم مجموع من كان لهم حق التصويت يومها من أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين المصريين، الذين لم يخجل الدكتور أسامة حرب من نفسه وهو يناشدهم أن ينتخبوه، رغم أنه لم يلتزم بقرارهم، ولم يحترم إرادتهم بعدم التطبيع مع المجرمين الصهاينة، قبل عودة الحقوق العربية المغتصبة؛ لهذا لم يحصل يومها إلا على (223) صوتا فقط!!.
لحظة من فضلك
فاتنى أن أذكر فى البداية أن هذه ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عن الدكتور أسامة حرب، بل سبق أن فضحت على صفحة كاملة، من جريدة «العربى الناصرى» انتهاكه قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بعدم التطبيع مع الصهاينة القتلة. وليست هذه هى المرة الأولى التى أذكر فيها أيضا أن له فى أرشيفى المهنى «ملفا» منتفخا بالمقالات والوثائق والقصاصات، من بينها وثيقتان غاية فى الدلالة: واحدة ترقد فى ملف الدكتور أسامة بنقابة الصحفيين، والأخرى ترقد فى ملف منافسه فى لجنة السياسات الدكتور عبد المنعم سعيد أشهر مقاولى التطبيع والتجويع فى مصر. هذه الوثيقة المفاجأة تحمل «معلومة» موثقة، لا أظن أن الدكتور أسامة كان يعرفها قبل قراءة هذه السطور، ولا أظن أن هذه المعلومة كان يعرفها أحد سوى أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصريين الذين حضروا الاجتماع الذى عقدوه فى 23 فبراير عام 1997.. هذه المعلومة تقول إن «مسودة» البيان الذى صدر يومها عن ذلك الاجتماع برئاسة الأستاذ إبراهيم نافع نقيب الصحفيين وقتها، والذى قال فيه المجلس نصا إنه «سيقف بكل حزم أمام محاولات انتهاك قرارات الجمعية العمومية للنقابة بعدم التطبيع مع إسرائيل»، والذى قال فيه مجلس نقابة الصحفيين أيضا إنه قرر «توقيع عقوبة (لفت النظر) على كل من لطفى الخولى، والدكتور عبد المنعم سعيد؛ لانتهاكهما قرارات الجمعية العمومية للنقابة الخاصة بعدم التطبيع مع إسرائيل».. هذا البيان مسودته المنشورة صورتها مع هذه السطور، مكتوبة بخط يد الأستاذ إبراهيم نافع شخصيا، أى بخط الرجل الذى سمعت الدكتور أسامة فى إحدى ندواته الانتخابية وقتها، يقول إنه رشح نفسه «نزولا على رغبته»، أى نزولا على رغبة الأستاذ إبراهيم نافع. وتقول مسودة البيان نفسها بالحرف الواحد: «ناقش مجلس نقابة الصحفيين، فى اجتماعه يوم 23 فبراير عام 1997 برئاسة الأستاذ إبراهيم نافع نقيب الصحفيين؛ توقيع عدد من المثقفين المصريين على إعلان كوبنهاجن الذى يؤسس لتحالف دولى إسرائيلى عربى، متجاهلا أسس التسوية السلمية التى تضمن استرداد جميع الأراضى والحقوق العربية والفلسطينية المغتصبة، كشرط لا غنى عنه لإقرار السلام الشامل والعادل والدائم فى المنطقة.. ويعلن مجلس النقابة أن الزملاء الصحفيين الذين ساهموا فى هذه المحادثات لا يمثلون نقابة الصحفيين وتوجهاتها ولا مسيرتها العربية، ويؤكد المجلس أنه سوف يقف بكل حزم أمام محاولات انتهاك قرارات الجمعيات العمومية للنقابة بعدم التطبيع مع إسرائيل، حتى يتم الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، والحصول على جميع الحقوق العربية المشروعة. وقد قرر المجلس لفت نظر الزميلين لطفى الخولى والدكتور عبد المنعم سعيد اللذين اشتركا فى محادثات إعلان كوبنهاجن، وطالبهما بالتوقف عن أى أعمال تعتبر من قبيل انتهاك قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين فى هذا الصدد، كما قرر المجلس تكليف لجان المتابعة والشئون العربية والثقافية بعرض تقارير على المجلس عن الزملاء الذين يخرجون على قرارات الجمعية العمومية ذات الصلة.
