في تصريحات اعتبرها مراقبون أتراك ضغطاً على حكومة رجب طيب أردوغان، جدد قائد القوات التركية الجنرال يشار بيوك انيط تأكيده أن الوضع في شمال العراق يستدعي شن عملية عسكرية «لسحق المتمردين الأكراد». على صعيد آخر، أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني بعد عودته من زيارة لطهران أن ايران اعتقلت زعماء جماعة أنصار الاسلام وأغلقت مكاتبهم، فيما قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان حكومته تنتظر رداً من الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات بينهما حول العراق. وقبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية التركية التي تهيمن عليها قضيتا الأمن والإرهاب، قال الجنرال يشار بيوكانيت في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون التركي على الهواء مباشرة «سبق وقلت اننا نحتاج الى شن عملية عبر الحدود، وأكرر الآن هذا الرأي». لكنه أكد الحاجة الى العمل في اطار القانون، أثناء التعامل مع المخاطر الأمنية. وأضاف: «علينا ان نخوض قتالنا على أساس قانوني. لا نستطيع تخطي القانون». وهناك ضغينة بين الجيش التركي العلماني القوي وحزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الاسلامية. ويقول محللون إن جنرالات تركيا يريدون ان يظهروا أن رئيس الوزراء ضعيف امام الارهاب. وينفي الحزب الذي يتزعمه اردوغان ان لديه اجندة سياسية اسلامية. وتصاعدت الخسائر في الأرواح خلال الاشهر القليلة الماضية بسبب الهجمات التي يشنها مقاتلو حزب «العمال الكردستاني» المختبئون في شمال العراق عبر الحدود الجبلية ويهاجمون خلالها أهدافا أمنية ومدنية. وأعلن الجنرال الكر باشبوج، قائد القوات البرية في المؤتمر الصحفي ذاته ان هناك بين 2800 و3100 متمرد كردي في شمال العراق. وأكد اتهامه بعض الدول الاجنبية «من بينها حلفاء بالاسم لتركيا» بدعم المتمردين. ولم يحدد هذه الدول بالاسم. لكن انقرة انتقدت الولاياتالمتحدة لفشلها في ملاحقة حزب «العمال الكردستاني» في العراق. كما اتهمت بعض الدول الاوروبية، بينها بلجيكا والدنمارك بمساعدتهم. اما في طهران، فقد أعلن منو شهر متقي وزير الخارجية الايرانى ان بلاده تنتظر رداً من الولاياتالمتحدة، وقال بعدما التقى طالباني: «بعدما تلقينا رداً أميركياً سنبحث في طلب الحكومة العراقية استئناف المحادثات». من جهته، أعلن طالباني لدى عودته من طهران أن السلطات الايرانية اعتقلت أعضاء منظمة «أنصار الاسلام» وقيادييها وأغلقت مكاتبها في البلاد. كما أكد أن صحة زعيم «المجلس الاسلامي الأعلى» عبدالعزيز الحكيم جيدة بعدما تلقى العلاج في العاصمة الايرانية حيث عاده خلال زيارته. وكانت مصادر أمنية في اقليم كردستان اتهمت «أنصار الاسلام» بمهاجمة معابر ومناطق حدودية مع ايران قرب بنجوين مرات منذ الربيع الماضي. وكان اسم هذه المنظمة ورد على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية بعدما تأسست في ديسمبر عام 2001. وقصفت القوات الأميركية مواقعها في الجبال الكردية ابان غزو العراق عام 2003، ما أسفر عن تدميرها في شكل كامل ومقتل عشرات المقاتلين من أنصارها. وأجرت الولاياتالمتحدةوايران في 28 مايو في بغداد أولى محادثات رسمية بينهما على مستوى عال منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في 1980، لكنّ مسؤولين امريكيين جددوا اتهامهم ايران بالتدخل في العراق، وقال الناطق العسكري الاميركي الجنرال كيفين برغنر: «هناك أدلة جازمة على ان عناصر ايرانية تحمل الأسلحة وتدرب المقاتلين وتوفر الموارد وتساعد في تخطيط العمليات وإعادة تمويل الخلايا السرية التي تزعزع استقرار العراق». في واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك: «سنرى متى يكون من الملائم عقد اجتماع، غير انه من المهم ان تتحرك ايران بناء على رغبتها المعلنة برؤية عراق اكثر استقراراً وفي الوقت الحالي فإن انشطتها لا تزال في تناقض مع هذا الهدف». وأكد ان «الايرانيين لم ينفذوا تعهداتهم».