اعترف جيش الاحتلال الأمريكي بتحطم إحدى مروحياته شرقي بغداد زاعما أن التحطم نتج خلال هبوطها اضطراريا دون وقوع إصابات. وأعلن الاحتلال عن مقتل أحد عناصر مشاة البحرية (المارينز) في عمليات قتالية بمحافظة الأنبار غربي العراق. وبمقتل الجندي ترتفع خسائر الجيش الأمريكي هذا الشهر إلى 79 قتيلا بحسب إحصائيات الاحتلال . وعلى نفس السياق أعلنت قيادة الجيش الدانماركي أن الدانمارك التي تستعد لسحب قواتها من العراق ستسلم اليوم رسميا مسؤولياتها إلى العراقيين والبريطانيين ويجري نقل المعدات العسكرية حاليا نحو الكويت تمهيدا لعودتها للدانمارك. وقال المتحدث باسم قيادة الجيش الدانماركي كيم غرينبرغر إن التسليم سيتم في احتفال صغير وعرض في البصرة جنوب العراق حيث تنتشر منذ 2003 القوة الدانماركية المؤلفة من 460 عنصرا يعملون بقيادة بريطانية. وأضاف المتحدث أن جميع الجنود سيكونون قد غادروا العراق في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. لكنه عاد وقال إن مغادرة هذه القوة لا تعني انسحاب الدانمارك انسحابا كاملا من العراق. هذا وقد أعلنت وزارة الحرب الأمريكية أمس أنها سترسل 20 ألف جندي من الجيش ومشاة البحرية في عملية تبديل للقوات من المقرر أن يمتد بعضها إلى بداية 2009. وقال بريان وايتمان المتحدث باسم البنتاجون إن عملية نشر القوات الجديدة ل3000 من جنود الجيش و17 ألفا من مشاة البحرية جزء من دورات الخدمة العادية للقوات وليست ضمن إستراتيجية الرئيس جورج بوش لزيادة عدد القوات لدعم الاستقرار في بغداد. وكان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قد زعم بأن الإستراتيجية المتعلقة بإرسال تعزيزات إلى العراق أدت إلى تحسين الأمن في البلاد مشيدا بالخطة الأمنية التي اعتمدها قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال ديفد بيتراوس. واعتبر تشيني - بحسب فضائية "سي إن إن" - أن التقرير المقرر رفعه في سبتمبر حول تأثير الإستراتيجية الجديدة سيكشف تحقيق تقدم مهم على طريق الأهداف التي حددتها الولاياتالمتحدة.مجددا التأكيد على أن قرار العدوان على العراق في 2003 كان صائبا. وقال تشيني إنه ستنتهي ولايتنا أنا والرئيس جورج بوش قبل 20 يناير 2009 وأعتقد أنه سيكون بإمكاننا أن نخرج مرفوعي الرأس نظرا إلى أننا عملنا كل ما هو جيد لبلدنا – بحسب زعمه. واستمرارا لمسلسل العنف في العراق سقط 11 قتيلا على الأقل وأصيب عدد آخر في هجمات متفرقة بالعراق أمس الثلاثاء . وفي البصرة جنوبا اختطف مسلحون مجهولون نقيب الصيادلة جبار عطية أثناء عودته من مكان عمله إلى منزله كما نجا القاضي عبد الخالق البكر من محاولة اغتيال قتل فيها أحد حراسه لدى خروجه من محكمة البصرة. وفي الكوت والصويرة من نهر دجلة عثر على جثث ستة أشخاص مصابة بأعيرة نارية وعليها آثار تعذيب. وفي كركوك قتل مسلحون معلما لدى إحدى مدارس قضاء الحويجة غرب المدينة. وفي بغداد شكل الائتلاف العراقي الموحد لجنة للتفاوض مع جبهة التوافق العراقية عقب تهديدها بالانسحاب من البرلمان والحكومة إذا لم تتحقق جملة من المطالب في مقدمتها إعطاء صلاحيات أكبر في القرار وإطلاق المعتقلين. وقال خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي إن اللجنة ستعقد اجتماعا مع الجبهة اليوم الأربعاء لبحث كل مطلب على حدة. وأعرب عن أمله بنجاح المباحثات قائلا إن المباحثات فيما لو أجريت في أجواء حسن النية والموضوعية سوف تنتهي إلى نتائج ايجابية. وكانت جبهة التوافق - ولها 44 مقعدا برلمانيا وستة وزراء بحكومة نوري المالكي وتعد أكبر ممثل للعرب السنة بالبرلمان- هددت بالانسحاب من الحكومة والبرلمان في حال عدم الاستجابة لمطالبها وأمهلت الحكومة أسبوعا أي حتى الأول من أغسطس القادم. وتشمل المطالب إعلان عفو عام تمهيدا لإطلاق المعتقلين وإيقاف دمج المليشيات بالقوات المسلحة وتحقيق المشاركة الفعلية في القرار الوطني. وقد حملت الجبهة في بيان لها أمس حكومة نوري المالكي مسؤولية قرارها الانسحاب منها ومن البرلمان. وقالت في بيان إنها تقرأ رد الحكومة باعتباره يمثل موقف رئيس الوزراء فقط وليس الحكومة معتبرة أن هذه إضافة جديدة لسجله في تجاهل حتى الذين يعنيهم الأمر وتهميشهم وعدم استشارتهم في مسائل حساسة. ووصفت جبهة التوافق رد المالكي بأنه متشنج وسلبي كالعادة ويبدو أنه غير معني بالتحفظات والمظالم والملاحظات التي أشار إليها بيان الجبهة وأن المالكي لا نية له لمعالجة الموقف وتحمل مسؤوليته بشجاعة لتدارك الوضع وهو ببساطة يغلق أبواب الإصلاح.