والأفدح والأفضح، أن أول تقرير قدمته لجنة المتابعة المذكورة لمجلس النقابة، وفقا للمستند المنشور مع هذه السطور، جاء به أن دكتور أسامة الغزالى حرب، كان فى مقدمة «المدافعين» عن تورط الدكتور عبد المنعم سعيد فى التطبيع. ولأن عبد المنعم سعيد بالذات على رأسه «ريشة»، لم يجرؤ مجلس النقابة حتى الآن على محاسبته على انتهاكه الدائم لقرارات النقابة بعدم التطبيع مع المحتلين الصهاينة قتلة النساء والأطفال!!.
لحظة من فضلك
على ذكر الطفولة والأطفال.. الدكتور أسامة حرب له ابنة اسمها «نورا» كانت وقت كتابة هذه السطور، تلميذة فى الصف الثالث الإعدادى. ونورا -حفظها الله من كل سوء- هى فيما يبدو نسمة من العطر والرقة والحس الإنسانى.. نورا ترفض أن نتعامل مع الطيور أو البشر أو الحيوانات بعدوانية؛ لهذا كتبت نورا رسالة رقيقة مثلها ونشرها لها «بريد الأهرام» فى الخامس من أبريل عام 1998 قالت فيها حرفيا: «فى يوم الجمعة الموافق 20/3/1998، ذهبت مع فريق نادى الزهور إلى نادى الشمس للمشاركة فى بطولة للباتيناج. وهناك كانت الكتاكيت الصغيرة تباع فى سوق بالنادى، فاشترى بعض الأطفال كتاكيت لا يعرفون كيفية تربيتها، لكنهم يعرفون كيفية الإساءة لها!!». وبعد أن سردت «نورا» فى رسالتها الحزينة بعض صور الإساءة والقسوة التى تعرض لها الكتكوت الصغير على أيدى بعض أطفال النادى، تساءلت نورا فى حزن ومرارة: «من المسئول عن تربية هؤلاء الأطفال الذين يتعاملون مع الطيور والحيوانات على هذا النحو اللا إنسانى؟!».
نورا -كما هو واضح- زهرة معجونة بالحس والنور والعطف الربانى.. زهرة -كما هو واضح- تكره أن يقسو أحدنا على الآخر أو يسىء له؛ فما بالها إذن لو عرفت أن والدها الدكتور أسامة حرب قسا على «أستاذه» وأساء له ولكل العرب والمسلمين فى وقت واحد من أجل عيون الصهاينة والمتصهينين؟! ما بالها لو عرفت أن والدها «الدكتور» أسامة حرب، باسم العقلانية والواقعية إياها، يدعو إلى قتل الحس وخنق المشاعر، بل واتهم «أستاذه» علنا، واتهم معه كل الرافضين للتطبيع مع الصهاينة ب«تخدير المشاعر واجترار التاريخ!!»؟!.. نعم.. هكذا بالحرف: «تخدير المشاعر واجترار التاريخ»، وكأننا يجب أن نعيش بلا مشاعر، وبلا تاريخ.. كيف؟!
فى الثامن من ديسمبر سنة 1977 -وهو بالمناسبة ذكرى اندلاع انتفاضة أطفال الحجارة فى فلسطين- وأثناء ندوة عُقدت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبعد أن انتهى الدكتور إبراهيم البحراوى أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس من حديثه عن الموقف الإسرائيلى من القدس، وبعد أن انتهى المرحوم الدكتور أحمد صدقى الدجانى من حديثه عن الحق التاريخى «للعرب وللمسلمين» فى القدس، جاء دور الدكتور أسامة الغزالى حرب معقبا، فوصف ما قاله الدكتور الدجانى بأنه «كلام تاريخى قديم، يقوم على الشحن العاطفى وتخدير المشاعر!!»، ثم زاد «الطين بلة» وقال صراحة -وفقا لأقواله المنشورة على صفحات مجلة روزا ليوسف فى 22/12/1997 وعلى صفحات جريدة الأهرام فى 27/12/1997- ما نصه: «الارتباط العاطفى اليهودى بالقدس حقيقة تاريخية، والوجود اليهودى بالقدس على مر التاريخ حقيقة ثابتة. ويجب علينا أن نعترف بهذه الحقيقة فى شجاعة إذا أردنا الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية!!». وعلى الفور، رد عليه الدكتور صدقى الدجانى قائلا: «أنا عجبت لموقف الدكتور الغزالى الذى رفض استشهادى بالتاريخ عند الحديث عن الحق العربى فى القدس، ثم إذا به الآن يستشهد بالتاريخ عند حديثه عن الحق اليهودى فى القدس أيضا.. الدكتور الغزالى مع استخدام التاريخ فى البحث السياسى أم ضده؟!».
