أعلن وزير العدل الجزائري الطيب بلعيز أن 17 جزائريا يوجدون في معتقل جوانتانامو سيرحلون إلى الجزائر بعد التأكد من هويتهم. وقال بلعيز – بحسب وكالة الأنباء الجزائرية - إن فريق عمل جزائريا انتقل إلى جوانتانامو وتأكد فعلا من وجود 17 جزائريا سويت وضعية أحدهم نهائيا. وأضاف أن السجناء ال16 الآخرين سيحولون إلى الجزائر حيث سيحاكمون وفق القانون الجزائري في حال ما إذا ثبت ارتكابهم لجريمة ما بدون أي شرط أو قيد من أي كان. وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي قال الأسبوع الماضي إن الجزائروالولاياتالمتحدة تتفاوضان منذ عدة أشهر على تسليم المعتقلين. غير أن جمعيات حقوقية تحذر من إعادة معتقلي جوانتانامو إلى بلدانهم لأنهم يواجهون خطر التعذيب. ومن بين الجزائريين الذين يرفضون العودة إلى بلادهم أحمد بلباشا الذي يقول إنه يفضل البقاء في جوانتانامو إذا كانت الجزائر هي الخيار الوحيد. وأمضى بلباشا خمس سنوات في المعتقل الأميركي قبل أن تقرر لجنة مراجعة أنه ليس خطرا على أمن الولاياتالمتحدة". واستأنف بلباشا قرارا بترحيله إلى الجزائر لدى محكمة في واشنطن, لكن القاضي قال إنه ليس مخولا إلا بالنظر في الدعاوى التي تطعن في قانونية الاعتقال بجوانتانامو. وعاش بلباشا (37 عاما) لوقت قصير في بريطانيا حيث اشتغل نادلا قبل أن يعتقل في باكستان, وقال البنتاغون إنه تدرب على الأسلحة في أفغانستان والتقى أسامة بن لادن مرتين, لكنه خلص أخيرا إلى أنه ليس "خطرا على أمن الولاياتالمتحدة". ويقول محاميه زكري كاتزنلسون إن الحكومة الأميركية يجب ألا تعول على أنظمة لها تاريخ في انتهاكات حقوق الإنسان, وإن بلباشا –الذي رفضت بريطانيا استقباله- معرض لخطر التعذيب على يد أجهزة الأمن وخطر الجماعات المسلحة لأنه سبق أن خدم في الجيش. غير أن ناطقا باسم الجيش الأميركي قال إن الولاياتالمتحدة تطلب تعهدات على حسن معاملة المرحلين من جوانتانامو, لكنه لم يعلق على حالة بلباشا تحديدا, وهي ضمانات تقول الجماعات الحقوقية إنها "بلا قيمة". وكان تقرير للخارجية الأميركية ذكر العام الماضي أن التعذيب مستمر في الجزائر مستندا إلى تقارير حقوقية دولية وجزائرية. ومن طرق التعذيب المستعملة لدى أجهزة الأمن إدخال حشية في فم المشتبه به ثم إرغامه على شرب سوائل ملوثة حتى يتقيأ, وهي طريقة مفضلة لأنها لا تترك آثارا.