استشهد اثنان من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - اليوم الأحد بعدما أطلقت مروحية صهيونية صواريخها باتجاه مجموعة من الكتائب كانت تنصب كمينًا لقوات صهيونية خاصة في منطقة بيت لاهيا شمال غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن كلاًّ من مصطفى عباس البالغ من العمر 20 عامًا ومحمد معروف البالغ من العمر 19 عامًا قد استشهدا بعد الاشتباك مع قوةٍ صهيونية خاصة توغلت بالقرب من الموقع الذي كانت تحتله مغتصبة "دوجيت" في منطقة الشيماء ببيت لاهيا شمال القطاع عندما أطلقت عليها المروحية الصهيونية صواريخها. كما أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد- أن عددًا من عناصرها نصبوا كمينًا لإحدى الدبابات الصهيونية في منطقة الشيماء أيضًا بعدما زرعوا عبوة ناسفة من طراز "زلزال 2" تزن 50 كيلوجرامًا تم تفجيرها في الدبابة الصيونية. وأكدت السرايا إصابة الدبابة بصورةٍ مباشرةٍ مما دفع طائرات الاحتلال إلى التحليق بكثافةٍ في منطقة العملية وإطلاق النيران في مختلف أنحاء المنطقة. وعلى نفس السياق تبنت ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية مهاجمة موقع عسكري والاشتباك مع جنود الاحتلال المتمركزين عند حاجز حوّارة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقالت الألوية إن الهجوم جاء لتأكيد التمسك بالمقاومة حتى تحرير الأرضِ الفلسطينية ورفض ما سمته المخططات الانهزامية الهادفة إلى القضاء على المقاومة. يأتي ذلك بينما استمرت الدعوات التي تطلقها مختلف الأوساط الفلسطينية باحترام الخيار الديمقراطي الفلسطيني فقد دعا رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية كافة الفلسطينيين إلى احترام الخيار الديمقراطي وكافة الاتفاقات المُوقَّعة بين الفصائل الفلسطينية. وقال هنية - خلال حفل تخرج أوائل كليات الجامعة الإسلامية في غزة - إنه يجب حماية الخيار الديمقراطي وصندوق الاقتراع كان الطريق لتسلم هذه السلطة ونحن نحترم نتائج هذه الديمقراطية. وأضاف هنية أن هناك أهميةً لاحترام الاتفاقات المُوقَّعة مثل اتفاق القاهرة واتفاق مكةالمكرمة ووثيقة الوفاق الوطني فلن ندير ظهورنا لاتفاق مكة أو القاهرة بل نحترم كل ما وقَّعناه مناشدًا كل الأحرار في فتح أن يستفيدوا من الحالة الجديدة وأن يكونوا أقوياء ومنافسين شرفاء يمارسون دورهم على أي صعيد. وتأتي الدعوة للحوار فيما وافق المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية على الدعوة التي وجهها له عباس بالتوصية بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في الأراضي الفلسطينية على الرغم من تحذيرات مختلف الأطراف الفلسطينية من إجراء تلك الانتخابات والتي كان آخرها تحذير من أحد قيادات فتح وصف فيها الدعوة بأنها جنون مشيرًا إلى أنها قد تقود الفلسطينيين لحرب أهلية. وتترافق تلك الإجراءات مع رغبة عباس في تحويل حكومة الطوارئ التي يقودها فياض إلى حكومة تسيير أعمال من خلال منحها الثقة في المجلس التشريعي الفلسطيني على الرغم من أن تشكيل حكومة الطوارئ يخالف بنود القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية. وقد دعا عباس المجلسَ التشريعي إلى عقد جلسة له اليوم من أجل منح الثقة للحكومة وقد أعلنت حماس أنها على استعدادٍ لحضور الجلسة من أجل رفض منح الثقة إلا أن المراقبين يقولون إن تلك الجلسة قد لا تعقد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني؛ حيث يوجد حوالي 40 نائبًا عن حماس في المعتقلات الصهيونية. وفي مناورةٍ صهيونيةٍ جديدة، قال رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت إن على "إسرائيل" أن تنسحب من مناطق عديدة في الضفة الغربية مضيفًا أن مَن يعتقد أن الكيان الصهيوني قادرٌ على الاحتفاظ بسيطرته على جميع المناطق الفلسطينية المحتلة يعيش في حلم!! وأعطى أولمرت إشاراتٍ على أنه يمكن أن يناقش تلك القضية مع عباس واصفًا حكومة فياض بأنها حكومة تمثيلية يمكن التعامل معها في تجاهلٍ كاملٍ لمخالفة تلك الحكومة للقانون الفلسطيني ولأن وجود تلك الحكومة هو انقلابٌ على شرعية الديمقراطية الفلسطينية. وتسبق تصريحات أولمرت زيارة مبعوث السلام إلى الشرق الأوسط توني بلير إلى الضفة الغربية المتوقعة يوم غد الاثنين. كما تجيء الوعود الجديدة من أولمرت على الرغم من أنه لم ينفذ بعد الوعود التي قدَّمها لعباس خلال لقائيهما الأخيرين في شرم الشيخ أو في القدسالمحتلة؛ حيث لا تزال القيود مفروضة على تنقل الفلسطينيين في الضفة إلى جانب استمرار احتجاز الصهاينة لبعض عائدات الضرائب المستحقة للسلطة على الكيان كما أن سابق إعلان الصهاينة عدم رغبتهم في الدخول في مفاوضات الحل النهائي في هذه الفترة يعتبر مؤشرًا على أن تلك الوعود تهدف إلى تحسين صورة الصهاينة إعلاميًّا أمام المجتمع الدولي بتصوير أنفسهم راغبين في الوصول إلى اتفاق تسوية مع الفلسطينيين. من ناحية أخرى دعا عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية -الذي أفرجت عنه دولة الاحتلال ضمن 256 أسيرا فلسطينيا- إلى رفع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية باعتبارهم يناضلون من أجل الحرية. وقال ملوح غداة إطلاق سراحه بعد اعتقال دام نحو خمس سنوات إنه يجب التعامل مع قضية الأسرى كمناضلي حرية وليس كمعتقلين أمنيين وفق ما يدعيه الاحتلال .. هذه قضية جماعية فلسطينية وليست قضية فردية تخص تنظيما معينا دون آخر. واستنادا إلى إحصاءات محلية فإن جيش الاحتلال اعتقل نحو 300 فلسطيني من الضفة الغربية خلال الشهر الماضي أي أكثر من عدد الذين أفرج عنهم أمس، فيما ظلت تحتفظ ب11 ألفا في سجونها. واستنادا إلى إحصاءات وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية اعتقل الجيش أكثر من 700 ألف فلسطيني منذ احتلاله الضفة الغربيةوغزةوالقدسالشرقية عام 1967.