وقتها، وبعد أن تناقلت الصحف ما قاله الدكتور الغزالى بالنقد والاستهجان، وبعد أن أحس الدكتور الغزالى بفدح الإساءة التى ارتكبها فى حق نفسه وفى حق أستاذه الدكتور صدقى الدجانى.. تراجع على صفحات مجلة روزا ليوسف فى 23/12/1997 وقال نصا: «أعترف أننى قسوت على أستاذى الفاضل الدكتور أحمد صدقى الدجانى، عندما تحدثت عن المنهج القديم فى تناول القضية الفلسطينية، وعن أنه ينبغى ألا تكون وظيفة المثقفين حشد الحماس وتخدير المشاعر!!»، ووقتها أيضا، أعادت لى ذاكرتى عبارة دامغة وموحية، كنت قد قرأتها «للأستاذ» الحقيقى والكاتب المحترم محمد حسنين هيكل فى كتابه المهم «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» تقول بالحرف: «الاهتمام بالسياسة فكرا أو عملا، يقتضى قراءة التاريخ أولا؛ لأن الذين لا يعرفون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طوال عمرهم»!!.
لحظة من فضلك
للدكتور أسامة الغزالى حرب الحق فى أن يكون بوقا يروج لدعاوى الصهاينة عن حقهم التاريخى فى القدس كما يشاء، وللدكتور أسامة الغزالى حرب الحق فى أن يدلل على صحة هذه الدعاوى الصهيونية بالقول إن كلمة أورشليم -أى القدس- مذكورة فى التوراة (680) مرة، مثلما قال فى دفاعه عن نفسه على صفحات الأهرام فى 27/12/1997، لكن من حقنا أيضا أن نسأله: «هل راجعت بنفسك يا دكتور كتاب «التوراة» وأحصيت عدد المرات التى وردت فيها كلمة «أورشليم» فى كل أسفار التوراة التى هى 29 سفرا كما تعلم؟!».. بالقطع لا؛ ليس فقط لأن هذه المعلومة غير صحيحة، وليس فقط لأنك ترددها نقلا عن «الحاخام» يوسف بورج وزير داخلية إسرائيل الأسبق الذى قالها فى مؤتمر صحفى للرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، أثناء مباحثات كامب ديفيد، وإنما لأنك يا دكتور أسامة لو رجعت حقا إلى «التوراة» لعرفت بالفعل أن سفر «التكوين» أقدم أسفار التوراة، يطلق على سكان فلسطين اسم الكنعانيين، ولعرفت أيضا أن سفر التكوين قال إن «الكنعانيين» جاءوا من الجزيرة العربية عام 2500 قبل الميلاد. وأظنك تعلم جيدا أن فلسطين فى التاريخ القديم وحتى عام 1200 قبل الميلاد كانت تسمى «أرض كنعان». وفى الإصحاح الثالث والعشرين من سفر التكوين عاد كتاب «التوراة» وأطلق على أرض كنعان اسم «أرض فلسطين»؛ ما يعنى أن التوراة تقول بوضوح وبما لا يحتمل أى غموض، إن الكنعانيين أولا، والفلسطينيين ثانيا، هما فقط الجنسان اللذان وُجدا فى فلسطين منذ أقدم عصور التاريخ. وكل ما عاداهما ليس له صلة «تاريخية» بفلسطين.. هذه واحدة.
أما الثانية، فها هو سفر «يسوع» فى الإصحاح التاسع، يقول صراحة إن قبائل اليهود الذين كانوا يهيمون فى الصحراء اصطدم غزوهم لفلسطين بأعمال البطولة التى اتصف بها الفلسطينيون. «وهذه البطولة قصمت ظهر بنى إسرائيل!!». وفى الإصحاح الرابع من سفر «صموئيل» عادت التوراة واعترفت ثانيا، وبعبارات أكثر صراحة ببسالة الفلسطينيين قائلة «واصطف الفلسطينيون لقاء إسرائيل واشتبكت الحرب، فانكسر بنو إسرائيل أمام الفلسطينيين». وفى موضع آخر من السفر نفسه، قالت التوراة أيضا ما نصه: «فحارب الفلسطينيون، وانكسر بنو إسرائيل وهربوا كل واحد منهم إلى خيمته وكانت الضربة عظيمة جدا، وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل وأخذ الفلسطينيون تابوت الرب». وباعتراف التوراة «نقل الفلسطينيون (تابوت الرب) وجاءوا به إلى مدينتهم أشدود»؛ ما يعنى أن مدن أشدود وعسقلون وعفرون وغزة، وغيرها من المدن التى جاءت فى سفر صموئيل الأول، كانت مدنا فلسطينية وتقع فى حوزة الفلسطينيين وتخضع لسيطرتهم. وباعتراف التوراة أيضا فى السفر نفسه، «انتقل (تابوت الرب) من مدينة إلى أخرى لمدة سبعة شهور، حتى اضطر الفلسطينيون فى النهاية إلى دعوة الكهنة والعرافين ويسألونهم قائلين: ماذا نعمل بتابوت الرب؟!». وباعتراف التوراة أيضا فى سفر صموئيل نفسه، «قتل الفلسطينيون شاؤل ملك بنى إسرائيل وأبناءه الثلاثة وتحقق النصر النهائى للفلسطينيين». وقال السفر نفس إن «بنى إسرائيل الذين فى عبر الوادى والذين فى عبر الأردن، حينما رأوا أن رجال إسرائيل قد هربوا، وأن ملكهم شاؤل وبنيه قد ماتوا، تركوا المدن وهربوا.. وقطع الفلسطينيون رأس شاؤل وأرسلوها إلى كل جهة فى فلسطين»! .
