"أنتم تملكون هداية الناس في الغرب، وتملكون تشكيل رؤيتهم عن الإسلام سلبًا أو إيجابًا"، بتلك الكلمات توجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى وفد من أئمة ووعاظ السجون ببريطانيا برئاسة الشيخ احتشام علي، والمبعوثين إلى الرابطة العالمية لخريجي الأزهر؛ لدراسة كيفية تغيير الفكر الإجرامي والعدائي لدى المسجونين، وذلك لمدة أسبوعين برابطة خريجي الأزهر. وذكر الطيب لدى استقباله الوفد اليوم الوعاظ بعبء المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم أمام الله، وأمام الناس والتاريخ؛ مشيرًا إلى أن تخصصهم الوظيفي في وعظ المسجونين يضاعف من مسئوليتهم؛ حيث يقع عليهم أيضًا عبء الوصول بالمسجونين إلى تغيير أفكارهم نحو ما ارتكبوا من جرائم ليجتنبوها في المستقبل. وأكد أن الواعظ عليه مسئولية مزدوجة؛ فهو يبلغ كلمة الله للناس، وعليه أيضًا تبليغ الدعوة بالصورة التي أمر الله – عز وجل - بها في قوله: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) , كما حثهم على الوسطية والاعتدال واليسر انطلاقا من قول النبي – صلى الله عليه وسلم- : "إن الدين يسر" وقوله: "من شدّد شدّد الله عليه" وبقول العلماء السابقين: " التشدد يحسنه كل أحد، أما الفقه فهو الرخصة من العالم". من جهتهم، أكد أعضاء الوفد شكرهم وامتنانهم على حفاوة الاستقبال برحاب الأزهر، وطالب بعضهم بضرورة قيام الأزهر بترجمة الكتب الوسطية إلى اللغات الأجنبية ؛ لتواجه الترجمات الموجودة لدى الغرب التي قام بها "المتشددون". وأوصى شيخ الأزهر وفد الأئمة بضرورة تقديم الإسلام بيسره وسماحته ووسطيته إلى الناس في الغرب، وألا يحملوا إليهم المشكلات الجدلية الدائرة الآن في الإعلام. كما أوصى الأئمة والوعاظ في السجون البريطانية باتخاذ زيّ موحد لهم تمييزًا لهم كعلماء، واقترح عليهم الزي الأزهري كمثال على ذلك.