أكد الدكتور رمضان عبدالله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن مصر هي مفتاح الأزمة الفلسطينية الراهنة وتستطيع القيام بدور لاقناع الطرفين للوصول إلي حل وقال في حوار مع الأهرام في ختام زيارته للقاهرة إن مصر لديها قلق حقيقي علي مستقبل القضية الفلسطينية بعد أحداث غزة.. وتركيزنا مع القيادة المصرية هو ألا نسمح بتكريس الوضع الراهن. وأضاف: إن مصر تستشعر الخطر وتريد أن تضع الأحداث في حجمها الحقيقي بأن ما حدث هو نزاع داخلي بين طرفين داخل البيت الفلسطيني, ويمكن احتواؤه رغم الألم, الذي لمسناه لدي القيادة المصرية من جراء ما وقع ولكن هذا الحل في حاجة إلي المزيد من الجهد والصبر وإلجام هذه الحملة ومسلسل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. وأشار شلح إلي ضرورة أن يقبل الطرفان بالحوار, كما يجب أن يقدما التنازلات للوصول إلي توافق جديد بينهما في الساحة الفلسطينية. وقال: يجب أن ينتهي التشدد الذي كان موجودا ومنع مصر ومنعنا في الساحة الفلسطينية من القدرة علي تطويق الأحداث. وأضاف: يجب أن تدرك فتح وحماس أنهما إذا كانتا تخوضان صراعا من أجل فلسطين فالقضية كلها أصبحت مهددة بالضياع. واستطرد بقوله: نحن نقول أنه علي كل طرف الآن نزع فكرة الصراع والصدام من رأسه من أجل فلسطين وحفاظا علي ما تبقي من الحق الفلسطيني وحماية الساحة الفلسطينية من انفجارات جديدة قادمة. وأوضح أن حماس لا تطعن في شرعية أبومازن. وتقول إن مشكلتها هي مع فريق معين في الأجهزة الأمنية.. بعضهم أقالهم أبومازن من مناصبهم. وقال إن الاجراءات المطلوبة الآن للخروج من هذه الأزمة سواء باعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه فيما يتعلق بمسئولية أبومازن والأجهزة عن المقرات وأوضاع السلطة أو غيرها من الترتيبات فالخطوة الأولي للوصول إلي ذلك هي الجلوس علي مائدة الحوار بين الطرفين المتنازعين. وردا علي سؤال حول استيلاء حماس علي مقر الرئاسة الفلسطينية ودهس صور ابومازن وأبوعمار بالاقدام.. وانزال علم فلسطين.. وجرائم الحرب التي شهدتها غزة؟ قال أمين عام حركة الجهاد: ما ارتكبته عناصر حماس من أخطاء في هذه الأحداث إذا كانت تسيء لأحد بالدرجة الأولي فهي تسيء لحماس نفسها وبالتالي حماس مطالبة بأن تصحح هذا الخطأ ليس تجاه ابومازن, ولا تجاه علم فلسطين بل يجب أن تصحح ذلك في حق حماس نفسها.. وأضاف: صورة حماس ليست هي الصورة التي كانت في ذهن الشعب الفلسطيني والعالم العربي, أنا متأكد أن قيادة حماس لا تقبل بهذه الممارسات. واستطرد قائلا: أنا لا أريد التوقف عند هذه المظاهر.. وإذا بقينا كذلك سنظل في دائرة الحرب المتبادلة إعلاميا والشحن المضاد. وردا علي سؤال حول ما إذا كان التصحيح يشمل أن تبادر حماس باعادة الأوضاع الشرعية؟ قال أمين عام حركة الجهاد: حماس لا مانع لديها, وهي لا تريد غزة.. ولكن لمن تسلم هذه الأمور, فالسلطة لم تكن موجودة في غزة.. وابومازن الآن في رام الله.. وكل من حوله يخوضون حربا إعلامية ضد حماس.. وحماس تقود حربا مضادة.. كلاهما يقول إنه يدافع عن نفسه ويطرح موقفه نحن نريد أن نخرج من هذه الحالة. وأضاف: نحن بالنسبة لنا نصر علي رفض الاحتكام بالسلاح في أي نزاع داخلي ويجب علي كل القوي ان تتمسك بهذا المبدأ لحماية الساحة الفلسطينية. حماس أخطأت وفتح اخطأت سيمر وقت طويل حتي نصل إلي جواب مرض لهذه المسألة لابد أن يكون عندنا استعداد لفتح صفحة جديدة من التوافق. وبشأن رسالته إلي حماس في ضوء مباحثاته بالقاهرة.. قال أمين عام حركة الجهاد: رسالتنا للأخوان في حماس هي أننا وجدنا استعدادا وحرصا مصريا علي الخروج من هذه الأزمة, وهذا يتطلب تجاوبا فلسطينيا من طرفي النزاع. وأضاف: حماس طرف يجب أن يتجاوب مع أي مقترحات للخروج من هذه الأزمة لتحقيق مشاركة وتعايش مع هذه الأطراف وإذا كانت حماس غير قادرة علي دفع استحقاقات المشاركة السياسية في ظل عملية التسوية فنصيحتنا لحماس هي أن تعود حركة مقاومة وتترك كل هذه القصة. وذكر: نحن علي اتصال دائم مع كل الأطراف ومن الطبيعي أن يكون هناك لقاء مع حماس والأخ أبومازن. وحول ما إذا كانت حركة الجهاد قد اتفقت مع حماس علي وقف إطلاق الصواريخ من غزة, قال أمين عام حركة الجهاد: لم نتفق مع حماس علي وقف إطلاق الصواريخ.. اطلاق الصواريخ مرتبط بالعدوان الإسرائيلي علي الشعب, وأضاف: نحن قبلنا تهدئة تبادلية وإذا تعرض شعبنا لاعتداءات نحن نرد عليها سواء كانت حماس أو فتح في السلطة. وبشأن ما إذا كانت قد قامت بمحاولات بمصادرة السلاح من أفراد الجهاد في غزة؟ قال أمين عام حركة الجهاد: كانت هناك بعض المواقف القليلة لكن تم احتواؤها وحرصنا أن يظل سلاح المقاومة بعيدا ولا نقبل أن يسحبه أي طرف لأن له مشروعية وهو موجه إلي إسرائيل. وشدد أمين عام حركة الجهاد علي أن هناك أطرافا تحاول أن تأخذ هذا الحدث إلي مدي أبعد ليسقط علي القضية الفلسطينية, فيصبح أمرا واقعا بحيث يصبح قطاع غزة في المجهول والضفة الغربية إلي مستقبل آخر وخيارات وارتباطات أخري ليس لها علاقة بمستقبل فلسطين كقضية شعب تعرض للاحتلال. وحذر من محاولات إسرائيلية لوضع الضفة الغربية تحت الوصاية الأردنية بعد الذي جري في غزة. وقال: هذا ما تسعي إليه إسرائيل طوال الوقت ونحن نرفض هذا الخيار أو أي خيار آخر ليس من شأنه حل المسألة كقضية وطنية لها استقلالها. وأكد أن ما حدث في غزة هو صفحة مأساوية في تاريخ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية, وقال: ليس المهم الآن تبادل الاتهامات وتحميل المسئولية عما وقع لهذا الطرف أو ذاك. وأضاف: ما يهمنا هو كيف نتحمل المسئولية جميعا لنخرج من هذه الأزمة. علي الجميع تحمل مسئوليته التاريخية والوطنية للخروج من الواقع الراهن لحماية القضية الفلسطينية مما هو قادم من مخاطر وتداعيات كبيرة.