في إطار الآثار السلبية الشديدة التي تركها انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) على الجيش الصهيوني على الداخل، تزايدت الرغبة لدى المهاجرين الوافدين الجدد، لمغادرة دولة الكيان الصهيوني بعد شعورهم بخيبة الأمل إزاء قادتهم وأداء جيشه خلال العدوان الصهيوني على لبنان، حسبما كشفت وسائل إعلام صهيونية. وذكرت صحيفة "معاريف" واسعة الانتشار أن عددًا كبيرًا من المهاجرين اليهود الذين وفدوا لدولة الاحتلال من دول أوروبا الشرقية والدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي سابقا، واستوطنوا شمال فلسطينالمحتلة خاصة منطقة حيفا والجليل، يسعون الآن وبكل قوة للعودة إلى بلدانهم الأصلية، أو يتوجهون لسفارات الدول الغربية خاصة الولاياتالمتحدةوكندا لتقديم طلبات للهجرة إليها. وأشارت الصحيفة إلى أن المهاجرين الذين أبدوا رغبة في الهجرة من الكيان الصهيوني هم من المهاجرين المخضرمين الذين مضى على وجودهم داخل الكيان زمن طويل، ومن المهاجرين الذين وصلوا الدولة العبرية منذ وقت قصير نسبيا. وقالت: إن مئات المهاجرين توجهوا خلال الأسابيع الأخيرة إلى سفارات كنداوالولاياتالمتحدة لمعرفة إذا ما كانوا يستطيعون الحصول على مكانة قانونية في تلك الدول في حال إذا هاجروا إليها أم لا، في حين يبحث مهاجرون آخرون إمكانية العودة إلى روسيا، وسعيا لهذا الغرض قاموا بتجديد جوازات سفرهم الروسية لهذا الغرض. ونقلت الصحيفة اعن أحد المهاجرين من دول المجموعة الشرقية ويعيش بشمال إسرائيل، أنه يستطلع الأمور والإمكانيات التي سيواجهها إذا ما قرر العودة ومغادرة إسرائيل. وأوضح أنه "يستقصي حول أي مكانة سيحصل عليها من الناحية القانونية في حال إذا هاجر إلى إحدى الدول الغربية"، وأضاف: "أريد أن يحل الهدوء داخل الكيان الصهيوني عما قريب". وقال آخر: "شعرت بالخيبة من الطريقة التي عالجت بها الحكومة مشاكلنا في أثناء العدوان على لبنان، وقد واجه سكان الشمال قدرًا كبيرًا من الآلام والمعاناة، القيادة لم تهرع لمساعدتهم كما يجب". ومن ناحيتها أكدت الناطقة بلسان السفارة الكندية في الكيان الصهيوني، نتالي عمر أنه مع بداية العدوان على لبنان "لاحظنا زيادة واضحة وكبيرة في عدد الطلبات المهتمة من جانب المواطنين الصهاينة القاطنين في شمال فلسطينالمحتلة لمغادرتها وطلبات البدء بالإجراءات اللازمة من أجل الهجرة إلى كندا". وأردفت قائلة: "إذا كنا نتلقى في يوم عادي حوالي 10 طلبات في المعدل، فقد تلقينا خلال فترة العدوان على لبنان حوالي 50 طلبا في اليوم الواحد". ونقلت "معاريف" عن ميخائيل جينكر مدير وحدة الهجرة واستيعاب المهاجرين الجدد بمركز السلطات المحلية الصهيونية قوله: "كثير من المهاجرين، وتحديدا كهؤلاء الذين هاجروا قبل مدة طويلة لفلسطينالمحتلة، أخذوا يتحدثون عن خطط لترك دولة الاحتلال في أعقاب شعورهم بخيبة الأمل من الأسلوب الذي عالجت به الحكومة مشاكلهم في أثناء العدوان على لبنان". وسعيا لتقليص عدد الصهاينة الذين يخططون للمغادرة، توجه رئيس مجلس السلطات المحلية داخل الكيان الصهيوني "عادي إلدار" إلى وزير الاستيعاب الصهيوني "زئيف بويم" وطالبه بضرورة نقل مساعدات سريعة للسلطات المحلية كي تمد يد العون لهؤلاء وتحاول تحسين أوضاعهم. وقال إلدار: "يجب على الحكومة أن تعيد الإحساس بالأمن للمهاجرين الجدد وبأن فلسطينالمحتلة هي بيتهم وأن الوضع الحالي سيتغير بسرعة؛ ذلك لأن الإحساس الحالي هو أن الحكومة قد أهملتهم". وعلى جانب آخر هاجم وزير الداخلية الصهيوني "روني بار أون" عددا من كبار الموظفين بالسلطات المحلية في شمال فلسطينالمحتلة بسبب "فرارهم" من مدنهم خلال العدوان على لبنان ورد حزب الله على تلك المدن بالصواريخ. ونقلت الصحيفة عن "بار أون" قوله أمام لجنة الداخلية بالكنيست أن "كبار الموظفين استخدموا إمكانات مجالسهم في الفرار من المنطقة في أثناء العدوان على لبنان". وأضاف: "تجولت في المغتصبات واكتشفت الكثير من حالات الخلل الخطيرة جدًّا، وسألت عن سبب هذه الحالات، ودهشت لدى سماعي بأن قسما كبيرا من كبار المسئولين القياديين، بل وحتى بعض القيادات السياسية والتنفيذية.. قد هربت من هناك، بكل بساطة". وأدى العدوان الصهيوني على لبنان إلى مقتل 161 صهونيا، بينهم 117 جنديًّا، سقط معظمهم خلال المعارك الضارية بين حزب الله والقوات التي دفع بها الكيان الصهيوني إلى جنوب لبنان. كما قتل قرابة 1200 لبناني غالبيتهم العظمى من المدنيين. وفي سياق الخسائر المادية التي لحقت بالكيان الصهيوني خلال عدوانها الأخير ذكرت وزارة البيئة الصهيونية أن الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" اللبناني على مدى 5 أسابيع من الحرب ضد لبنان، ألحقت أضراراً بأكثر من 12 ألف منزل في شمال فلسطينالمحتلة، منها ألفا منزل دُمِّرت بشكل كامل. وبحسب التقرير الذي نقلته وكالة "قدس برس" أمس فإنه منذ بداية الحرب نشب 400 حريق، كما احترق 12 ألف دونم من الأحراش الطبيعية بسبب صواريخ حزب الله. كما تحدث التقرير عن كميات كبيرة من النفايات التي تحتاج إلى دفن، دون أن يفصل أو يعطي معلومات عن مركبات تلك النفايات، ولكنه أورد أن تكاليف دفن تلك النفايات قد يكلف أكثر من 7 ملايين دولار. واضطر قرابة 330 ألف مستوطن بشمال فلسطينالمحتلة إما إلى الفرار عن منازلهم إبان الحرب التي استمرت 33 يوما أو البقاء في الملاجئ الواقية من الصواريخ تحت الأرض حتى بدء سريان الهدنة في 14 أغسطس الجاري التي دعا إليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.