في إطار الضغوطات التي يمارسها المتمردون السودانيون بينالحين والآخر لابتزاز الحكومة السودانية هدد الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم باللجوء إلى الولاياتالمتحدة من أجل التدخل في منطقة أبيي واستلام الإدارة فيها إلى حين حل النزاع القائم حول هذه المنطقة مع الحكومة. وزعم أموم أن جنوب السودان يعيش حالة من الإحباط واليأس من إمكانية العيش في دولة موحدة.مضيفا أن هناك داخل المؤتمر الوطني شريك حركته في الحكم من لا يرغب في الوصول إلى تسوية بسبب ما قال إنها مصالح معينة. من جهته وصف مسؤول الإعلام الخارجي بحزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي حديث أموم بأنه يجافي الحقيقة ولا يمثل رأي الحركة الشعبية، وذلك استنادا إلى الجهود المبذولة لاحتواء كافة الخلافات بين الجانبين بخصوص منطقة أبيي. وقد أفرد اتفاق السلام بين الحركة والحكومة السودانية بندا يمنح هذه المنطقة الغنية بالنفط -وهي حاليا جزء من ولاية غرب كردفان- وضعا خاصا، وسيعتبر سكانها في الفترة الانتقالية مواطنين في ولايتي شمال كردفان (شمال) وبحر الغزال (جنوب) وستدار من قبل مجلس تنفيذي محلي ينتخبه سكانها. وسيتم نشر مراقبين دوليين لمراقبة تطبيق الاتفاق في أبيي، في حين سيصوت سكانها في استفتاء منفصل يتزامن مع استفتاء جنوب السودان لتحديد ما إذا كانت ستحتفظ بمكانتها الخاصة في الشمال أم أنها ستكون جزءا من ولاية بحر الغزال في الجنوب. من ناحية أخرى قال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في السودان حمدنا الله آدم علي إن السيول في وسط وشرقي البلاد أودت بحياة 20 شخصا ودمرت 15 ألف منزل، متوقعا هطول المزيد من الأمطار. وأضاف أن هناك معلومات تشير إلى أن الموسم الحالي سيشهد نسبة عالية من الأمطار والفيضانات، مشيرا إلى أن العديد من المنازل المتضررة بنيت بالمخالفة للقانون على مجرى مياه الفيضانات أو على مقربة شديدة من مجاري الأنهار. وأوضح أحد السكان أن الجميع في المناطق المنكوبة فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأسر فقدت المأوى. وقد تقطعت السبل بأكثر من 200 أسرة على الطريق الرئيسي المرتفع قرب بلدة أم ضوابان شرقي العاصمة الخرطوم. وقد أعلنت الحكومة السودانية حالة التأهب في المناطق المتضررة وأرسلت خياما لمساعدة المنكوبين. من ناحية أخرى لا تزال خطورة نهر القاش بولاية كسلا شرقي البلاد ماثلة حيث تأثرت 1177 أسرة وفقا لاحصائيات محلية وفقدت 282 أسرة المأوى بالكامل في الأحياء المجاورة لجسر القاش جنوب مدينة كسلا. يشار إلى أن ولاية الخرطوم شهدت مساء الاثنين أمطارا غزيرة استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، مسببة انهيارا لعدد من المنازل في الأحياء جنوب العاصمة. كما غمرت المياه معظم المناطق وأدت إلى تعطيل الدراسة فى معظم مدارس الولاية وتعطيل حركة السير والمرور. ووصل ارتفاع نهر النيل في الخرطوم العام الماضي إلى مستويات لم يبلغها عامي 1988 و1946 عندما اجتاحت أسوأ فيضانات في القرن العشرين السودان. وقالت مصادر حكومية إن 27 شخصا على الأقل قتلوا عام 2006 ودمر ما يقرب من عشرة آلاف منزل كليا أو جزئيا.