في شهادة طيبة تدعم موقف حركة حماس في مواجهة الحصار الصهيوني لقطاع غزة قال مسئول عسكري مصري إن عمليات تهريب الأسلحة والذخيرة والمخدرات عبر الأنفاق من سيناء في مصر إلى قطاعِ غزة تراجعت بصورة ملحوظة منذ أنْ بسطت حركة حماس سيطرتها على القطاع في شهر يونيو الماضي. وقال العقيد عمرو ممدوح - بحسب رويترز - إن قوات حرس الحدود المصرية اعتادت على اكتشاف 4 أنفاق للتهريب في المتوسط كل أسبوع عندما كانت قوات حركة فتح التي يتزعَّمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن تسيطر على القطاع إلا أن الموقف تغيَّر بعد أنْ سيطرت حماس على غزة في 14 يونيو الماضي. وأضاف العقيد - وهو يشرح الجهود المصرية لتأمين خط الحدود الممتدّ ل14 كيلو مترًا مع قطاع غزة- إن عمليات التهريب في تراجُعٍ.. حماس "ماسكين" الخط أكثر من فتح.. حماس تريد أنْ تُظهِر للعالم أنَّها تسيطر على الأوضاع. وتتعرض مصر لضغوطٍ أمريكية وصهيونية لإظهار أنَّها تعمل على مواجهة عمليات التهريب على الحدود مع غزة؛ حيث يتولى حرس من مقاتلي حماس مسئولية المواقع الحدودية تحت العلَم الفلسطيني واتهم الكيان مصر بعدم بَذْلِ ما يكفي من جهدٍ لوقف التهريب. واقترح مجلس النواب الأمريكي خفض المعونة العسكرية الأمريكية السنوية لمصر بمقدار 200 مليون دولار؛ ما لم تتحسَّن الأوضاع الأمنية على الحدود بين مصر والكيان الصهيوني. وأكد العقيد المصري أن قوات حرس الحدود المصرية اكتشفت 138 نفقًا خلال الفترة ما بين شهر سبتمبر في العام 2005م عندما انسحب الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة حتى يوم 21 يوليو الحالي ولم يتم اكتشاف سوى 6 أنفاق فقط منذ أنْ سيطرت حماس على القطاع. وقال إنَه منذ الانسحاب من غزة تضمنت الأسلحة التي صودرت قبل تهريبها 13 صاروخًا صغيرًا و8.7 أطنان من المتفجرات و240 بندقية و162 ألف طلقة من الذخيرة. ولا تستطيع الحكومة المصرية نشر قوات من الجيش على الحدود بموجب معاهدة التسوية التي أُبرمت مع الكيان الصهيوني في العام 1979م، ولكن الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه في العام 2005م يسمح لمصر بإرسال 750 من قوات حرس الحدود إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، إلا أنَّ المسئول العسكري المصري قال إنَّ هذا العدد غيرُ كافٍ، مضيفًا أنَّ الجهود الرامية للعثور على الأنفاق تعتمد على رصد القائمين بعملية الحفر؛ حيث تصدر عنهم في بعض الأحيان ضوضاء كافية للفت الانتباه، أو تعتمد على جمع المعلومات، وغالبًا ما تكون الأنفاق مُخفاةً بعناية. ومن بين تلك الأنفاق نُفقٌ عُثِرَ عليه قبل عشرة أيام ينتهي بجوار حظيرة لتربية الدجاج في الفناء الخلفي لأحد المنازل، وانتهى فرعٌ آخر من النفق ذاته الممتد بطول 18 مترًا تقريبًا إلى ما تحت حوض مطبخ، وعثر حرس الحدود على نفق ينتهي في خزانة للثياب في غرفة نوم، وقال العقيد للصحفيين قبل أنَّ يُزيح لوحًا خشبيًّا يغطي الحفرة: "سأعطيكم 100 دولار إذا تمكنتم من العثور على مكان النفق". من جهته قال مسئول أمني مصري- طلب عدم ذكر اسمه- إن أغلب الأنفاق يستخدمها مجرمون لتهريب المخدرات مضيفا أن حماس لا تتعامل في المخدرات. وقال مصري من البدو يقوم بتهريب السلاح إلى قطاعِ غزة إن الطلب على الأسلحة تراجع. وأضاف الرجل الذي اكتفى بتعريف نفسه باسم عبد الكريم أن السوق ميت.. حماس أخذت سلاحًا كثيرًا من فتح و"مش محتاجة سلاح تاني".