استمراراً لسيل الاتهامات المتبادلة التى تعكر صفو أى محاولة لاستئناف الحوار بينهما، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السلطة الوطنية وما وصفتها ب«ميليشيا» الرئيس محمود عباس (أبومازن) بمنع أبناء الشعب الفلسطينى وفصائل المقاومة من تنظيم مسيرات فى الضفة الغربية، لنصرة المسجد الأقصى، أمس الأول، استجابة لدعوات رجال الدين بجعل الجمعة يوماً للغضب ضد ممارسات إسرائيل وانتهاكاتها الجسيمة فى مدينة القدسالمحتلة، التى رفعت عنها السلطات الإسرائيلية الحصار أمس بعد يوم من الإغلاق الكامل الذى حولها إلى ثكنة عسكرية وحول شوارعها إلى «مدينة أشباح»، إذ خلت من المارة، واقتصرت الحركة فيها على بعض المواجهات المحدودة لكنها عنيفة بين مصلين تم منعهم من دخول الحرم القدسى وجنود من قوات الاحتلال. واتهمت حركة «حماس»، فى بيان، السلطة بقصر فعاليات «يوم الغضب» على غريمتها حركة التحرير الفلسطينى (فتح)، مضيفة أن «أجهزة فتح فى الضفة الغربية منعت أيضاً أبناء الشعب وفصائل المقاومة من تنظيم أصغر الفعاليات نصرة للأقصى والمرابطين به، فى الوقت الذى خرج فيه المسلمون فى أقصى الأرض نصرة لمسجدهم وأبناء عقيدتهم فى القدس»، وأشارت بقولها «الأدهى من ذلك والأمر أنها نشرت أجهزتها فى كل محاور التماس مع قوات الاحتلال، للحيلولة حتى دون إلقاء الحجارة من قبل أطفال حاولوا التعبير عن حبهم لمسجدهم بأبسط محاولات التعبير»، على حد قول البيان. وأكدت «حماس» أن «فتح» نفسها فشلت فشلاً ذريعاً فى التغطية على فضيحة تقرير «جولدستون» من خلال تنظيم المسيرات التى حاولت تنظيمها منفردة، واستشهدت بمدينة نابلس، حيث «لم يخرج أحد»، وقلقيلية، حيث «خرج عدد لا يتجاوز العشرين»، وكذلك طولكرم والخليل، حيث لم يتجاوز عدد المتظاهرين بهما العشرات، وهو ما اعتبرته «حماس» دليلاً قاطعاً على عدم ثقة الشعب فى «فتح» وقياداتها، وعلى أنها ليست جديرة بالدفاع عن القدس والأقصى. وفى الوقت الذى انتقدت فيه «حماس» موقف «فتح»، معتبرة أن «المسلمين انتفضوا لنصرة الأقصى» فى العالم العربى، مقابل فشل المسيرات الفلسطينية ذاتها، استنكر الداعية الإسلامى يوسف القرضاوى ما وصفه ب«تجاهل الشعوب العربية والإسلامية والضمير الإنسانى العالمى لدعوته»، التى حث فيها على جعل يوم الجمعة الماضى يوماً للغضب، وقال رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين إن دعوته التى أطلقها من القاهرة، لم تلق قبولاً على المستويين الشعبى فى العالمين العربى والإسلامى، متسائلاً: «متى تتحرك الأمة». وسط تلك الأجواء جاءت الزيارة رقم 7 خلال 10 أشهر فقط، والتى يقوم بها جورج ميتشل، المبعوث الأمريكى للسلام، فى منطقة الشرق الأوسط، إلى كل من إسرائيل ورام الله، دون تحقيق نتائج تذكر، رغم وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للقائهما بأنه كان «بناء»، وقال مكتبه فى بيان عقب الاجتماع إنهما ركزا على «خطوات دفع السلام»، كما وصف ميتشل عقب لقائه أبومازن لقاءهما بأنه كان «إيجابياً»، رغم تأكيد نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة فى مؤتمر صحفى مشترك، أن «طريق السلام مسدود الآن ومتوقف بسبب التعنت الإسرائيلى».