هذا هو باختصار يا دكتور أسامة حرب، بعض ما يقوله كتاب التوراة: الفلسطينيون هم «أهل الأرض».. واليهود هم «الغزاة»!!. وحتى الكيان الذى حاول اليهود إقامته بالقوة على أرض فلسطين زمان، والذى لم يستمر سوى سبعين عاما فقط، فى عهدى داوود وسليمان.. حتى هذا الكيان، لم يكن كيانا مستقلا، بل كان خاضعا لفرعون مصر، وكانت السيادة عليه «لمصر الفرعونية!». ومن لا يصدق، يستطع أن يرى ذلك منقوشا على جدران معبد الكرنك بالأقصر، أو أن يقرؤه على لسان العالم والمؤرخ الشهير «هنرى بريستيد» فى كتابه المهم «تاريخ مصر من أقدم العصور»، أو أن يعود إلى التوراة نفسها، ويقرأ فى سفر الملوك كيف زحف فرعون مصر على مملكة يهودا ودخل أورشليم وأخضعها هى وكل مدن «فلسطين» لحكمه. والأكثر أن التوراة تعترف أيضا فى سفر الملوك الثانى بأن «كورشى» ملك الفرس، حينما هزم ملك بابل وسمح لليهود بالعودة إلى فلسطين ليكونوا عونا له على غزو مصر، رفض معظم اليهود العودة إلى ما يسمونه الآن «أرض الأجداد»؛ إذ «لا صلة لليهود بأرض فلسطين».. هكذا نصا تقول التوراة فى سفر الملوك الثانى.
أما صلة اليهود بمدينة «القدس» بالذات، والتى كانت تعرف قديما باسم مدينة «يبوس» ثم باسم مدينة «أورشليم»؛ فها هو أيضا كتاب «التوراة» فى الإصحاح التاسع عشر من سفر «القضاة»، يروى قصة رجل من بنى إسرائيل اقترب من مدينة «يبوس» التى هى مدينة القدس حاليا، ومعه غلامه وحماره قائلا بالحرف: «وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا، قال الغلام لسيده: تعالَ نَمِلْ إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها.. فقال له سيده: لا نميل إلى مدينة غريبة ليس فيها أحد من بنى إسرائيل!!».. هذه هى حقيقة الحق «التاريخى» لليهود فى مدينة القدس، بشهادة «التوراة» فى سفر القضاة: «مدينة غريبة، ليس فيها أحد من بنى إسرائيل».. هذه هى حقيقة الحق التاريخى لليهود فى مدينة القدس الذى يقول الدكتور أسامة حرب إننا يجب ان نعترف به «إذا أردنا الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية!!». وإذا لم نعترف به يا دكتور؟! نضرب رءوسنا طبعا فى حائط الذل والمهانة.. هل رأيتم أكثر من ذلك تضليلا أو استكانة؟!
آخر سطر
للدكتور أسامة الغزالى حرب ولأمثاله من سماسرة التطبيع، الحق فى أن يجلسوا مع نتنياهو كما يشاءون، وأن أن يدافعوا عن مصالحهم وعن مواقعهم بالطريقة التى يرونها.. وللدكتور أسامة حرب هو وأمثاله من أبواق التطبيع، الحق فى أن يكافئوا العدو الصهيونى بالتطبيع «مقدما» قبل عودة الحقوق العربية المغتصبة، لكن من حق أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين أيضا، أن يدافعوا عن نقابتهم ضد «التهصين» وضد الأمركة؛ لهذا أسقطناه سقوطا مدويا حينما رشح نفسه نقيبا للصحفيين!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.