في الوقت الذي تقوم فيه المقاومة الفلسطينية بقصف المغتصبات الصهيونية، استشهد اليوم اثنين من الفلسطينيين في مخيم بلاطة بالضفة الغربية، ونقلت وكالة (رويترز) عن شهود عيان قولهم إنَّ اثنين من عناصر كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد استُشهدا خلال اشتباكٍ مع القوات الصهيونية التي اقتحمت المخيم. كما أشارت الأنباء إلى أنَّ قواتِ الاحتلال تغلق حاليًا حاجز حوارة جنوب نابلس وتمنع آلاف المواطنين من الدخول للمدينة أو الخروج منها، وكانت القوات الاحتلال الصهيونية قد اعتقلت أمس القيادي في كتائب شهداء الأقصى برهان القب من مخيم عقبة جبر بعد محاصرة منزله في المخيم، كما اعتقلت القوات الصهيونية 4 فلسطينيين آخرين في مناطق متفرقة بالضفة. في سياقٍ آخر، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية رفضه نشر قوات دولية في قطاع غزة، وكان هنية بذلك يرد على التصريحاتِ التي قالها قبل أيام وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما والتي أكد فيها إمكانية نشر قوات دولية في القطاع في حالة نجاح التجربة في الجنوب اللبناني. وفيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، قال رئيس الحكومة إنَّ هناك العديدَ من الأطراف الفلسطينية تحاول أن تُفسد المحاولات القائمة للتوصل لهذه الحكومة. واقترحت حماس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية منذ أن حققت انتصارًا في الانتخابات التشريعية التي جرت في الأراضي الفلسطينية يناير الماضي إلا أن بعض عناصر من حركة فتح رفضوا الاقتراح مدفوعين من جانب الصهاينةِ لإفشال التجربة السياسية لحماس، كما مارست تلك القيادات ضغوطًا على المستقلين لمنع انضمامهم للحكومة التي تقودها حركة حماس. بخصوص الجندي الصهيوني الأسير، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري تمسُّك المقاومة الفلسطينية بشروطها للإفراج عن الجندي جلعاد شاليت؛ وهي إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية بالتزامن. وأضاف أبو زهري في تصريحاتٍ له لقناة (العالم) الإيرانية أمس أن عامل الوقت لا يُشكِّل ضغطًا على المقاومة، مشيرًا إلى أنَّ عمليات تبادل الأسرى بصفةٍ عامةٍ تتطلب الكثير من الوقت، وذَكَّرَ أبو زهري بوجود 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الكيان الصهيوني لا يهتم بهم المجتمع الدولي. في ذات الإطار، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى وضع رزمةٍ من الشروط الوطنية "الموزونة" لإطلاق سراح الجندي. من جانبٍ آخر، أشارت وكالة أسوشيتدبرس إلى أن الولاياتالمتحدة طرحت اقتراحًا بنشر مراقبين دوليين على المعبر الرئيسي بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة، وهو معبر المنطار- المعروف صهيونيًّا بمعبر كارني- بهدف تجنب عمليات الإغلاق التي تقوم بها السلطات الصهيونية بين فترةٍ وأخرى للمعبر الحيوي بالنسبة للفلسطينيين، ويدعو الاقتراح الأمريكي أيضًا إلى تدريب ضباط الشرطة الفلسطينيين وإلى بناء قاعة انتظار جديدة في المعبر. إلا أنَّ بعضَ المراقبين يقولون إنَّ هذا المقترح لن يؤدي إلى تفعيل عمل المعبر؛ نظرًا لأن معبر رفح بين قطاع غزة ومصر به مراقبون دوليون إلا أنَّ ذلك لم يمنع من إغلاق الصهاينة المعبر بدعوى وجود "تهديدات أمنية". وقد ذكرت الأنباء أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وافق على الاقتراح، بينما أكد وزير الحرب الصهيوني عمير بيريتز في بيان صادر عن مكتبه إنه يوافق على الخطة لكنه أشار إلى أنها لن تُنفذ إلا بعد إطلاق الفلسطينيين سراح الجندي الأسير. ميدانيًّا، أعلنت كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح- أنها قصفت مغتصبة نتيف عتسرا بصاروخ من نوعٍ أقصى 2 أمس، كما أشار موقع فلسطين اليوم إلى أن عددًا من المقاومين الفلسطينيين أطلقوا صاروخًا مضادًا للدبابات على قوات الاحتلال قرب معبر المنطار شرق غزة، بينما أعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد محمد خالد مراد الزعانين البالغ من العمر 16 عامًا جرَّاء انفجار غامض وقع بمنطقة بيت حانون شمال غزة ظهر أمس.