اتهم الرئيس الليبي معمر القذافي أمس الاثنين الاتحاد الأفريقي بالعجز والفشل داعيا إلى إنشاء ولايات متحدة أفريقية أثناء القمة المقبلة للاتحاد التي ستعقد في يوليوفي العاصمة الغانية أكرا. جاء ذلك في خطاب ألقاه القذافي أمام نحو 50 ألف شخص تجمعوا في ملعب لكرة القدم بالعاصمة الغينية كوناكري التي وصلها في إطار جولة أفريقية تقوده إلى ساحل العاج وسيراليون وغانا. وقد شن القذافي هجوما عنيفا على الاتحاد الأفريقي الذي تم تشكيله بديلا عن منظمة الوحدة الأفريقية لفشله في تحقيق الوحدة الأفريقية. وقال القذافي في خطابه الناري الذي استمر أكثر من ساعة لقد فشلت منظمة الوحدة الأفريقية وفشلت مفوضية الاتحاد الأفريقي وفشل مجلس الوزراء الأفارقة والبرلمان الأفريقي برلمان عاجز لم نتمكن في أفريقيا من تشكيل الحكومة الاتحادية الأفريقية ولا أي هيئة للاتحاد لتحقيق هدفنا. كذلك شدد على أن أفريقيا لن تتمكن من حل مشاكلها إلا عبر الوحدة قائلا إن الشعوب تريد طرقات وجسورا وصحة وتربية وزراعة ومياها وكهرباء كيف يمكن تحقيق ذلك؟.. من خلال خلق مجالات كبرى وأسواق كبرى لأنه حتى أوروبا نفسها لا يمكن أن تؤمن استمرارها إلا بفضل الوحدة. وكان القذافي قد تبنى على مدى سنوات عديدة فكرة الولاياتالمتحدة الأفريقية التي رعاها سابقا الرئيس الراحل كوامي نيكروما الذي قاد قبل خمسة عقود بلاده غانا إلى الاستقلال لتكون أول دولة في شبه الصحراء الأفريقية تتخلص من الاستعمار الأجنبي. وفي هذا الإطار بحث القذافي مطلع الشهر الجاري مشروع الحكومة الأفريقية مع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي وأيد عدد من قادة الدول الأفريقية هذه الفكرة. كما اقترح الرئيس السنغالي عبد الله واد أن تصبح اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي نواة حكومة القارة وأن تمنح صلاحيات في الموضوعات الهامة مثل البيئة والصحة والتربية والدفاع وحفظ السلام. ويقول مؤيدو الفكرة إن حكومة واحدة للقارة ستقوي قبضة أفريقيا في مجال التجارة الدولية ومجالات سياسية مهمة أخرى. في حين يشكك معارضوها بإمكانية توحيد 800 مليون نسمة من أفقر شعوب الأرض منقسمين على أنفسهم عرقيا وسياسيا فضلا عن الخلافات الدينية والنزاعات الحدودية التي رسمت في فترة الاستعمار الأجنبي. وكان القذافي قد وصل غينيا برا مساء الأحد الماضي والتقى بعدها نظيره لانسانا كونتي الذي واجه مطلع العام الجاري عاصفة سياسية تمثلت في إضراب دموي قادته المعارضة ما اضطره في نهاية الأمر إلى تشكيل حكومة جديدة لامتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة ضد نظامه.