في تصعيدٍ للوضع وفي إطار الاستعدادات الإيرانية لحرب متوقعة مع واشنطن وتل أبيب، أجرت إيران أمس بنجاح تجربة إطلاق لصاروخ طويل المدى، وبالغ السرعة يطلق من الغواصات, خلال مناورات عسكرية بمياه الخليج انطلقت منذ أسبوع. وقال الأميرال سجاد كوشاكي إن صاروخ "نور" بالغ السرعة، ويمكنه تفادي الرادارات, وهو من تصنيع محلي، وأظهر تسجيل قصير الصاروخ وهو ينطلق من البحر ليصيب بعد دقائق هدفًا على بعد نحو كيلومتر, في رسالةٍ أخرى مفادها أن طهران قد تلجأ لضرب خطوط الملاحة بالخليج إن هدد أمنها. وقبل تلك التجربة دشن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مفاعلاً لإنتاج الماء الثقيل بآراك. من ناحيةٍ أخرى علق الإعلام الصهيوني على هذه التطورات بالتزامن مع التصريحات الصهيونية الرسمية التي تلمح لاقتراب اندلاع حرب مع إيران, حيث انتقدت الصحف الصهيونية حكومة أولمرت واتهمتها بأنَّ هذه الحكومة التي قادت الكيان إلى الهزيمة في الحرب مع حزب الله من التوقع بشكلٍ كبيرٍ أن تقود الكيان إلى هزيمةٍ أكبر في حرب, باتت قاب قوسين أو أدني, مع إيران. وفي هذا الإطار ذكرت نشرة "تيك ديبكا" الصهيونية العسكرية أن الحرب مع إيران من المتوقع أن تندلع في غضون شهر أو شهرين في الوقت الذي لم تتخذ القيادة الصهيونية أي قرارات إستراتيجية سياسية أو عسكرية إزاء الحرب المحتملة مع إيران فيما قامت, وما تزال, جبهة إيران- سوريا- حزب الله باتخاذ خطوات عملية في هذا الإطار وقطعت شوطًا كبيرًا في الاستعداد تكلل بالنجاح المرحلي في الحرب الأخيرة في لبنان. ويسود الكيان الصهيوني حاليًا جوٍّ من التشاؤم من تكرارِ الهزيمة مع إيران خاصةً وأنَّ الحربَ القادمة مع إيران ستكون أشد ضراوةً والتوقعات بخسائرها تفوق بمراحل الخسائر التي تكبدها الكيان في حرب لبنان. وبالإضافة إلى جوِّ الهزيمة هذا هناك حركة تمرد كبيرة في الجيش الصهيوني بعد الهزيمة في لبنان خاصةً في صفوف الاحتياط الذين أعربت غالبيتهم العظمى رفضهم للمشاركة في الحرب مع إيران حال اندلاعها أو أي حرب أخرى. على جانب أخر، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن كبير المفاوضين بالملف النووي علي لاريجاني اقترح أمس مفاوضات "على المستوى الوزاري" مع الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، للبحث في جميع المسائل خصوصًا الملف النووي، وقال لاريجاني إن هذه المفاوضات يمكن أن تجري في أي مكان أو زمان، وتشمل جميع القضايا التي تهم الجانبين خصوصًا الملف النووي. وكانت إيران قد اقترحت على الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، إضافةً إلى ألمانيا، سبيل التفاوض للبحث في جميع المسائل المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل. من جهةٍ أخرى جددت طهران رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، وأكدت أن هدفها الإستراتيجي يبقى إنتاج الوقود النووي، وجاء ذلك قبل انقضاء مهلة منحها قرار مجلس الأمن لإيران لتعليق تخصيب اليورانيوم، والمحددة بال31 من الشهر الجاري. وتقول الولاياتالمتحدة إنه يجب أن تتبع تلك المهلة عقوبات, وإلا لجأت إلى تحالفٍ مستقلٍ لتجميد أصول إيران. ويتوقع أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان السبت المقبل إلى طهران، أي بعد يومين من انقضاء مهلة مجلس الأمن نهاية هذا الشهر. كما جدد لاريجاني التمسك بالتحكم بدورة الوقود النووي, فيما وصف محمد رضا نائب وزير الخارجية من دمشق تعليق التخصيب بخط أحمر لا يمكن أن تقبله إيران أبدًا. من ناحيةٍ أخرى قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد السعدي إن بلاده بصدد إنشاء مفاعل يشتغل بالماء الخفيف لإنتاج 360 ميجاوات من الكهرباء, لكنه نفى ما نسبته إليه وكالة أنباء محلية من نية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.