معركة اليوم التى تدور رحاها فى شوارع وميادين وصحف وفضائيات مصر هى معركة الثورة الحقيقية، معركة تأخرت ما يقرب من عامين وكان يجب لها أن تشتعل فى اليوم التالى لخلع مبارك وما كان يجب لها أن تتأخر أكثر من ذلك، فعصابات الفساد التى اغتالت حلمنا وأهدرت كرامتنا ما كان لها أن تستمر أكثر من ذلك، وما كان لها أن تشرب اليوم نخب الفرحة كؤوساً مترعة بدماء الشهداء التى سفحت فى ميادين مصر وشوارعها، بل على مدار ثلاثين عاماً طلباً للحرية والكرامة والعدالة وكلما نظرت إلى سحنتها الكريهة فى الإعلام والقضاء وفى كل مكان انتابنى الشعور بالخزى والألم على دماء أريقت وما تحققت أمنيتها ومطالبها. فيا سيدى الرئيس، امضِ لما أراك الله فنحن معك ووالله لو استعرضت بنا ميادين مصر لملأناها لك عن آخرها بشعب مصر الطاهر الأبى، وهتفنا وراءك "الشعب يريد القضاء على الفساد"، وما رجعنا إلى أولادنا إلا وتحقق لنا النصر على هذه العصابات. وأنت اليوم – يا سيدى الرئيس – قد لبست لأمة الحرب على الفساد وما كان لك أن تخلعها حتى يحكم الله بينك وبين هؤلاء المجرمين الذين نهبوا ثرواتنا وتاجروا بنا وبعرضنا فى أسواق النخاسة فدع عنك قلوب الضعفاء – وإن صلحوا – وآراء الجبناء ودندنة المتهوكين، وتذكر أبا بكر الرقيق الأسيف الذى زأر فى عمر، يوم أن ارتدت العرب وقال له: "واها يا عمر أجبارٌ فى الجاهلية خوارٌ فى الإسلام؟" وقال قولته الشهيرة: والله لو منعونى عقالاً كان يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه، فحاسبهم على قوت الشعب الذى انتهبوه وتركوه يأكل من خشاش الأرض، حاسبهم على تآمرهم على ثورة المصريين، حاسبهم على غدرهم باغتيالهم فرحتنا بأول مجلس نيابى منتخب انتخاباً حراً نزيهاً منذ عقود مضت، حاسبهم على تآمرهم على المسار الديمقراطى ومحاولة إقناع العسكر بعدم إجراء انتخابات حتى لا يأتى الإسلاميون!! وعندك اعترافات تهانى وأسامة هيكل وبكرى وغيرهم موثقة وافضح خبث نفوسهم ومكر ضمائرهم وإن جاءوك يوماً يراوغون فلا تصالح، ولو قال من مال عند الصدامْ: "ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." فعندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس سيدى الرئيس هذه العصابة كانت ردءًا وغطاء لنظام مستبد – أنت تعلمه أكثر منى – اغتال شبابنا فى معتقلاته وسجونه وحرمنا من خيرة إخواننا زهرة شباب هذا البلد – ولا أزكى على الله أحداً – فلماذا تتركهم يعيثون فى الأرض فساداً ويتآمرون عليك وعلى ثورتنا فقد رأى الشعب المصرى كله أنه حين حانت لحظة الاختيار ما بين النظام القديم والحديث الذى كنت أنت تمثله لم يتوانوا عن مساندة شفيق رمز النظام المُباد.. واليوم لم يتورع البرادعى عن طلب النجدة من أمريكا وأوروبا وتألم لأنه لم يسمع لهم صوتاً حتى الآن فكيف تأمن لهم فهؤلاء كالغربان لا يتكاثرون إلا فى الخرائب وانظر كيف تعمدوا إفشال التأسيسية وهللوا لحل مجلس الشعب وكانوا يعدون الساعات انتظاراً للثانى من ديسمبر القادم للاحتفال باغتيال مجلس الشورى والإجهاز على ما تبقى من التأسيسية وسحب الشرعية من تحت أقدامك، فهذه ليست معارضة شريفة عفيفة يسعد بها الوطن ويستفيد منها المواطن ولكنها "عصابة" احترفت ممارسة كل ألوان البغاء السياسى وعلى استعداد لسفح شرفها تحت أقدام أى طاغية يلوح لهم بالدرهم والدينار ولا ينبئك مثل صفوت الشريف وأجهزة مبارك الأمنية، أضف إلى ذلك ممارستهم للبلطجة بعد أن عجزوا عن إقناع الناخب بهم ولعلك – سيدى الرئيس - وصلك نبأ شهيد البحيرة إسلام مسعود الزهرة البريئة التى لم تتعد الخمسة عشر عاما والذى قتل دفاعاً عن مقر الإخوان ضد "بلطجية" القوى المدنية، فهل ستترك دماءه تذهب هدراً وتضيع سدى والذى اغتاله مَحضُ لص سرق الفرحة من بين عينى الصبى والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة! فهل ما زال لديك أمل فى توافق مع هذه الأيدى الملوثة بدماء المصريين. فيا سيدى الرئيس.. رد علينا عمرنا وأموالنا وكرامتنا ولا تبقى لنظام مبارك وحلفائه قائمة بعد اليوم وصارح شعبك بما لديك من معلومات وامض على بركة الله والله معك ومؤيدك. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة