قام رئيس الوزراء إسماعيل هنية باستقبال وفدا برلمانيا وسياسيا وأكاديميا أوروبيا رفيع المستوى، مرحبا بهم على أرض غزة ارض فلسطين، معربا باسمه وباسم الحكومة والشعب الفلسطيني عن تقديره العالي على هذه الزيارة في ظل هذه الظروف. وقدم هنية الشكر إلى كل من زار غزة قبل الآن من خلال قوافل التضامن ضمن الوفد الحالي، على تكرار الزيارة وشكر أيضا من يزور فلسطين لأول مرة. وقال :"لا شك أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني خلال حرب الأيام الماضية قاسي وشديد وأنتم شاهدتم بعض آثار العدوان، وتخطى الخطوط الحمراء، فالاحتلال كان يستهدف وبشكل مباشر المدنيين الفلسطينيين، حيث ارتقى 180 شهيدا خلال ثمانية أيام أكثر من 80% منهم هم نساء وأطفال وشيوخ ورجال عزل، وكان هناك استهداف مقصود لقتل المدنيين الفلسطينيين". وأشار إلى استهداف الإعلاميين العاملين على أرض القطاع، حيث قصفت مكاتب الإعلام الفلسطيني والمؤسسات العاملة على قطاع غزة، واستشهد ثلاث صحافيين فلسطينيين، وتم قصف سيارات الصحافيين، "وكان واضحا أن جيش الاحتلال كان لا يريد لصورة الدمار والحقيقة أن تظهر أمام العالم". ووجه التحية للوفد الذي جاء ليرى الصورة عن قرب رغم محاولات الاحتلال تغيبها عن العالم، مشيرا أيضا إلى استهداف المستشفيات والمراكز الطبية من بينها المستشفى الميداني الأردني العامل في غزة الأمر الذي يدلل على أن إجرام الاحتلال تخطى استهداف غزة ووصل للأخوة الأردنيين المقيمين على غزة. "كما استهدف الاحتلال الملاعب الرياضية المختلفة، وكنا نلتقي نحن الرياضيين القدامى يوم في الأسبوع بملعب اليرموك بغزة، وطائرات الاستطلاع للاحتلال ترى ذلك، والاحتلال يعرف ذلك، لذلك طائرات الاحتلال النفاثة قصفت الملعب من جانبيه حتى لا نعود للملاعب الرياضية". وقال:"ولكن سوف نعود للملاعب وإلى مشافينا وإلى بيوتنا وشوارعنا وإلى حياتنا لأننا شعب نحب الحياة". وأشار إلى أن الاحتلال تخطى الاحتلال الخطوط الحمراء في استهداف لبيوت العبادة حيث تم استهداف 35 مسجدا، لذا حينما نقول أن الاحتلال يرتكب جرائم حرب فإننا لا نبالغ في ذلك". وتطرق هنية إلى تقرير غولدستون الذي أدان الاحتلال الإسرائيلي وجمد بضغط من قبل العديد، "ونحن نتصور لو تم تفعيل تقرير جولدستون ومحاسبة الاحتلال لما تجرأ على تكرار جرائمه". وقال رئيس الوزراء :"مما لا شك فيه أن أصوات المدافع هدأت بعد اتفاق بواسطة مصرية، ولكن المشكلة ليست في التهدئة والاتفاق بل المشكلة في الاحتلال الذي يحتل الأرض الفلسطينية، وجوهر عدم الاستقرار في المنطقة هو وجود الاحتلال". وأضاف "نحن نقدر الجهود التي تعمل لإنهاء الحصار ومحاسبة الاحتلال ولكن الرسالة الأهم أننا نريد زوال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، ونحن نريد دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ونريد أن يعود شعبنا المشرد منذ نحو 64 عاما في الشتات إلى وطنه وأرضه، ونحن نريد إنهاء الاحتلال مرة وإلى الأبد لأن بقاء الاحتلال يعني بقاء المعاناة". وتابع "نحن نرصد بكثير من الاحترام هذه الحركة الشعبية في أوروبا، وحتى التي وصلت إلى قلب أمريكيا، ونحن نتابع الجهد المبذول من المؤسسات الأوروبية وفي البرلمان الأوروبي والبرلمانات الأوروبية ونتابع جهود العديد من الوزراء في عدة حكومات، ونعتقد أن هذه الزيارة تأتي تتويج وانعكاس للاتجاهات الإيجابية تجاه الشعب الفلسطيني". وجدد رئيس الوزراء الترحاب والشكر بالوفد، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يتطلع للحرية فقط، "وآن الأوان أن نرفع حركات المقاومة الفلسطيني والتي تقاوم بموجب القانون الدولي من قائمة الإرهاب الدولي"، فحماس مثلا هي حركة تحرر وطني، وبقية الفصائل كذلك، وهي تعمل داخل حدود فلسطين، "ولا نعادي اليهود في أي مكان في العالم ولا نعادي اليهود لأنهم يهود، نحن مشكلتنا مع المحتلين لأرضنا". وأكد على أن الاحتلال هو أعلى درجات الإرهاب الممارس في العالم، والفصائل الفلسطينية يجب رفعها من قائمة الإرهاب. وقال:"فلسطين هي البلد الوحيد في العالم المحتل وشعبه المشرد في العالم، انتهى عصر الاحتلال والحصار ولكن ظلت فلسطين تعاني من الاحتلال"، معبرا عن أمله أن يتم استقبال الوفد المرة القادمة في فلسطين الحرة وفي القدس عاصمة دولة فلسطين. مواصلة الدعم والتضامن من جانبه؛ شكر باتريك شاكمين النائب في البرلمان الإيرلندي حفاوة الاستقبال والترحيب من الشعب الفلسطيني، مؤكدا هدف زيارة الوفد هو استقصائي وتوثيق حجم ما تعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ودمار، موضحا أن من أهداف الوفد التضامن مع الشعب الفلسطيني وحتى يدرك الشعب الفلسطيني أنه ليس وحده. وأوضح أن الوفد يضم أشخاصاً من إيرلندا والتي تعرضت في فترات من التاريخ لأزمات، لكن من المهم في إيرلندا التوحد من اجل الانتصار على الظلم وتحقيق الأهداف الإيرلندية، "وهو الأمر الذي ينطبق على القضية الفلسطينية لذا الوحدة الفلسطينية أمر إلزامي لإنهاء الصراع والمعاناة". وقال :"من السهل علينا في كل العالم دعم الشعب الفلسطيني إذا ما كان موحداً"، مشيرا إلى انه بمجرد العودة إلى بلاده سيقوم وجميع الزملاء في الوفد بنشر التقرير الذي سيتم إعداده والعمل على دعم ونصرة الحق الفلسطيني. من جانبها؛ قالت عضو البرلمان الإيرلندي السيدة كاثرين وزيرة التربية والتعليم السابقة أنها سعيدة بوجودها في غزة، مؤكدة على أهمية التعليم ورعاية الأطفال بشكل خاص حتى يكونوا عناصر بناء في وطنهم. وفي كلمات منفصلة لعدد من أفراد الوفد، أجمع المتضامنون على مواصلة الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأنهم سيكونوا سفراء للشعب الفلسطيني إلى العالم حتى يتم رفع الظلم والمعاناة عنه. وفي ختام اللقاء، كرم دولته الوفد بمنحه درع الانتصار والذي يعني انتصار العدالة والحرية والحقوق، كما قدم الوفد الإيرلندي الذي كان حاول زيارة غزة قبل أشهر من خلال البحر ولكن الاحتلال قام باعتراضهم واعتقالهم.